امي نور عيني (قصيدة بمناسبة عيد الام )

اسراء العبيدي
كاتبة واعلامية
([email protected])

الحوار المتمدن-العدد: 7197 - 2022 / 3 / 21 - 00:05
المحور: الادب والفن
    

ﺍﻣﻲ ﻧﻮﺭ عيني

ﺍﻟﺪﻣﻊ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﺍﻷﺳﻰ ﻣﻦ ﻛﻴﺎﻧﻲ
ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻭ ﺃﻳﻨﻲ ﻭﺟﺮﺣﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺩﺍﻧﻲ
ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻏﺎﺩﺭ ﻭﺍﻧﺤﻨﻰ ﻟﻠﻜﻬﻮﻟﺔ .......
ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺍﺣﻦ ﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ......
ﻳﻮﻡ ﻛﻨﺖ ﻃﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺍﻣﻲ ﺗﺮﻋﺎﻧﻲ
ﺁﻩ ﻛﻢ ﻣﺸﺘﺎﻗﺔ ﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻣﻲ
ﻭﺍﻟﻰ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻭﺣﻨﺎﻧﻬﺎ ﻭﻟﻤﺴﺎﺕ ﻳﺪﻳﻬﺎ
ﻭﺍﻟﻰ ﻋﻨﺎﻗﻬﺎ ﻭﻛﻼﻣﻬﺎ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺪﻳﻬﺎ
ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺸﻂ ﺷﻌﺮﻱ ﺗﻬﺒﻨﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﻟﺪﻳﻬﺎ
ﻓﻴﺎ ﺭﺏ ﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺮﻣﺘﻨﻲ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺑﺨﻴﺮ ﺗﻠﻘﺎﻧﻲ
ﺗﺸﺮﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻫﺎ ﺧﺠﻮﻟﺔ .......
ﻭﺍﻟﻌﻤﺮ ﻳﻤﻀﻲ ﻫﺒﺎﺀ ﺑﺪﻭﻧﻬﺎ
ﻓﻤﺎ ﺍﺭﻗﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﻟﻄﻔﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﺟﻤﻠﻬﺎ
ﻓﻬﻞ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﻣﻦ ﻫﻲ ﺍﻣﻲ؟؟؟
ﻫﻲ ﻧﺒﺾ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ
ﻫﻲ ﺭﻭﺿﺔ ﻣﻦ ﺭﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ
ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﻫﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﺷﺊ ﻣﻮﺟﻮﺩ
ﻫﻲ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ
ﻭﺑﻔﺮﺍﻗﻬﺎ ﺗﻐﺮﺑﺖ ﻓﻘﻂ ﺩﻣﻌﻲ ﻣﻦ ﻭﺍﺳﺎﻧﻲ
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻴﺘﻴﻤﺔ ﻭﺭﻭﺣﻲ ﻣﻌﻠﻮﻟﺔ ......
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﺍﻟﺒﺎﻛﻴﺔ ﺍﺣﺪﺙ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ
ﻭﻛﻠﻤﺎﺗﻲ ﺗﺎﺋﻬﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ
ﻓﻴﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺍﻃﺮﻕ ﺩﺍﺭ ﺑﻌﺪ ﺩﺍﺭ
ﻷﺣﺪﺛﻜﻢ ﻋﻦ ﺍﻣﻲ ﻳﻮﻡ ﺗﺮﻛﺘﻨﻲ
ﻭﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺩﻋﻨﻲ
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺍﺳﺘﻈﻞ ﺑﻈﻠﻬﺎ ﻭﺍﺭﻭﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻨﺎﻧﻲ
ﻭﺍﺿﺤﻚ ﻷﺧﻔﻲ ﺃﺣﺰﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ
ﻭﺃﺩﻋﻮ ﺍﻟﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﺃﻑ ﺑﺤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ
ﻓﻤﺎ ﺃﺻﻌﺐ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺮﺿﻬﺎ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺭﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺗﺄﻛﺪﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻧﺰﻟﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻲ ﻻ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻤﺮﺿﻬﺎ ﻣﺬﻟﻮﻟﺔ
ﻓﻤﺎ ﺃﺫﻝ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﻫﻢ ﺍﻣﻲ ﻣﻦ ﺃﺑﻜﺎﻧﻲ
ﺍﻟﺪﻣﻊ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﺍﻷﺳﻰ ﻣﻦ ﻛﻴﺎﻧﻲ
ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻭ ﺃﻳﻨﻲ ﻭﺟﺮﺣﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺩﺍﻧﻲ
ﻛﻨﺖ ﺃﻏﻔﻮ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻷﻧﺎﻝ ﻋﻄﻒ ﺍﻣﻲ
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻷﺗﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻓﻴﻜﺒﺮ ﻫﻤﻲ
ﻓﺈﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺗﺸﺮﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺧﺠﻮﻟﺔ .....
ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺍﻣﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻏﻴﺮﻙ ﻣﻦ ﺃﺑﻜﺎﻧﻲ

#اسراء_العبيدي (هاشتاغ)       [email protected]#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات