سليمان دغش
الحوار المتمدن-العدد: 1668 - 2006 / 9 / 9 - 07:45
المحور:
الادب والفن
قَرأَتْ عَرّافةُ التاريخِ في فنْجانِ دَمّي
قَرَأَتْ كَفّي وَعَيْنَيَّ وَنَجمي
كُنتُ طِفلاً يَتَهَجّى الروحَ
لَمّا دَقّت الريحُ
عَلى شُبّاكِ بَيتي
قُلتُ يا ريحُ تأَنّي
وَدَعيني..
أُكْمِلُ الليلةَ حُلْمي
كُنتُ طِفلاً يَتَهَجّى الريحَ
في شِرْيانِهِ
إذ مَزّقوا في الروحِ جِسمي
قَرأَت عَرّافَةُ التاريخِ في فِنجانِ دَمّي
لَمْ أَكُنْ أَحْلُمُ إلاّ
بِفَراشٍ يَتَجَلّى
تَحتَ ضوءِ الشمسِ حَيْثُ البحرُ نادى
إيهِ يا شَمسُ استَحِمّي ..!!
لَكِ هَمّي
لَكِ دَمّي
آهِ يا شَمسُ فَنامي في شَراييني
كَما شِئت ِلَعَلّ َالنايَ يَستَلْهِمُ دَمعي
قَبلَ أَنْ يَهْمي
على الأرضِ التي تَغتَسِلُ الآنَ
على دَمْعَةِ أُمّي
قَرَأَتْ عرّافَةُ التاريخِ
في فِنجانِ دَمّي..!
كانَ طَقساً غائمَ الرؤيَةِ
والمرآةُ لا تُفضي إلى النّخلَةِ
كانَ البَحْرُ مرآةَ العصافيرِ التي
اعتادَتْ على شُبّاكِنا البَحريِّ
أَنْ تَغْفو
وأَنْ تَصحو
على هَمسَةِ نَجمٍ
ذابَ في هَمسَةِ نَجمِ..!
كانَ طَقساً غائمَ الرؤيَةِ
والأمواجُ أَلقَتْ حملها في الشاطىءِ الموتورَ
والمرآةُ عادَتْ تَكشِفُ المستورَ
في أُسطورَةِ الوعدِ الخُرافيِّ
كأَنَّ العِجْلَ لمْ يَفهَمْ وصايا اللهِ
في صَحراءِ موسى
فاشتَهى غُرفَةَ نَومي
كانَ طَقساً غائِمَ الرؤيَةِ
للدّورِيِّ في المرآةِ
والشُبّاكُ لا يُفضي إلى الزرقَةِ
كانَ البَحرُ بوابَةَ موتِ
للعَصافيرِ التي
تَعبُرُ في مرآةِ بُرْجِ الحوتِ
مِنْ نَجمٍ
إلى نَجْمِ
ومِنْ وهمٍ
إلى وَهْمِ
وَتُغَنّي
لِصَباحٍ لَمْ يَجِدْ أُفْقاً لِيَرمي
شالَهُ للشمسِ في ميلادِ يَوْمِ
قَرَأَتْ عرّافَةُ التاريخِ دَمّي
رَسَمَتْ نَجماً سُداسيّاً
على الرملِ
وأَلقَتْ في مَهَبِّ الريحِ إسمي...!
#سليمان_دغش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟