عزيز اليوسفي
الحوار المتمدن-العدد: 7191 - 2022 / 3 / 15 - 16:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التاريخ دائما يتحرك إلى الأمام و إن بوتائر مختلفة , بعد صراع طويل بين معسكرين متناقضين أيديولوجيا , و متباعدين إقتصاديا و متقاربين عسكريا , دام أزيد من نصف قرن . انتهى ذاك الصراع لصالح المعسكر الغربي الرأسمالي تحت مظلة حلف الناتو , بقيادة أمريكية واضحة و مطلقة ,كان الأوروبين فيه مجرد أتباع , خاضعين كليا لأوامر المركز الرأسمالي الأمريكي . بينما اضمحل حلف وارسو تحت زعامة الإتحاد السوفياتي نتيجة أسباب ظلت إلى حد الآن , مثيرة للجدل في الخطابات و القراءات السياسة .لكن المسلمة و الأكسيوم الواقعيين اثبتا أن التجربة الاشتراكية العظيمة قد تم هزمها من قبل النقيض الرأسمالي الذي خرج منتشيا لحد الثمالة .بعيدا عن كرونولوجيا الأحداث التي رافقت تلك المرحلة من تاريخ البشرية بصفة عامة , و تشابك القطبين الأممين بصفة خاصة , ها نحن نشاهد و نرى من جديد صراعا لا يقل أهمية من سابقه ,و إن بدا هذه المرة مختلفا من حيث الأيديولوجيا ,حيث هذه الأخيرة تكاد تكون هي ذاتها عند اللاعبين في الساحة , أي أن الطرفين هما قوى رأسمالية بتاريخ مختلف . روسيا دولة رأسمالية و حتى صديقتها الصين لا تختلف عنهاكثيرا و إن ظلت تصف ذاتها بالدولة الإشتراكية ذات خصائص صينية , هنا وهم الخصوصية المغلوط , مع دول هامشية في طريقها إلى إثبات الذات و أغلبيتها شرقية بالرفة مع دول أمريكا الجنوبية ذات تعاطف يميل إلى الشرق . في المقابل , أمريكا و دول ما يسمى بالغرب التي أصيبت باضطرابات شبيهة بعلم السيكولوجيا , حيث الثقة ولاالصداقة مع الزعيم صارت على محك الشك الديكارتي منه إلى يقين دافيد ريكادو , بمعنى إثبات الإستقلالية أم الخضوع لهول الرأسمال الأمريكي .الحرب في أوكرانيا ,هي حتما ولادة لمخاض نظام عالمي قد يكون جديدا و في نفس الوقت قد يكون قديم جديد .المهم في المسألة ,أن التاريخ كذب هراء بعض المنظرين الأوفياء و دحض خرافة قدسية الهيمنة الرأسمالية و القطب الواحد و نهاية والإنسان ,فوكو ياما و هنتينغ تون بلا شك أنهما مدعوين الى إعادة النظر في هراءهما .
#عزيز_اليوسفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟