أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - زمن البرشمان














المزيد.....

زمن البرشمان


محمد محضار
كاتب وأديب

(Mhammed Mahdar)


الحوار المتمدن-العدد: 7189 - 2022 / 3 / 13 - 20:33
المحور: الادب والفن
    


زَمَنُ البُرشمان


لم يَشْتَرِه أقرنَ ،ولا أملحَ، ولا ناعِمَ الفروةِ ، بل اكتفى بالمرور أمام مرائبِ المدينة ،والتفرج على جمهرة المتهافتين على شراء كل أنواعه من سَرديّ، وبَركيّ، وبجعديّ، ودمّانِي، وكذلك وكِيليّ، وتلك عادة دَرج عليها منذ سنوات،يكتفي دائما بعيش أجواء العيد، دون ممارسة طقوسه .
هو يمارس لعبة الحياة ، بإيقاع خاص ،ويحاول أن يبقى اِجتماعيا في الحدود الدنيا،حياته فقدت الوهج منذ أن ترجّلَتْ زوجته عن قطار الحياة ،واَختار الأبناء البقاء خارجَ البلد ، طلبا لرزقٍ مُفْتَقَدٍ في وطنهم،بَقِيَّ وحيدا في شقته الصّغيرة بزنقة الفرات ، يعيش على الذكريات ِ، معاشه المُحوّل من بلاد "اولاد عيسى"، كما يحب أن يسمّيهم ، يكفيه طوارق الزمن ،وتكاليف العيش ،ومصاريف العلاج.
قادته قدماه ، إلى مقهى بتقاطع شارع سقراط ويعقوب المنصور ، اِختار الجلوس بالباحة الخارجية ،وقعت عيناه على اسم المقهى مخطوطا على زجاج الواجهة ، قَرأَه مبتسماً :" مقهى البُرْشْمَان"،
من غرائب الصدفِ، أن البُرشمان نال حظه ونصيبه كاملا ، فصارت له مقهى باِسمه ،لعَلَّ مالكها خيّاط ماهرٌ، يتقن الاِشتغال بالبُرشمان، وبَرَع في اِبتكار موديلات لقفاطين ، وجلابيب نسائية ،تتهافت عليها بناتُ حواء.
جاء النادل مبتسما ،ووقف بمواجهته سائلا:
-ماذا تشرب ،سيدي ؟
رد بصوت خافت:
-قهوة سوداء خفيفة في الفنجان.
غاب النادل برهة، ثم عاد يحمل طلبه، وضع الفنجان على الطاولة، ومعه قارورة ماء معدنيّ صغيرة، ثم انقلب على أعقابه،عائدا .
ناداه دون تفكير مسبق :
-انتظر لحظة يابُنيَّ ، لدي سؤال تافه إذا سمحتَ.
عاد النادل أدراجه وهو يقول :
-نعم ..سيدي ، مرحبا.
هَتف ضاحكًا :
-قل لي بحقّ السّماء، هل مالك المَقهى خياط ؟
اِبتسم النَّادل، وردَّ بِصَوت ساخرٍ:
-بل قل مَالكتَها، هي رَاقصَة شعبيّة مَعرُوفة .
عَلّق وهو يُزَوي ما بين حَاجِبية:
-هي إذن" شِيخَة" 1عصرية
تَابع النَّادِل :
-إنها تملك مقاهي أخرى للشيشة، ومطعما للوجبات السريعة.
تذّكر "خَربُوعة "2، التِي مَاتت ،وهي لا تملك قوتَ يومها،ورفع رأسه محدِّقا بالنَّادل الشَّابّ ثم قال:
-عذراً بُنَيّ ، أرجو أن تَغْفر لي تطفُّلِي ، فالبرشمان جرّ لِساني ،وكما يقولون : الحديث ذُو شُجون،أرجو أن يُبارك الله لكَ في عمَلك .
انصرف النادل إلى عمله،وأقبل هو على فِنْجانه ،يَرْشُفُ بِفرحِ طِفْلٍ قَهْوته.
محمد محضار 2019
1شيخة : مطربة شعبية
2خربوعة :مغنية شعبية تنتمي لمنطقة زعير وبني خيران



#محمد_محضار (هاشتاغ)       Mhammed_Mahdar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العامريات
- أنفة المنكسرين
- سيدة الفجر المغتال
- ليل حزين
- زمن الدم
- قصة قصيرة : عبير الماضي
- نص شعري:تمرد
- قصة قصيرة :رحلة الصمت


المزيد.....




- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...
- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر
- بعد وفاة الفنانة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - زمن البرشمان