أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيكل هاني غريب - لكي لا ننسى خدام و حفر الباطن















المزيد.....

لكي لا ننسى خدام و حفر الباطن


هيكل هاني غريب

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 06:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناول ( الاستاذ ) عبد الحليم خدام مشاركة سورية في حفر الباطن الى جانب الولايات المتحدة الامريكية والدول الاخرى المشاركة في الحرب ضد العراق عام 1991 مؤكداً ان هذه المشاركة كانت ضرورة قومية ووطنية ، وأكد بكلام نسمعه لاول مرة ان لولا هذه المشاركة السورية لكانت اسرائيل قد شاركت عوضاً عنها وعن مصر ايضاً، وكرر الكلام في لقاء مع فضائية المستقبل اللبنانية في 27- 8- 2006 ان سوريا منعت مشاركة اسرائيل في حرب الخليج وان مصر لعبت نفس الدور الذي لعبه نظام دمشق.
لقد هالني ما سمعت، وخاصة ان الكلام يصدر عن مسؤول في الصف الاول في النظام لاربعين سنة، معنى ذلك ان سوريا اخذت دورها في هذه الحرب نيابة عن اسرائيل ، ومعنى ذلك ان عدم مشاركة العدو الصهيوني في حرب الخليج كان ليفسح المجال لمشاركة سوريا ، او ليكون العرب شركاء في جريمة ذبح قطر عربي هو الاهم من بين الاقطار ، وان اسرائيل طالما ان انظمة عربية تشارك نيابة عنها في هذه الجريمة لاتمانع ان تمنح هذا الدور لغيرها من ابناء العمومة .
ثم من قال يا (سيادة النائب) ان اسرائيل لم تشارك في هذه الحرب، من قال ان اسرائيل لم تلعب دورها، من قال ان اسرائيل لم تكن شريكة في الاسباب والنتائج، وقد جاءت نتائج الحرب كلها لمصلحة اسرائيل ، اذا لم يكن النظام السوري على علم بذلك فهذه كارثة مابعدها كارثة ، فمن الصعب على اي مواطن عربي سوري ان يسجل عليه ان بلده قد شارك يوماً في جريمة اقتتال ضد عربي شقيق ، لم يحصل ذلك لا في جاهلية العرب ولا في صدر الاسلام ولا في عصر الانحطاط وما بعده خاصة وان الامر ارتبط مباشرة في حرب هي في الاساس لمصلحة الاعداء وفي المقدمة الدولة العبرية.
قد يسأل من يسأل ان النظام في العراق يومذاك قد اقترف ذنباً بدخول الكويت ، نحن لاننكر ذلك ، وان الخطأ الاسترتيجي الذي وقع فيه النظام في العراق لن يغتفر ، ولكن كيف تتم المعالجة ، هل من المصلحة ان تتم المعالجة كما ترغب اسرائيل ، او كما خططت الادارة الامريكية ، لقد اكد الكتاب الابيض الذي صدر عن الحكومة الاردنية ان بامكان حل المسالة ، وقد وافق النظام في العراق على الحل ، ولكن الانظمة العربية التي شاركت بجيوشها في حرب الخليج هي التي رفضت الحل ، وكان بامكان النظام السوري ان يضم صوته في مؤتمر القمة العربية الى جانب الاصوات الرافضة للحرب ضد العراق الشقيق، وجر النظام معه صوت لبنان ، ويومذاك اعتمد الرئيس المصري نظام الاغلبية في هذه القمة لتصبح النتيجة ان الرافضين للحرب تسعة اعضاء مقابل احد عشر ، وكانت النتيجة ان هؤلاء قد اشتركوا في جيوشهم في حرب طاحنة اطلق عليها حرب الخليج ، أو حرب تحرير الكويت ، بينما هي في الواقع الحرب التي دمرت القطر العربي الاقوى والاهم لمصلحة اسرائيل وغير اسرائيل .
ان قراءة التاريخ يا(سيادة النائب) تأخذ بكل ابعاد الموضوع وكل زواياه ولم تنحصر هذه القراءة في جانب واحد او زاوية واحدة ، وخاصة اننا نتناول اهم الاحداث في الجانب العربي ، فأذا كانت مشاركة سورية مع الذين شاركوا في حفر الباطن لمنع اسرائيل من المشاركة بهذه البساطة وانتهى الامر، معنى هذا ان النظام في دمشق يتصور ان بامكانه استغفال من يمكن استغفاله ، لنعيد القراءة من جديد وبدوافع وطنية سليمة لتظهر امامنا الحالة مختلفة ، ومع تقديرنا للمحللين المنصفين وللكلام الذي قاله السيد النائب السابق فنجد ان مشاركة سورية في حرب الخليج الاولى كانت بكل المقاييس لمصلحة اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، وهي صفقة مشتركة نال نظام الاسد الاب مباركة اسرائيل وامريكا لوضع اليد على لبنان بأكمله والتخلص من معارضة رئيس وزراء لبنان وقائد الجيش ميشيل عون للوجود السوري في البلد الشقيق ، ثم جاءت الفوائد المالية والاقتصادية وتخفيف الجزء الاهم من ديون سورية الخارجية ناهيك عن العمولات والصفقات والهبات التي تلقاها النظام بسبب قبوله المشاركة في هذه الحرب الملعونة ، ولاننسى ان الاسد الاب لم ينسى ابداً رغبته الشخصية في التخلص من نظام الجار لسورية كان على الدوام المنافس في الزعامة السياسية والحزبية وطالما ان هذا الجار كان الاقوى على احراج النظام في برامجه وسياساته المشبوهة في داخل البلاد و في خارجه.
والسؤال المر ، الم تكن حرب الخليج الاولى والحرب التي شنت على العراق مقدمة لحرب الخليج الثانية واحتلال العراق ..؟ الم تكن المشاركة في حفر الباطن الخطوة الابرز لمشروع الشرق اوسطي الجديد...؟ ان الادعاء ان ظروف الحرب الاولى تختلف عن ظروف الحرب الثانية هو الادعاء الفارغ من كل معنى ومن يقول بعكس ذلك لا يقرا التاريخ ولا يدنو قيد انملة من الدقة والانصاف ، لقد اتضحت الامور كافة وبرزت تفاصيل المخطط الصهيوني – الامريكي الى العلن ،وتحدث اكثر من مسؤول امريكي عن النوايا والاهداف ،ويكفي ان فرنسا ومعها بلدان اخرى تحدثت بالفم الملآن عن تفاصيل خطيرة عن هذه النوايا وتلك الاهداف ، ويكفي ان معظم الادارات العربية واولها السعودية تتحدث علناً أو سراً عن التسرع في اتخاذ القرارات بالمشاركة في الحرب المجنونة التي شنت على العراق ، ويكفي ان سورية نفسها ،واكثر من مسؤول فيها تحدث علناً عن مخاطر الغزو الامريكي لمنطقة الخليج واحتلال العراق ، ولكن الادارة السورية لم تعلن صراحة حتى هذه اللحظة عن الخطأ الكبير لمشاركة الجيش السوري الى جانب امريكا واسرائيل في حفر الباطن كحالة من المكابرة التي اعتاد عليها حكام سورية ، ويكفي ان مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة والمتصهينة حتى النخاع قد أكدت في اخر مقالة لها عن الخطأ الاستراتيجي لذهاب امريكا الى الخليج في الحربين الاولى والثانية ،ويكفي ان الجنرال زيني قائد القوات المركزية في الشرق الاوسط قد ذهب أبعد من العجوز مادلين حين اكد ان جميع المبررات التي اعتمدت لحرب الخليج الاولى ولاحتلال العراق لم تكن مبررات مقنعة وغير صحيحة ، وقال في مقالات ثلاث كتبها مؤخراً اننا كنا ننفذ الاوامر فحسب ولم نفهم اي معنى لها.
ثم نقول( للسيد النائب) ، لماذا لم تدعوا اسرائيل تشارك في الحرب فعلاً في حفر الباطن طالما ان نظامكم على علم بأن اسرائيل ستدخل الحرب لولا مشاركة سورية ومصر..؟ الايعني ذلك ايها النائب ان المشاركة السورية والعربية كانت الغطاء العربي لمشاركة اسرائيل ،والوجه العربي لدور اسرائيل والبديل العربي عن هذه الدولة العدوة..؟ ان اسرائيل لو شاركت علناً في حفر الباطن لانقلبت الدنيا عاليها سافلها ،ولتغير وجه الارض تماماً، وكان للعالم العربي كلاماً اخر ،وموقفاً آخر ،وكان للعالم الاسلامي شأناً آخر وفعلاً آخر ،لماذا لاتتحدث يا(سيادة النائب) عن موقف القطعات العسكرية السورية المتواجدة في حفر الباطن من الحرب ومن المشاركة ،فالعالم كله ياسيادة النائب تحدث عن ثورة الجنود والضباط السوريين وفرحهم عندما دكت الصواريخ تل ابيب وراحوا يطلقون النار علناً تعبيراً عن الفرح ، فهل معنى هذا ان القوات السورية راضية عن المشاركة وعن التواجد الى جانب قوات الغزو الاخرى...؟ لنقرأ التاريخ( سيادة النائب) من زواياه كلها ، ونتحدث بلغة الشعب قبل اي لغةاخرى...!.



#هيكل_هاني_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيكل هاني غريب - لكي لا ننسى خدام و حفر الباطن