أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نهاد ابو غوش - المناضل الأردني - الفلسطيني عارف الزغول














المزيد.....

المناضل الأردني - الفلسطيني عارف الزغول


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7188 - 2022 / 3 / 12 - 16:44
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ألقيت هذه الكلمة في تابين المناضل عارف الزغول وهو مناضل أردني التحق بالثورة الفلسطينية في صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وأمضى في السجون الأردنية ستة عشر عاما، وكان لكاتب هذه السطور شرف مزاملته في سجون المحطة والجفر وسواقة، ثم العمل معا في هيئات حزب الشعب الديمقراطي الأردني ( حشد).
العزيزة غادة الأبناء منيف وأوميد وخالد ومها
مساء الخير يا عارف....
لا أتصوره إلا كما هو .... وكما عرفته مع آلاف المناضلين .. مبتسما وكأنه يهزأ بعذابات السجن، ومرارة الحياة، لكن عينيه تلتمعان ببريق مميّز، وتشعّان بحنان دافىء فيبعث الثقة والاطمئنان والأمل فيمن يحيطون به.
من اي شيء قُدّ هذا الرجل؟ أمن جبال جلعاد وصخور عجلون* استمد شموخه وصلابته؟
أم من مياه راحوب اكتسب رقته وسلاسته؟
وهو الطيّب القلب.. الغني النفس.. المعطاء كسهول حوران وتراب الأغوار
أم أن سحابة تشكلت فوق البحر الأبيض المتوسط، وعبرت فلسطين من بحرها إلى نهرها فأمطرت لتسقي قلبا فتيا مشرعا لحب البلاد التي يراها كلما نظر إلى مغرب الشمس، ومصدر الرياح المحملة بالخير والوعود، بلاد ورث حبها من حكايات الأجداد وأغاني الجنود العائدين من باب الواد وسهول جنين.
هكذا كان عارف الزغول ( أبو النوف) ، وهكذا تشكّلت هويته الوطنية والإنسانية، محصّلة لانتمائه للأردن وأرضه وناسه وخاصة فقراءه، وحب فلسطين البعيدة في حسابات السياسة منذ سايكس بيكو والنكبة والنكسة، القريبة في نبضات القلب ولغة الوجدان.
تعودنا أن نقول عن كثرين : فلان أردني من أصل فلسطيني، وهي إشارة إلى اكتساب الجنسية الأردنية لملايين الفلسطينيين الذين نزحوا إلى الأردن، نادرا ما نقول أن فلانا فلسطيني من أصل أردني، عارف الزغول اكتسب الهوية الفلسطينية بالنضال والانتماء الثوري وهو الذي لم يزر فلسطين قط، لكنه من دون شك كان يراها كل يوم سواء من مكان إقامته (دير علا) أو من مرتفعات عجلون المطلة على مساحات واسعة من فلسطين، والكل يعرف أن هذه التقسيمات التي فصلت بين الأردن وفلسطين هي من نتائج سايكس بيكو ووعد بلفور.
اختصر عارف المسافات، واختزل الكلام عن التداخل والتمايز وخصوصية العلاقة بين الشعبين الشقيقين، فانحاز إلى قلبه وقرر أن يصبح فدائيا مهما كلّف الأمر، وقد كان الأمر باهظ التكاليف في ذلك الزمن العرفي الغابر.
جسّد عارف في شخصه وسلوكه وسجاياه ما يمكن أن نسميه "السهل الممتنع" فقد كان بسيطا كعشاء الفقراء كما قال شاعرنا محمود درويش عن صديقه راشد حسين، عفويا في خياراته وقراراته وانحيازه المبدئي للإنسان، لكنه ايضا كان عميقا كفيلسوف، واثقا من حتمية الانتصار.
لم ينل حظه من التعليم النظامي، لكنه عوّض ذلك بكفاءة عالية وإرادة لا مثيل لها، إذ كان شغوفا بالمعرفة يلتمسها أنّى توفّرت، في الكتب والحوارات وتجارب الآخرين، وكان على الرغم من قسوة الظروف قادرا على أن يبلور لنفسه رؤية تقدمية حضارية تنعكس على جملة مواقفه من الناس والرفاق والفقراء ومن قضية المرأة بشكل خاص، كان عميق الانتماء لحزبه ورفاقه وفي الوقت نفسه وحدويا يؤمن بالقواسم المشتركة مع من يختلفون معه، يحرص على التعلم كل يوم، وينثر علمه وتجربته الغنية دون ادّعاء، لا أذكر أنه شكا يوما أو تبرّم، أو تخاصم مع رفيق أو زميل.
وفي سياق الحديث عما تعلمناه من عارف أود أن اشير سريعا إلى مثالين: لم ينس عارف يوما أن صغار الجنود والضباط والحراس هم أبناء شعبه، كان يفيض تعاطفا معهم دون أن يتنازل عن مبادئه وموقعه قيد انملة، مع أنهم كانوا يقيّدونه وينفذون الأوامر التعسفية، كان الأمر يبدو وكأنه سوء تفاهم بينه ( وبالأحرى بيننا) وبينهم، والمثال الثاني في ما كان يمثله عارف من مرجعية دائمة للصمود والثبات والقوة، في السجن كانت تعترينا كثيرا نوبات من الأزمات والاكتئاب والقلق أو الشعور بالضعف، وكان يكفي الواحد منا أن ينظر إلى (أبو النوف) ليستعيد ثقته في نفسه وخياره الثوري.
مرة أخرى استعير من شاعرنا محمود درويش كلمات قالها في وصف راشد حسين وكأنه كان يصف عارف الزغول:
شقي مثل دوريّ .... قويّ
فاتح الصوت كبير القدمين
واسع الكف فقير كفراشة
ويرى أبعد من بوابة السجن
يرى أقرب من أطروحة الفنّ
يرى الغيمة في خوذة جندي
وأخيرا ماذا أقول لك يا عارف يا رفيقي وصديقي
أحضرت لك من فلسطين التي أحببتها وأحبتك كمشة تراب لعلها تعانق ترابك
وأعدك، أمام الرفاق والرفيقات، ألا ننساك ما حيينا، وأن نذكّر أبناءنا وأجيالنا الناشئة أن ثرى الأردن الطاهر يحتضن من أحب فلسطين وأخلص لها حتى آخر يوم في حياته، وأعدك ايضا أننا سنزرع باسمك شجرة زيتون، لقد أعددنا العدة لذلك.
نم قرير العين يا عارف.... عليك الرحمة .... ولك المجد والخلود
*ينحدر المناضل عارف الزغول من قرية عنجرة في محافظة عجلون شمال الأردن، وهي منطقة مشهورة بجبالها الشاهقة وأحراشها، وقد ورد ذكرها في الكتاب المقدس باسم (جلعاد) .



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 3 من 3)
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 2 من 3)
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 1 من 3)
- حول عنصرية الغرب تجاهنا
- عالم جديد متعدد الأقطاب يتشكل
- فلسطين بين روسيا وأوكرانيا..
- الإعلام الرسمي الفلسطيني والانقسام (2من 2)
- الإعلام الرسمي الفلسطيني والانقسام (1 من 2)
- إسرائيل.. تقرير الأمنستي.. والأبارتهايد ( 3 من 3)
- إسرائيل تقرير الأمنستي..والأبارتهايد ( 2 من 3)
- إسرائيل ..تقرير الأمنستي..والأبارتهايد ( 1 من 3)
- ما بعد المركزي
- الإعلام والربيع العربي والتحولات*
- تحديات الإعلام التقدمي في ظل تسارع الثورات التكنولوجية
- عن الشهيد الطفل نسيم أبو رومي
- عن رفض الاتحاد الافريقي قبول إسرائيل كعضو مراقب
- إسرائيل وأزمة اوكرانيا
- المجلس المركزي الفلسطيني يستدعى عند الحاجة
- البناء على تقرير الأمنستي
- إسرائيل ورُهاب حقوق الإنسان


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نهاد ابو غوش - المناضل الأردني - الفلسطيني عارف الزغول