أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من فضلكم ابعدوا المحكمة الاتحادية العراقية عن السياسة














المزيد.....

من فضلكم ابعدوا المحكمة الاتحادية العراقية عن السياسة


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جلب انتباهي خبر من على صحيفة " الصباح " العراقية بتاريخ 8 اذار 2022, مفاده ان المحكمة قررت تأجيل النظر بقضية رفع قيمة الدولار بوجه الدينار العراقي الى يوم 14 اذار حتى يستطع وزير المالية ومحافظ البنك المركزي العراقي الحضور الى المحكمة. احد خبراء القانون اعتبر ان حضور كلا من الموظفين الى قاعة المحكمة ضروريا لان قرار تغيير سعر الدينار بوجه الدولار الأمريكي يعتبر خرقا للمادة 30 و 31 من الدستور العراقي , وخرقا للمادة 23 و 26 من العهد الدولي الذي ضمن العيش الكريم للمواطن العراقي .
المدافعون عن قرار المحكمة الاتحادية ما زالوا مصرين على ان مصدر بلاء الاقتصاد العراقي هو رفع قيمة الدولار والذي أدى الى ارتفاع أسعار السلع والخدمات في العراق وبالأخير أثر سلبا على جيوب الفقراء. صحيح , نظريا ان تخفيض قيمة العملة المحلية يؤدي الى تقليص الاستيرادات وزيادة الصادرات وبذلك يتحسن ميزان المدفوعات الوطني , وربما الى فائض فيه. الولايات المتحدة تستفاد من تخفيض قيمة الدولار بوجه العملات العالمية لإنه يؤدي الى زيادة صادراتها ويزداد الطلب على الايدي العاملة ويرفع الدخل , بل حتى اخراج الاقتصاد من منطقة التراجع الى منطقة الازدهار.
عراقيا , فان تخفيض قيمة الدينار العراقي بوجه الدولار الأمريكي سوف لن يدعم الصادرات العراقية غير النفطية لإنه ببساطة لا توجد صناعة في العراق مؤهلة للتصدير. اذن , فان تخفيض قيمة الدينار بوجه الدولار سوف ينعكس على أسعار السلع المستوردة بالزيادة , وخاصة السلع الاستهلاكية مثل الرز, الطحين, السكر, الشاي, والدهون.
ولكن هل من حق جهات سياسية ان تتدخل في قرارات وزارة المالية او البنك المركزي بحجة حماية المواطن؟ الجواب هو لا. السياسة النقدية من وظيفة البنك المركزي والسياسة المالية من صلاحية وزارة المالية ولا يحق للمحكمة الاتحادية التدخل في وظيفتهما ويحق التدخل لها في حالة خرق كلا المؤسستين القانون العراقي فقط. يجب على السياسيين ان يفهموا ان النظام الاقتصادي العراقي أصبح نظام سوق , واحد اهم مميزات هذا السوق هو عدم تدخل الدولة في ادارته. السوق وحده يدير نفسه بنفسه. ارجوا لا يفهم من ذلك ان الدولة يجب ان تغلق أبوابها وتنظر الى حال المواطن من خلف الشباك , لا , أحد اهم وظائف الدولة حماية المواطن عندما تتلاعب مجموعة في شؤون السوق ومنها الاتجار في البضائع المحرمة مثل تهريب الاثار , المتاجرة بالأعضاء البشرية, المخدرات , المتاجرة بالمواد الفاسدة , الاحتكار والتلاعب في أسعار السوق , ودعم الاقتصاد الوطني في أوقات التراجع الاقتصادي والتضخم المالي.
تخفيض قيمة الدينار بوجه الدولار العراقي ربما كان السبب في ارتفاع نسبة التضخم بجزء من 1% , وهي نسبة يستطع كل العراقيين تحملها , ومنهم الفقراء. من كان يراقب الأسعار في السوق بعد تخفيض قيمة الدينار سيجد ان اغلب البضائع الاستهلاكية لم يصيبها التضخم وانما بقيت تراوح بأسعارها القديمة قبل التغيير. الا ان التضخم الحقيقي (ارتفاع الأسعار) جاء بعد ان بدأت اقتصاديات العالم تتعافي مما انعكس على أسعار الطاقة والشحن والمعادن , ولهذا السبب ارتفعت الأسعار بقوة ليس في العراق وحده وانما في جميع انحاء العالم.
انا , من الرافضين جدا للتدخل السياسي في شؤون البلاد الاقتصادية. اتركوا شؤون الاقتصاد للاقتصاديين لأنهم هم اعرف بشأن اقتصاد البلد. يضاف الى ذلك ان ساسة العراق لم يعطوا مثلا مشرفا في إدارة البلاد حتى يطمئن المواطن لهم عندما يحاولون الضغط على مراكز القرار الاقتصادي. بغداد ما زالت تعاني ما تعاني منه عاصمة الصومال , مدغشقر. مظاهرات تشرين في جنوب العراق, على الرغم من تحفظي , خرجت من اجل لقمة العيش التي سرقتها منهم الطغمة الحاكمة. من سرق الملايين من الشعب العراقي ليس البقال او كعكجي الطرف, او حجي تيته الحلاق , وانما موظفين كبار مدعومين من قبل ساسة كبار. من يسيطر على موانئ جنوب العراق ليس حمال ولا شرطي ولا صاحب بسطة يناضل من اجل توفير ابسط مقومات الحياة لا بناءه , وانما اشخاص يعودون الى أحزاب وكتل سياسية.
لقد دخل الفساد الى جميع مرافق الدولة العراقية , فلا تجعلوا المحكمة الاتحادية أحد ضحاياه , لأنها اذا خربت هذه المؤسسة خرب الدستور والنظام. من يبكي على حال الفقراء في العراق يجب ان يترك موضوع الدولار والدينار ويبدئ بالمطالبة بتوفير أشياء مهمة للفقراء. أبدوا بالمطالبة بتوفير سكن للعوائل الفقيرة , وفروا الظروف المشجعة للشابات والشبان للزاج وخاصة وان هناك ثلاث ملايين امرأة عراقية مؤهلة للزواج. ادعوا الى صيانة شوارع المدن والطرق الخارجية التي أصبحت تقتل المسافرين بالجملة , اقضوا على المحاصصة التي دمرت العراق وضيعت حقوق المواطنين, اضغطوا على الحكومة بتعاقد مع دول من اجل جلب بعض الصناعات حتى يستطع الشباب العمل فيها ويضمون دخل لهم ويحرروا ذويهم من كلفتهم المالية , اقضوا على تجارة المخدرات والتي دخلت المدارس الابتدائية , وفروا الماء الصالح للشرب والذي اصبح اهل البصرة يموتون من تسمم مياههم , وفروا الدواء والاختصاصات الطبية في مستشفيات العراق حتى لا يضطر المرضى السفر الى الهند والسند من اجل العلاج .
يا اخوان يا من تحملون لواء "المحبة " للفقراء اتركوا موضوع الدينار والدولار لغيركم لأنه بعملكم هذا تقلقون السوق وتربكوه , وتركوا المحكمة الاتحادية لان امامها طن من القضايا التي تحتاج الى إجابة , انصحوا اللواء أبو طبيخ بالتوقف من ملاحقة "التجار الجشعين" وقولوا له لا تكن صدام حسين الثاني الذي اعدم 50 تاجرا مظلوما بهذه التهمه, واذا كان لديكم وقت كافي طالبوا حكومة السيد مصطفى الكاظمي بالتحرك السريع بإعمار البلاد , مر على السنة الجديدة شهرين ونصف وما زال المتحدث باسمه يصرح بان عام 2022 سيكون عام اعمار ونهوض بالاقتصاد ولحد الان لا اعمار ولا نهوض , اذهبوا الى شورجة بغداد ليخبروكم بحالهم .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالجة ارتفاع الاسعار في الاسواق المحلية ليست من وظيفة القوى ...
- دروس من اوكرانيا الى الشرق الاوسط
- اوكرانيا ليست افغانستان وروسيا ليست الاتحاد السوفيتي
- البيت الابيض لا ينفع في اليوم الاسود
- حاربوا التضخم المالي بالكتلة النقدية
- القانون ليس فوق الجميع في العراق
- من ذاكرة التاريخ ..الدعوة لتشكيل دولة سومر
- ليس فقط انفلات سلاح في العراق, وانما تصريحات ايضا
- ضربة حظ ..درس مفيد في ادارة الاعمال
- فرصة ذهبية اخرى تطرق باب العراق
- الطريق الى تخريب الشعوب والاوطان
- تاثير ازمة اوكرانيا على اسعار الطاقة, الدولار , و الذهب
- تيه سياسيو شيعة العراق
- العراق اختار التضخم المالي مقابل توفير فرص العمل
- مستقبل حكومة الاكفان
- توصيات للاطار التنسيقي
- مخرجات الجلسة الاولى للبرلمان العراقي
- روسيا الاتحادية تظل المسؤولة الاولى عن حماية سوريا من الاعتد ...
- هل ستكرر الادارة الامريكية الانسحاب من العراق على الطريقة ال ...
- حرائق التضخم المالي لا تطفىء برفع نسبة الضرائب والفوائد على ...


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من فضلكم ابعدوا المحكمة الاتحادية العراقية عن السياسة