أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - المسرح والطقس 2














المزيد.....

المسرح والطقس 2


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 02:07
المحور: الادب والفن
    


يمكن تعريف (الطقس) على انه (ممارسة وجدانية لفئة من بني البشر بواسطة أداء جسماني وصوتي هدفه التوحيد الروحي) ويمكن تعريف (الطقس الديني) على انه (ممارسة وجدانية لفئة من بني البشر بواسطة أداء جسماني و صوتي والتوحيد الروحي بهدف التقرب الى القوى العليا التي تتحكم بمصائرهم والرجاء منها بأن تعمم الخير وتبعد الشر).
ومنذ الثمانينات من القرن العشرين كان لممارسة أنظمة الأنثروبولوجيا وتركيزها على الإثنوغرافيات وهي الأنثروبولوجيا الوصفية في التسجيلات الخاصة بالطقوس و الدراسات المسرحية وللاهتمام النظري بالعرض والأداء، تطبيقاتها لصعوبة الفصل بين أساليب الطقس عن أساليب العرض المسرحي. حاول الدارسون في دراستهم لحقل العرض بوجه خاص تأسيس اطار نظري لتأثيرات الطقس في المنظور الثقافي المتبادل وفي ذات الوقت آخذين بنظر الاعتبار الترديد الواسع للطقس في الانتاجات المسرحية وشبه المسرحية ومرد هذا التطور راجع الى العمل الانضباطي المتبادل لمفكرين اثنين :
الأول: هو عالم الأنثروبولوجيا (فيكتور تيرنر) الذي طبق مفاهيم الدراما في العمليات الطقسية والتي تستذكر وتجدد او تعالج بنى و أزمات الواقع الاجتماعي.
الثاني: هو الناقد والمخرج (ريجارد ششنر) الذي استكشف الطقوس غير الأوروبية والممارسات المسرحية وادخلها في عمله النظري والتطبيقي. كانت مساهماتها بالتعاون تستجيب للتنظير لأصول المسرح من قبل (معهد كامبرج للانثروبولوجيا)، وبالدرجة الاولى (جين هاريسون) و (غيلبرت موراي) و فرانسيس كورنفورد) الذين افترضوا اشتقاق (التراجيدي) من ممارسة التضحية الاغريقية الاولى و (الكوميديا) من المعربدين المحتفلين بالإله (ديونيسوس) وعبادته الغامضة. وقد اكدت طريقتهم الجينية والخاصة بسلسلة النسب بأن المسرح قد استقى من الميدان الديني بطريقة الحدث الناشئ وهو الرأي الأكثر تأثيراً في القرن العشرين وواجه اخيرا معارضة نتيجة المقارنة الجينية بين المسرح والطقس حيث رأى احدهم ان الفعل الاجتماعي تنمذح وفقاً للعنصر الشكلي لما هو ادائي، وهي نظرة موجودة في رأي (بريخت) عن (مسرح كل يوم) وتوسعت من قبل (ايرفنغ هوفمان) الى نظرية اجتماعية.
لايمكن التشابه بين الطقس والمسرح في الجوانب الشكلية فقط ، حيث ان نظريات انثروبولوجية حالية قد افترضت بأن (الطقس) يحمل صفة قوة التأثير في الاتصال الرمزي. وعلى وفق هذه النظرة فإن ماهو ادائي يمتلك خصال ماهو تقليدي وماهو مستنسخ وماهو مكرر، ويمتلك ايضا قوة تأسيس واعادة تأسيس الواقع. وعند الاستعارة من نظريات (فعل الخطاب) لاوستن وجون سيرل فقد ادعى بعض المعلقين بأن ماهو ادائي يمكن ان يكون قوة تحويلية قادرة على تأسيس الواقع وتغييره وهي فكرة تسري على ماهو طقسي وماهو مسرحي. تقليدياً فأن العروض المسرحية يفترض كونها تفعل فعلها ضمن الاطار المفاهيمي للتظاهر لواقع مفترض اي (لو كان الواقع هكذا) في حين يشتغل (الطقس) بطريقة لها مؤثراتها الفعلية في الواقع المعاشي. وحيث ان كليهما يخضع للتمارين وللتقديم فإن التمييز بين العروض المسرحية و الأفعال الطقسية إلزامي ومع ذلك تبقى اهمية بعض الفوارق. التغيير الحاصل في مفهوم الممثل والمتفرج مثلا، يعتمد على التوقعات والتواصل التي بواسطتها نقترب من العرض. وكما في المسرح البرجوازي الاعتيادي، فان الممثلين والمتفرجين يتوقعون ابتداع وتحصيل تسليمه من الحدث.
 يتبع



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني (المسرح الموسيقي)
- مسرحيات السيرة الذاتية
- لماذا يأخذ المسرح الغربي من تقنيات المسرح الشرقي وبالعكس
- هل للفنان ان يتباهى بشهادة الدكتوراه !؟
- الجيم المصرية وأخواتها عند تلفظ الأسماء والمصطلحات الأجنبية ...
- مسرح (خيال الظل) هل هو مسرح عربي اصيل؟!
- فن الماكياج والماجستير والدكتوراه!
- اعمال مسرحية نددت بالقهر والتسلط
- أعمال مسرحية نددت بالقهر والتسلط 2
- إصدارات فيصل المقدادي المسرحية
- فرقة شكسبير الملكية 2
- فرقة شكسبير الملكية
- كمال نادر ومسرحيات شكسبير
- العرض المسرحي والوسائط المتعددة
- مسرح (خيال الظل).. هل هو مسرح عربي أصيل؟!
- مضامين وأشكال مسرح السيرة
- لماذا نقف ضد المسرح التجاري؟
- ملاحظات إضافية حول (المونودراما)
- إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة! - 2
- إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة!


المزيد.....




- مسلسل حب بلا حدود 35 مترجمة الموسم الثاني قصة عشق 
- نضال القاسم: الأيام سجال بين الأنواع الأدبية والشعر الأردني ...
- الإمارات تستحوذ على 30% من إيرادات السينما بالشرق الأوسط
- رواية -الليالي البيضاء- للكاتب ضياء سعد
- كيف ألهم عالم الموضة والأزياء الأفلام السينمائية؟
- عــرض مسلسل حكاية ليلة الحلقة 5 مترجمة قصة عشق وقناة الفجر
- مغامرات القط والفار 24 ساعة.. تردد قناة توم وجيري TOM and JE ...
- عمّان.. الشاعر الكتالوني جوان مارغريت مترجما إلى العربية
- -الرياض تقرأ-.. هيئة الأدب تطلق المعرض الدولي للكتاب وقطر ضي ...
- -الرياض تقرأ-.. انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 202 ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - المسرح والطقس 2