كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7183 - 2022 / 3 / 7 - 23:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ربطت الصين مصيرها مع الذين ربطوا معها حزام الطريق في إطار (المصير المشترك)، وعبرت الآفاق البعيدة بخطوط النقل العابر، وتحكمت بمسارات توريد البضائع بين القارات من خلال موانئها المحورية العملاقة، وتخصصت في الصناعات المتنوعة، حتى احتلت المرتبة الاولى في العالم في خمس صناعات ثقيلة، وحققت اعلى معدلات النمو بقفزات نوعية هائلة من دون ان تشغل بالها بالصراعات السياسية، والنزاعات الايديولوجية، والمخططات الاستعمارية، ولم تورط نفسها بالحروب الاستنزافية المرهقة، لكنها توسعت خلسة بلا ضجيج، فتمددت على حساب انكماش منغوليا الى الداخل، ولعبت استثماراتها دورا متنامياً في الاستحواذ على العقارات التايلندية، ثم توسعت في الشرق الأوسط لتحقيق اهدافها الخفية عبر أنشطتها التنموية، وترددت الاحاديث هذه الأيام في ردهات مكاتب الساسة وأروقة مراكز التحليل عن رغبتها الجامحة لضم جزيرة تايوان، لكنها ظلت تتقمص دور المتفرج الانتهازي الذي يتحين الفرص للانقضاض على الغنائم، فيما يربط المراقبون الوضع الراهن بالزحف الروسي نحو أوكرانيا، من دون ان ترفع الصين عينها عن تايوان، حيث ظلت تراقب ردود الأفعال الغربية عن كثب لتتخذ خطوتها المستقبلية الخاطفة تجاه تايوان. فهل تستغل المناخ السياسي العالمي المضطرب لتقدم على خطوة عسكرية تعيد فيها تايوان إلى الحضن الصيني ؟. .
فعلى الرغم من كون النوايا الصينية المبيتة لضم تايوان، وبخاصة مع تزايد النفوذ الصيني وسطوع بكين كقوة عالمية، لكن تلك النوايا ستظل مؤجلة بانتظار ما تسفر عنه العمليات الحربية الروسية في أوكرانيا. .
ختاماً يقول مارتن جاك مؤلف كتاب (عندما تحكم الصين العالم): الصين لن تكتفي فقط بإزاحة الولايات المتحدة كقوة عظمى بالعالم، لكنها سوف تقزّم حجم الغرب، وتنهي مفهومنا لمعنى كيف يمكن أن تكون متحضراً. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟