أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - مرايا ربيع مضى -نص مفتوح














المزيد.....

مرايا ربيع مضى -نص مفتوح


سامي الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 7181 - 2022 / 3 / 5 - 01:08
المحور: الادب والفن
    


(1)
أشجار اكتست خضرة واستكفت وألقت ظلالها على الرصيف باكتمال،
وأشجار اكتست ولم تكتفِ وتنادي هل من مزيد،
وأشجار لم يغادرها العري إلا قليلاً ولم يتعبها الانتظار، لا يتسرب إلى قلبها اليأس، تعزي النفس بالأمل وبقدوم أيام تكتسي فيها، تنتظر ولا يزعجها أن تكون آخر المكتسين،
وظلّي على الطريق غامقاً واضحاً كأنه يحفر الطريق،
أغني معه "حفرت خيالي الشمس ع المفرق" يا وديع الصافي ويا فيروز،
"رفّ الحساسين اللي أجا تفرّق"،
والطائر الذي أردت تسجيل تغريده طار وغادر دون أن يمنحني فرصة في تحقيق ما أردته،
سامحته، شكرته على كل ما أعطى، وشكرته على ما سيعطي لأنه صادق الوعد جزيل العطاء.
(2)
أنا وحفيدتي في الغابة، نستريح على جذع هوى واستراح،
مستريحان ينشدان الراحة من مستريح
قمنا لنعزف على جسر خشبي فوق الماء بعصيٍّ التقطناها من أرض الغابة،
نطرق على الجسر الخشبي المخصص للمارة مع إشارة تمنع السيارات بطيئاً، 1، 2، 3، ثم سريعاً 123، ونكرر اللحن ونضحك، أضحك بصوت طفولي يتناغم مع صوت الحفيدة.
يبتسم زوجان مسنان ماران لنا ويحييان بيد مقبوضة الأصابع ومرفوعة الإبهام إعجاباً.
تأتيني فيروز تغني،
يا جسراً خشبياً يسبح فوق النهر،
ويا جسر الأحزان أنا سميتك جسر العودة.
يا فيروز: لم يعد الجسر خشبياً،
ولم يعد يسبح فوق النهر، النهر جفت المياه في مجراه، سرقت مياهه،
والعودة ما زالت حلماً،
ومن صلبوا كل نبي ما زالوا يصلبون شعبي،
ولكن الحلم لم يمت، لن يموت.
نتوقف عن العزف، تعبنا، ونعود مستريحان ينشدان الراحة من مستريح.
(3)
أن تمشي ساعة في الصباح وقد تزيد مثلها بعد الظهر، أفضل وسيلة للخروج من ضيق ضائقة الكورونا، ويمكنك العودة بحصاد من الصور والملاحظات. بعض الأشجار تزهر قبل أن تورق، أهي إرادة البقاء؟ فالزهرة هي التي تأتي بالبذرة والبذرة هي طريق البقاء. صديقتي الصفصافة تنتصب بكبرياء من غير أنانية في ساحة المدرسة الابتدائية، إلاّ إنها حزينة، تفتقد مثلك الأطفال ولا يهدأ لها بال وهي ترى الساحة مقفرة من ضجيجهم وألعابهم. الصفصافة الصديقة تحاملت على حزنها ولم تتأخر عن موعد مضروب لترخي جدائلها، جدائل تزداد خضرة وتحمل بروزات صغيرة كنت تعتقد أنها الأوراق، ولكن عند الاقتراب منها تبينتها عناقيد أزهار متناهية الصغر، صغيرة، ولكنها أكبر من الأوراق التي بدأت تخرج من أكمامها إلى جانبها. بدأت تظهر عليها علامات اخضرار، تستعد لتعود إلى عزّها بأغصان متهدلة تزدان بذوائب خضراء ناصعة تتراقص بنسائم الربيع.
سترقص جدائلها مع النسائم فرحة بعودتهم ليلعبوا حولها في الصباح وفي استراحاتهم خلال اليوم الدراسي.



#سامي_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة لوز...حكاية عشق يتجدد - نص مفتوح
- مهرجان اللوز
- في زاوية الجدار
- هيّا انطلقا - قصة أطفال
- صلاتان وكمد-قصيدة
- صلاتان وكمد
- التباس
- تذكار
- حلم ينام دون حلمه
- فزاعة
- اطلع يا قمرنا وهِلّ
- ظلال-قصيدة
- من مزّق الشراع؟قصيدة
- سيد الحزن-قصة قصيرة
- انتظار-قصيدة
- أمره عجيب-قصة قصيرة
- زعيم وقصص أخرى
- ترجمة الحاجة رشيدة-قصة قصيرة
- التوجيهي: مبالغة مجتمعية وتآكل في الوظيفة التقويمية
- قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - مرايا ربيع مضى -نص مفتوح