أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راش أودين - لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (1).














المزيد.....


لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (1).


راش أودين
أحد أعضاء مبادرة مسلمون سابقاً التطوعية لخدمة المجتمع اللاديني في العالم العربي.

(Rush Odin)


الحوار المتمدن-العدد: 7176 - 2022 / 2 / 28 - 19:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقولون أن كل مولود يولد على الإسلام لأنه الفطرة لكن هذه من أكبر الكذبات التي تم زرعها في عقول الناس. في الحقيقة الإسلام من طفولتك وهو يحاول تغيير فطرتك بالترهيب والترغيب والضرب. عمليات الأدلجة وغسل الدماغ التي تقوم بها الديانة الإسلامية ضد الأطفال يعتمد حدتها على الموقع الجغرافي. للأسف الشديد كان موقعي الجغرافي في بلاد للإسلام فيه سطوة والكلمة العليا. كوني أنثى كان الإسلام يحاول إبعاد كثير من الأشياء التي أحبها ويجبرني على التصرف على غير طبيعتي ويرغمني على أشياء لم أحبها. باختصار الإسلام كان يحاول تدمير فطرتي وحرماني من طفولتي. عائلتي كانت سنية وهابية من النوع الذي يريد تطبيق الإسلام بحذافيره أو ما يسمى بالنوع المتشدد. لقد حرصت أسرتي على صب دينهم صبًا في عقلي. حفظت القران كاملًا ، وأخذت إجازة في قراءة حفص عن عاصم. يعني ذلك أني أستطيع إعطاء إجازة في تلاوة القرآن بسند صحيح عن حفص عن عاصم. كوني أنثى يبدأ التمييز ضدي في الإسلام منذ ولادتي فمثلاً عقيقتي واحدة وعقيقة اخي اثنتين ، وبول الأنثى الرضيعة يُغسل بينما بول الصبي الرضيع يُنضح فقط. كبرت وأنا يتكرر على مسامعي "أنت بنت عيب صوتك يطلع ، عيب تلعبي دراجة ، عيب تزوري صديقاتك ، عيب تتكلمي في التلفون أو تردي على التلفون، وعيب، وعيب، وعيب" وقائمة العيب لا تنتهي.

عملية غسل الدماغ لم تنتهي في طفولتي بل حرصت أسرتي على اختيار تخصصي الجامعي لي بدون الإهتمام برغباتي. لقد تخرجت من قسم التفسير وعلوم القرآن ، ومن ثم طمحت في مواصلة الطريق الأكاديمي فدرست الماجستير وقدمت البحث في مناهج المفسرين. كنت ألاحظ تناقض رهيب في النصوص. خاصة في إدعاء الدين بأنه كرم المرأة بينما حياتي التي أعيشها تحت ظل الإسلام ليس فيها أي مفاهيم التكريم. رغم أن من اختار تخصصي في دراساتي العليا هم عائلتي، كان ذلك الطريق هو الذي زاد شكوكي وجعلني أرى بوضوح التناقضات في كتب التفاسير. استنتجت أن سر الاختلافات الكثيرة في التفاسير ناتج عن أن كل مفسر كان يُعطي من كيسه وهناك من المفسرين من لديهم أكياس أكبر من آخرين. هذا جعلني ابصم بالعشرة أن القرآن هو تأليف بشري وإلا لكان بيناً لا يحتاج لتفاسير لمصادقة ادعاءات القرآن الكثيرة أنه كذلك. ليس هناك ما يدعونا للقول بأن القرآن كتاب سماوي مصدره الوحي غير الخُدع الوضيعة التي تسمى بالإعجاز والتي تسقط بأقل محاولة للتحقق من صحتها خاصة بعد الاطلاع على التفاسير.

بعد إكمال دراستي للماجستير تعينت في الجامعة كمحاضرة لمادة القرآن والتفسير. كان تُثار نقاشات في المحاضرات من خلال الآيات فبدأت أحاول طرح وجهة النظر النسوية أيضاً في المواضيع التي تمس المرأة. كنت أرفض العنصرية الذكورية الظالمة على المرأة. أصبحت أدرك أن الزواج الإسلامي مؤسسة فاشلة يعتمد بشكل أساسي على تضحية المرأة وخضوعها. الزواج الإسلامي أقرب ما يكون إلى عقد عبودية حيث العمل بلا أجر وإذا لم تُرضي زوجك طوال الوقت ستخسري المنزل الذي اعتبرتيه بيتك طيلة سنوات، وربما ينتهي بك المطاف مشردة إذا لم يكن لديك أسرة مستعدة لاستقبالك حينها، ولا تحصلي على تعويض على كل العمل الذي قدمتيه لزوجك بلا مقابل عادل غير اعطائك فتات ما قد تحصلي عليه لو ترك لك المجال للعمل كما هو يعمل في ساعات عمل محدودة و بإتاحة عطل نهاية الأسبوع واجازات أخرى مدفوعة الأجر غير التأمين الصحي وراتب التقاعد. إن الزواج الاسلامي التقليدي يعني أن تذلي نفسك مئات المرات وأنتي تطلبي مالاً من زوجك كل ما احتجتي شيء لتبدأ الأسئلة التي تشكك في قدراتك العقلية. بينما الرجل يمكنه الطلاق بجملة واحدة مختزلة على طرف لسانه، المرأة لا تستطيع الخروج من الزواج إلا بأضرار نفسية وجسدية وخسارة أموال في المحاكم. للأسف قامت مجموعة من الطالبات المتشددات دينيًا بتقديم شكوى لعمادة القسم ضدي ، وتم استدعائي وتهديدي. كنت أنا في ذلك الوقت قد وصلت إلى قرار ترك الدين، فحاولت تهدئة الموقف. قدمت استقالتي بعد معاناه في تدريس النَّص الإسلامي وداخلي يعتصر من الألم. ليس من السهل غش العقول بمحاولة جعل الإسلام أكثر إنسانية وعدلاً عندما تعرف الحقيقة المُرَّة. كان من الصعب عليّ خداع البنات بأن الدين يكرم المرأة كجزء من عملي.



#راش_أودين (هاشتاغ)       Rush_Odin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن إثبات وجود الله؟ الجزء الثالث.
- هل يمكن إثبات وجود الله؟ الجزء الثاني.
- هل يمكن إثبات وجود الله؟ الجزء الأول.
- مقالة مترجمة بتصرف: لماذا رفض اليهود يسوع ولماذا لم يأتي مسي ...
- قصتي مع الدين وأسباب تركي للإسلام.
- حقوق الإنسان والمثلية الجنسية: سؤال وجواب.


المزيد.....




- خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب ...
- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راش أودين - لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (1).