عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 7173 - 2022 / 2 / 25 - 03:21
المحور:
الادب والفن
ما من بوابات مفتوحة على مصراعيها
يمكنها أن تؤدي إليك
ولا حتى شرفات
تطل حيث أنت تختفي عن ظلك
ولا من خنادق
تفصل بيني وبينك وبين القدر المكتوب
فالموت يبصرنا في كل لحظة
ينكح أرواحنا
واحدا بعد واحد
يفعل بنا كزناة الليل
يفعلها متأكدا ومختارا
ويمضي هربا
إذا لا تحمل حقائبك
وتودع
وأفرغ ما في جيبك مما ترك أل فرعون
وأنتظر على أول الطريق
لعل طائفة من الهاربين تأخذك أسيرا
أو تأسرهم فتتخذهم عبيدا
أو تغنم منهم الجمال والخيل والبغال
والحميرا
****
لا تسكن بعدها في وسط المدينة
أصعد إلى قمم الجبال
وأعلن عصمتك من هذا العالم الموحش
إنفصاليا
لا تقر بالعبودية لأحد
وأعلن العصيان
وأعلن النفيرا
****
لا بوابات
لا خنادق ولا شرفات
فقط الموت الجميل هو أخر ما أطلبه
لي
بدل التشظي في الطرقات
والتيه في مزالق الدروب الموحلة بخطايا الرب
وإبليس
والأب المعظم آدم
*****
لا بوابات تفتح مصراعيها
لا أعراس
تبلغ المحتفيين بلذة القوام والقيامة
لا موائد مجانية
فقط للغانيات العاريات
الزانيات
وأولادهن المنتشرون في الطرقات
كأنهم حمر مستنفرة
يأخذون منا ضريبة الطريق
في كل مرة تسحق أقدامنا شوارع المدينة
*****
لا بوابات
لا شوارع مفتوحة على المدى
وكل الفاتنات يخلعن أردية النهار
ويلبسن ثياب الطاهرات
يحتفلن في المساء
على أنغام مزمار ورثوه عن نبي الرب داوود
فقط لأجل أن تغلق أبواب المدينة
وتنكح الأرواح أرواحها
كنكاح البغايا
بدراهم معدودات
****
فليسقط الصباح
في كل صباح
ولتلبس الشمس ثوب الحداد
على روحك
على أبواب قبرك البائس
على شفير سيف وحشي
قطع البسمات
وأستأصل عروقها
من قلبك المسكين
****
لا دروب سالكة
الآن
ولا بوابات يمكنها أن تعبر لك نحو الضفة الأخرى
لا معابر نحو الشمس
فكلها ملغومة
بالمفخخات
******
لا أمل بالشبابيك المحجرة بالصخر العنيد
لا شبابيك تفتح في الصبح
والشمس تعودت النوم حتى المساء
لا عزاء
لا أشرعة
لا بوابات.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟