أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - اعتذار للزوجة














المزيد.....


اعتذار للزوجة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7171 - 2022 / 2 / 23 - 09:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اعترف أحدهم قال لي: أوشكتُ على طلاق زوجتي، بعد مرور اثنتين وعشرين سنةً على زواجنا، كنتُ أظنُّ بأن زوجتي لا تستحقني، كنتُ أظنَّ بأنني الأفضل، غير أن ظروف حياتنا الفلسطينية الصعبة، بخاصة في زمن جائحة الكورونا أثبتت لي العكس تماما، لأنني صرتُ أعتقد بأنني لا أستحق هذه الزوجة، فقد كانت مثالا للزوجة الفلسطينية المناضلة.
اقتنعتُ بأنها كانت الأفضل عندما فرضت عليَّ جائحةُ الكورونا أن أحتجبَ عن أبنائي تسعة أيام كاملةً في إحدى غرف البيت، كنتُ أعاني من ضيق تنفس وسعالٍ وحرارة، استطاعتْ زوجتي خلال ذلك أن تكون طبيبا بارعا، ومايسترو ينظمُ أوقات الدواء والغذاء، قررتُ بعد شفائي أن أكتبَ لها الرسالة التالية مكافأة على جهودها:
"زوجتي العزيزة، كنتِ المايسترو لأسرتنا المكونة من ثمانية، ابنتان وثلاثة أبناء، بالإضافة إلى والدتي العجوز، سأظل مَدينا لكِ، لأنكِ غيَّرتِ طريقةَ حياتنا منذ بدء جائحة الكورونا؛ بعد تقليص مرتباتنا الشهرية، فقد صمَّمتِ جدولا بتكاليف الحياة، كنتُ أظنُّ أنكِ ستفشلين، غير أنكِ أدرتِ هذه الملف بكفاءة، والأهم أنكِ عوَّدتِ الأبناء على هذا الجدول، كما أنكِ عوَّضتِ النقصَ الكارثي في برامج التعليم حينما تحولتِ إلى مُدرِّسة للأبناء، خصَّصتِ لكل ابنٍ وقتا للمتابعة، والمراجعة.
كنتِ أيضا مرشدةً صحية، تحافظين على التزام الأبناء بالتوعية وتعقيم الأدوات، لستُ أبالغ حين أقول: كنتِ نمطا فريدا لبطولات المرأة الفلسطينية، ذكَّرتِني بقدراتكِ في بداية سنوات زواجنا في الحرب الإسرائيلية على غزة، عام 2008، حين حوَّلتِ منزلنا إلى مركزٍ لاستضافة المهجَّرين، كنتِ تخبزين في اليوم الواحد عشرات أرغفة الخبز لواحدٍ وعشرين مُهجّرا من أقاربنا، ممن شرَّدتْهم طائرات الاحتلال من منازلهم.
كنتِ نموذجا للمرأة الفلسطينية التي تمكنت من أن تكون امرأةً جميلة، وفي الوقت نفسه مناضلةً تُضحي بنفسها في سبيل أبنائها ووطنها.
نسيتُ أن أذكرَ بطولةً أخرى، أسجلها لكِ خلال جائحة الكورونا، كنتِ مواظبةً على رعايةِ والدتي العجوز، قُمتِ بدور الراعية والممرضة، تُقدِّمين وجباتِ الغذاء والدواء في مواعيدها لهذه الأم.
كذلك لم تنسي أن تقومي بواجباتكِ تجاه عائلتكِ الشخصية، كنتِ تزورينهم يوما كلَّ أسبوعٍ، تحملين إليهم وجباتِ طعام، وبعض الحلوى التي تصنعينها بيديكِ.
لن أنسى دوركِ في احتمال نزواتي وغضبي، فقد كنتِ بالنسبة لي طبيبا نفسيا، تبتسم أثناء جائحة غضبي، تحاولينَ إخراجي من حالة الكآبة والإحباط، كنتِ تُعلِّبينَ في هاتفكِ الرقمي الصغير كلَّ يومٍ بعضَ لقطاتِ الفيديو الباسمة، والمسرحيات المضحكة، تجمعيننا كل مساء تعرضينَ علينا ما استطعتِ جَمْعَهُ!
كنت أرى أبنائي يبتسمون ويضحكون فأضحك معهم، أشاركهم التعليقات والبسمات!
لقد كنتِ مانعةَ الصواعق والأزمات، في ذروة هذه الجائحة!
أخيرا، أعترفُ بأنني كنتُ أجمعُ بعض أخطائك الناجمة عن الغفلة والنسيان المعتاد، بسبب مسؤولياتكِ الكثيرة لأجدَ مبررا مقبولا للانفصال عنك، أعترف اليوم بخطأي، ها أنا أقدمُ اعتذاري إليكٍ أيتها المناضلة الفلسطينية، فأنت قد ساهمتِ في تصليب أسرتنا في وقت الأزمة، كنتِ نموذجا لنضال المرأة الفلسطينية، كنتِ مِشعلا هاديا، وطبيبا حاذقا.
زوجتي العزيزة الغالية، أرجو أن تقبلي اعتذاري!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصية عنصرية في الكنيست!
- ماذا أعدوا لمنظمة العفو الدولية، أمنستي؟!
- جامعة بير زيت
- من هم غزاة النقب؟
- زعفران هضبة الجولان!
- الغاضب من احتفال الفلسطينيين بعيد الميلاد!
- خطط إسرائيلية في العام الجديد
- صحفيو الهواتف!
- حاخام غزة
- قصة من تراثنا الأدبي!
- قصتان من إسرائيل
- من الكنيست في إسرائيل
- جمعيات إسرائيلية عنصرية!
- ماكرون، والجزائر
- الملك ميداس، ونفتالي بينت!
- مساحة السعادة في فلسطين!
- الناصرة عاصمة فلسطين الثقافية!
- اعترفوا بزواجه!
- برنامج البيغاسيوس، قاتل بلا دلائل!
- خطاب، جو بايدن في مؤتمر المعلمين!


المزيد.....




- بين القابلة والطبيبة النسائية.. قيود اجتماعية تعيق وصول النس ...
- مقتل سيدة على يد شريكها.. إسبانيا تسجل أول ضحية للعنف ضد الن ...
- من تعدد الزوجات الى التطاول الجنسي على الأطفال
- “رابط متاح” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بالصور| وقفة احتجاجية في ساحة الفردوس ضد تعديل قانون الاحوال ...
- رابط مُفعل للتسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بالج ...
- ضجة فيديو ممرضة ترقص فوق رأس مريض.. شاهد ماذا كان مصيرها
- استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة كراميش بترددها الجديد 20 ...
- قافلة الاطفال الجرحى والمرضى وعائلاتهم تتجه الى معبر رفح للع ...
- فادي الخطيب يرد بـ”تصريحات كاذبة”.. ضبط رسائل تهديد في هاتفه ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - اعتذار للزوجة