أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الشيخ جراحوالمرأة التي لم تجد أمام الجنود إلا إشهار الحذاء














المزيد.....

الشيخ جراحوالمرأة التي لم تجد أمام الجنود إلا إشهار الحذاء


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7169 - 2022 / 2 / 21 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشيخ جراح والمرأة التي لم تجد أمام الجنود إلا إشهار الحذاء
كلما رأيت عبر الفضائيات أهالي حي الشيخ جراح في مدينة القدس وهم يدافعون عن بيوتهم أشعر أن العدل في العالم ينام في سريره مستخفاً مستهتراً ، ينهض صباحاً ليرتدي ثياب العنجهية كرجل الكابوي ويركب حصانه ليدخل السباق مع التاريخ المتخاذل .
وحدهم أهالي الحي الذي أسمه وعنوانه " جراح " يجرح أيامهم وينزف على الأرصفة والشوارع والطرقات ينزف خوفاً وقلقاً ومرارة وصعوبة، وحدهم يعيشون في مواجهة عقلية استعمارية ، احتلالية ، غامضة ، يتسلقون نشرات الأخبار والمواقع لعل العالم يلملم مجانين السياسة ويدخلهم قاعات الاجتماعات لكي يسمعوا حكاية " أهل الشيخ جراح " .
كل لحظة يتشاطر أحد المستوطنين أو أحد أعضاء الكنيست الذين يعيشون على اقتناص الكراهية نحو الفلسطينيين ، أو أحد المجهولين الذين يريدون دخول سوق المزاد الإعلامي ويقتحم " حي الشيخ جراح" حتى تحول الحي إلى مواسم العنترة الصهيونية ، والجيش يقف ناطراً ، حامياً ، يصبغ أحذية القادمين بالوان الزهو والانتصار.
تاريخيا كان حي الشيخ جراح سابقاً قرية مقدسية فلسطينية تتبع محافظة القدس ، ولكن بعد احتلال المدينة عام 1967 أصبح من أحياء القدس الشرقية ، وأسمه أخذ من الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي طبيب القائد صلاح الدين الأيوبي، وقد عاش في الحي ودفن فيه قبل 900 سنة ، وكان الأديب الفلسطيني " اسعاف النشاشيبي " قد عاش في الحي وقصره ما زال موجوداً ، وأيضاً في الحي يوجد قصر المفتي – الحاج أمين الحسيني - وقد تحول إلى فندق " شبرد" وهناك قنصليات الإيطالية والتركية والبريطانية .
وقد ذكر " مجير الدين الحنبلي ، عبد الرحمن بن محمد المقدسي العُمري ( 860-928 ) في كتابه " الأنس الجليل في تاريخ القدس والجليل " أنه رأى زاوية في القدس ، باسم الجراحية وتقع بظاهر القدس من جهة الشمال ولها وقف ووظائف مرتبة ونسبتها لواقفها الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي ، وإن المذكور أحد أمراء الملك صلاح الدين الأيوبي محدداً ، وأن هناك عدداً من المدفونين في جهتها القبلية من جماعة الجراحي .
وقد نجحت الحكومة وأذرعتها الاستيطانية في عمليات التهجير ، ونذكر عام 2008 كيف هجرت عائلة الكرد ، وقضية المرأة المسنة أم كامل الكرد التي طردت من بيتها ، ونذكر عائلة " غاوي " وعائلة " حنون " عدا عن هدم المنازل بحجة البناء غير المرخص أو ضد التنظيم وذلك من جانب بلدية القدس التي تسعى لتوسيع خارطتها ، ومد أسنانها لقضم أكبر مساحة من الأرض المقدسية.
ومن كثرة تقليعات المستوطنين لم تعد الذاكرة تتذكر أشكالهم وافعالهم ، لكن عضو الكنيست المتطرف " إيتمار بن غفير " قرر أن تختلف تقليعته ، فقام بنقل مكتبه إلى حي الشيخ جراح ، وأصبحت الفضائيات توزع أخباره وهو برفقة رجاله ، والاعلام الإسرائيلي يحصي أنفاسه ويصنع من " الكيباة" وتقاسيم وجهه رقعة شطرنج الانتصار والتباهي ، ففي عالم الصمت يحق له التمتع بحصانته ورضى الشعب الإسرائيلي .
في المعركة أهالي " حي الشيخ جراح " يقفون لوحدهم – مثل باقي الفلسطينيين - تركتهم السلطة الفلسطينية يقارعون الاحتلال وقذفت لهم شعار الحكمة التي تقول ( أن المستحيل ثلاثة : الغول والعنقاء والسلطة الفلسطينية ) ونضيف سفارات الدول العربية المطبعة مع إسرائيل والتي تتابع التطبيع وتنام في أبجدية الأخوة المزيفة .
أعجبني خلال مواجهة الجنود الذين جاءوا لكي يمنعوا التجمهر النسوي الفلسطيني، تلك المرأة التي وقفت أمام الجنود وأمسكت بيديها فردتي الحذاء أمام بنادقهم، تتحداهم بالحذاء ، قد نتذكر العراقي منتظر الزيدي حين ضرب الرئيس الأمريكي بوش الأبن حين زار العراق ، إنها ليست وسيلة العاجز بل أصبح الحذاء رئيساً لجمهورين المقهورين .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة داخل علية من الزجاج
- عودة باجس أبو عطوان
- الاديبة والانتحار من فرجينيا الامريكية إلى عنايات المصرية
- البومة فوق السطح وأنابيب الغاز لم تستطع حماية البيت
- عربي 2020
- بابا نويل الفلسطيني
- أنا عالقة في المرآة
- القرد في أعماقنا يلعب في نشارة خشب
- ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة
- بين شلهفيت اليهودية وعائشة الفلسطينية
- حكايتي مع الدموع السياسية
- نصري حجاج الفلسطيني الذي لم يعرف مقبرته
- مرور ست سنوات على موت سواق الأتوبيس
- حين تم طرد النساء اليهوديات
- وداع بالحبر السري
- ويعود حزيران
- المذاق الذي أصبح رخيصاً
- اغتصاب الرحم ومخالب المستوطنين
- العشماوي وجارتنا أم اسحاق
- امرأة شهر آذار


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الشيخ جراحوالمرأة التي لم تجد أمام الجنود إلا إشهار الحذاء