|
التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه- الحلقة السابعه-
حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح
(Hossam Mossaad)
الحوار المتمدن-العدد: 7169 - 2022 / 2 / 21 - 09:22
المحور:
الادب والفن
#الحلقةالسابعة إن" المبادرة الذاتية" هي المحاولة الأولي في التغلب علي معوقات التلقي في عروض مسرح الشارع وهي الطموح في إستدامة العروض وجني التفاعل مع الناس من خلال البحث عن الوجود الحقيقي لدور المتلقي في العرض وطبيعة الإستقبال التي تختلف حسب علاقة المتفرج بالمسرح ككل فذوق المتفرج وتكوينه المعرفي ومدي إعتياده علي الروامز المسرحيه او مشاهداته السابقه للمسرح كلها عوامل تلعب دورها في مستوي نوعية التلقي. لكن كيف السبيل الي ان نفهم مصطلحا دون أن نرجع إلى تفاعلات واسعة? إن العناوين ليست هي الكتب.فالمصطلح علاقة فحسب ومن خلال المصطلح وحده يمكننا أن نفكرتفكيرا رديئا ونتصور النقد العربي تصورا سهلا. لقد اغتربنا عن النقد العربي أو بعض فصوله لأننا لم نستطـع تـقـديـرأهمية مصطلحات تبدو غريبة. إننا نريد أحيانا أن نعيش في دائرة ضيقه في عبارة أو كلمة أو اصطلاح. إن النقد العربي نظام متميز ولكنه ليس نظاما مستـقـلا. هـنـاك فـرق بالكلمات وينبغي ألا نعتز بالانفصال الشديد عن النقد العربي ومجمل الثقافة العربية. لكن أن يشرح المصطلح شرحا كافيا إذا تجاهلنا هـذه الثقافة وأهدافها ومخاوفها. فالمصطلح النقدي يركز علي ثقافة واسعة في بؤرة. المصطلح ينبغي ألا يحبس في غرفة ضيقة. فالثقافة العربية منزل واسع ذو غرف كثيرة لكل غرفة طابع ولكن الغرف ينفتح بعضها على بعض. الجزءينتمي إلى مجموع واحد. تستطيع الغرفة الواحدة أن تلفتك إلى نفسها ولكن في بعض اللحظات ينبغي أن يذكر ساكن الغرفة أنه ينتمي إلى منـزل واسـع يـنـفـذ بـعـضـه فـي بعض مثل هذا المصطلح النقدي الذي يمتد بجذوره في تربة مشتركة سطحهـانسميه الأدب أو النقد أو البلاغة وعمقه مخاوف جماعة وآمالها. فالمصطلح النقدي على هذا الوجــــه يحتاج إلى أن يبعث وأن يسـتـرد جـانـبـــــــا مـن حياته الحقيقية. المصطلح النقدي ييسر البحث ويرسم العالم رسما مختـصـرا ولـكـنـه أيضا أشبه بصلصلة الجرس. يدق فيسمعه أهـل الثقافة العربية في مجموعها. فكل مصطلح مهم علامة على وجود شاغل جماعي يلبس أكثر من لبوس واحد. لقد خـيل إلينا الباحثون أحيانا أنهم لا يستخدمون إلا مـبـدأ الأفـكـار والتدقيق والتقسيم والترتيب والتصـنـيـف. قـد يـصـدق هـذا عـلـى بـعـض مستويات النقد ولكن يظل النقد يومض بعكس هذا .اما النقد العـربـي يقول أشياء متقدمة. إن هاجسا أسطوريـا ذا شـأن قـد صـيـغ فـي عـبـارات خاصة تخيل إلينا أنها خالصة لأشياء من قبيل الشكل. وقد احتفلنا أكثر ما ينبغي بفكرة الشكل متناسين هذا الافتراض الأسطوري ومغزاه أن حلم التغيير لايخلو من الوضوح. لقد واجه المصطلح هذه المهمة الصعبه مـهـمـة تـكـويـن أسـطـورة تتظاهر بشيء من صالحة بتباينات تتظاهر بالحركـة . إذا أردنا أن نجعل للمصطلح النقدي قيمة ثقافيةفلنحاول البحث عن طريق آخر غير الطريق المألوف الذي يعتمد على افتراضات فلسفيه مقررة . لنحاول التأمل في حركة المجتمع التي تجنبتها إلى حد ما هذه الافتراضات. إن القيمة الثقافية للمصطلح عزل عن التبعية الغليظةوالاتصال الآلي لأنها أقرب إلى التعجب ومحاولة التحرر هذا التحرر الذي ينطوي على أحاسيس متضاربة تتكون من الاتصال والانفصال تتكون من أضداد: رفعة المجموع من ناحية والريب الساخر من ناحية ثانية. لكننا ضيعنا هيبة المصطلح وسط النزعات الشكليـة وإلحـاق ثـقـافـتـنـا النقديــة بثقافـــات أخرى. فأصبح لا سبيل لنا سوي البلاغة في جماليات التلقي والبحث عن أعماق المعني في العمل الفني بعيدا عن المصطلح ومفهومه .ومن خلال جماليات التلقي . جماليات التلقي في عروض مسرح الشارع وإعتمادا علي ما جاءت به"آن اوبرسفلد"( )في دراسة عناصر التلقي سننطلق في دراستنا لجماليات التلقي في عروض مسرح الشارع ومن خلال محطات ثلاث لتموقع مستوي تقديم العرض المسرحي وعلاقته بالمتلقي قبل بدء العرض وخلاله و بعد نهايته. (أ) المتلقي قبل عرض مسرح الشارع »»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»» هو "ذاك المار بالفضاء العمومي دون معرفة مسبقه له بزمن تحول هذا الفضاء الي فضاء مسرحي او معرفته المسبقه عن ما يصادفه اثناء مروره في هذا الفضاء العمومي." وبالتالي فإن هذا المتلقي لا يعلم اسم العرض المسرحي ولا يمكنه ان يبني افق توقعه الخاص عن مايحدث مصادفا له اثناء مروره علي عكس العروض المسرحيه التي تقدم داخل البناية المسرحيه فالمتلقي علي علم مسبق بعنوان العرض والجهة المنتجه له واسماء ابطاله ومؤلفه ومخرجه وبالتالي يمكنه ان يبني افق توقعه الخاص وتصوراته عن العرض قبل مشاهدته له. (ب)المتلقي أثناء عرض مسرح الشارع »»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»» (1) نقطة الإنطلاق والجذب هي" اللحظة التي تنفجر فيها فوضوية المؤدي في الفضاء المادي الطارئ فتتجه انظار المتلقي الي فعل ذاك المؤدي الذي يبدو للمتلقي للوهلة الأولي انه فعل فوضوي يطرأ علي طبيعة الفضاء العمومي المعتاده والمألوفه لهذا المتلقي .فيجذبه ويثير فضوله في متابعته. " (2) المصادفه »»»»»»»»»»»» هي" المفاجأه او الحدث الغير متوقع لهذا المتلقي الذي جذبه الفعل الفوضوي من قبل المؤدي في الفضاء العمومي مما يثير لدي هذا المتلقي لذة إكتشاف الحكاية او موضوع العرض ولذة فهم الأحداث التي ستتحقق لديه من عنصر المفاجأة والصدمة والتأثير الفعال عليه من خلال الباث المؤدي وإتصاله به الذي يمكنه ان يؤثر في غياب اي تأثير آخر في درجة إلتزام الباث المؤدي لعمله." ويحدد لهذا الإتصال ثلاثة تأثيرات رئيسيه مهمه بالنسبة الي تجانس الإستجابه الإجمالي هي: - (الإثاره، التثبت، التوحد). فالتصور الأشمل لعمل الإتصال في عروض مسرح الشارع يستوجب أن يكون المتلقي ملما بشفرة المرسل لكي يصبح قادرا علي فك شفرة الرساله .ولا اعتقد أن المتلقي الغير مجرب لحد معقول يستطيع ان يفهم العرض بلغة الشفرات الدراميه والمسرحيه التي يستخدمها المؤدون إلا إن كانت رسائل العرض تبصيريه وتوعويه تناقش القضايا اليوميه لهذا المتلقي. * وإذا ما طبقنا ماسبق علي عرض مسرح شارع نشأ في مقهي مصادفة لرواد المقهي الجالسين علي رصيفها في الخارج ودون علمهم المسبق بأبطاله او موضوعه وعند مرور"فتاة"(هي ممثلة في العرض) امامهم في الفضاء العمومي . تحرش بها لفظيا أحد رواد المقهي الذي هو ممثل خفي في العرض فنشأت حالة تشخيصيه شبيهة بالشجار بين شاب وفتاه إستفزت رواد المقهي "المتلقين"للتدخل لفض هذا الشجار فما كان من كل طرف في هذا الشجار إلا ان يسوق حججه وبراهينه لرواد المقهي حول قضية التحرش محاولا إلقاء اللوم علي الطرف الآخر والنظرة المجتمعيه للأنثي في مجتمع ذكوري والنظرة الأنثويه لقمعية وسلطة الذكر وبذلك تنشأ الحالة الديالكتيكيه التي يتحول فيها الشاب والفتاه من مؤدين باثين لخطاب العرض الي متلقيين ينصتا ويديرا حوارا إرتجالي مع رواد المقهي" المتلقيين"اللذين تم الزج بهم داخل رقعة التمثيل فتحولوا الي مشاركين في العرض شاركوا في بلوغ الغايات الدلاليه والآثر الناتج عنه. إن المثال السابق هدفه الأساسي دون تقعير هو تبصير المتلقي بجوانب القضية المطروحه وتغيير وجه الرأي لديه مع ما رسخ سابقا كي يستطيع تمييز صحيح الفكر من فاسده ومن ثم جني ثمار التغيير الجذري مستقبليا ،فدور المتلقي في عروض مسرح الشارع يكمن في بلوغ الآثر الناتج عن التفاعل الإجتماعي الإيجابي من العرض والذي يندرج سلوكه المجتمعي كفرد في جماعة تم تبصيره بجوانب قضية ما فتغير وجه الرأي لديه إما تثبيتا وإما بلوغا لمعرفة جديده ومن خلال إرضاء رغبة لديه في المشاركه والتحول من مشاهد سلبي الي متلق ثم الي متلق ممثل يشارك بحججه وبراهينه لبلوغ الغايات الدلاليه من العرض. سنناقش في الحلقة الثامنه التلقي الحسي ودور العلامة في عروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه.
#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)
Hossam_Mossaad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-ال
...
-
التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-ال
...
-
التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-ال
...
-
التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-ال
...
-
-التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه
-
في طريق البحث عن قالب مسرحي عربي -الحلقه الثالثه-
-
في طريق البحث عن قالب مسرحي عربي (الحلقه الثانيه)
-
في طريق البحث عن قالب مسرحي عربي «الحلقة الأولي »
-
(الإنتاج المسرحي العربي المشترك )بين سندان التجريب ومطرقة ال
...
-
«النانو تياترو »إستنبات لقالب مسرحي عربي جديد
-
«هي التي رأت» أننا سجناء أفكارنا
-
«ميت مات » نذير للأصنام المنتظره الخلاص
-
دور المتلقي في العمليه الإتصاليه بمسرح الشارع
-
انا ماكبث فمن المهزوم
-
مسيخ النقد الدجال يظهر في .....!!!!
-
دور المتلقي في عروض مسرح الشارع
-
«الهواء الطلق »ما بين المسرحه وقضايا المتلقي اليوميه
-
الممثل المتلقي والمتلقي الممثل
-
الوضع جدال (مسرحيه ميكروتياترو)
-
الوضع تحت السيطره (نص ميكروتياترو)
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|