أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - خواطر سياسية في الشأن العراقي














المزيد.....

خواطر سياسية في الشأن العراقي


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 7167 - 2022 / 2 / 19 - 23:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1
لكل تصنيف فلسفة تكون متضمنة في معانيه. فمثلا التصنيف النوعي للكائنات مبني على فلسفة تشارك الصفات يساوي وحدة النوع مثل صفات بايولوجية مشتركة بين مجموعة من الكائنات لاتشارك غيرها هذه الصفات (الثديات، الطيور، الحشرات الخ) تصنف كنوع وهكذا التصنيف الجنسي للانواع الاخرى. لكن ليس كل تصنيف بالضرورة يكون مطابقا للواقع الموضوعي خصوصا عندما ينتقل هذا التصنيف من الحيوان الى البشر اذ يمكن ان تدخل مؤثرات ايديولوجية على فلسفة التصنيف يتم تسويقها على انها تصنيف طبيعي منبثق من حقيقة الواقع. ويحضرني هنا نظريات التصنيف العنصري التي ربطت الذكاء بالعرق الابيض التي لفظها العلم بسرعة.
"رباط السالفة" كما يقال بالعامية هو التصنيف الاجتماعي للمجتمع العراقي على انه ذو هويات دينية طائفية قومية فقط. تم تسويق هذا التصنيف سياسيا مابعد 2003 "كتعبير" عن تنوع المجتمع دينيا وطائفيا وقوميا وتم تثبيته في ديباجة الدستور. فهل صحيح ان هذا التقسيم منبثق من واقع المجتمع العراقي؟
ان اول مؤشر على ان هذا التصنيف سياسي هو تثبيته بالدستور لأن هذه الاحزاب ذاتها تعتمد هذا التصنيف في نشأة كياناتها (نشأة خارج العراق في القرن الماضي) ومن ثم تم نقله الى البرلمان والوزارات والديمغرافيا. واول مؤشر على فساد وزيف هذا التصنيف هو تصارع معظم الاحزاب داخليا وانقسامها وتسقيطها لبعضها من اجل السلطة والمال، وفوق هذا ان هذه الاحزاب تصنف نفسها ب"المدنية" عند اقتراب الانتخابات وتتجاهل التصنيف المذهبي القومي عندما تضعف نسبة انتخابها، والاكثر من ذلك هو انكار كثير من افراد المجتمع لاي تمثيل له من قبل الاحزاب التي ينعتها ب"الحرامية" بدليل انخفاض نسبة انتخابها للأحزاب المذهبية والدينية وتغيير هذه الاحزاب لتصنيف نفسها مدنيا عند الانتخابات. ولعل حتى فلسفة هذا التقسيم هي سياسية فالاكراد صنفوا انفسهم قوميا من اجل لم شتاتهم اقليميا في دولة حتى لايغدوا اقلية في بقية الاوطان، والعرب الجنوبيون صنفوا انفسهم مذهبيا حتى لايكونوا اقلية مذهبية في اغلبية مذهبية سنية عربية، والعراقيون الغربيون صنفوا انفسهم مذهبيا وعربيا حتى يلتحموا بالاكثرية العربية السنية.
ان الهوية متحركة في الحياة اليومية حسب المواقف الاجتماعية، فالفرد وسط العشيرة هو من آلا فلان، ووسط جماعة دينية اخرى هو مسلم او مسيحي، ووسط مسلمين هو سني او شيعي او بهائي، ووسط قومية غير قوميته هو عربي او تركماني او كردي، او وسط دولة اخرى هو عراقي، وهكذا تتعدد الهويات في ذات الفرد حسب الموقف الاجتماعي. لكن النخبة تحاول اختزال المشهد بثنائيات سياسية جاءت من اسقاطاتها الحزبية.
2
الدولة القومية (امة مستقلة في بقعة جغرافية ممثلة سياسيا) هي النموذج العالمي السائد، واي محاولة لاستبدال هذا النموذج بالنموذج التاريخي الاسلامي (ولايات يحكمها خليفة) هي محاولة ليس لارجاع عقارب الساعة فقط، انما خلق مشاكل اقليمية ودولية بدا من ترسيم الحدود وسيادة الدولة واستقلالها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحق تقرير المصير، والامن القومي، والخصوصيات الثقافية والدينية الخ. ناهيك عن ان القوانين الدولية مصممة وفق نموذج الدولة القومية.
وحتى الدول ذات الاغلبية الاسلامية التي تتخذ من الاسلام مصدرا اساسيا او احد مصادر التشريع حتى هذه الدول متكونة سياسيا وفق الدولة القومية ولاتفكر بالعودة الى النموذج التاريخي الاسلامي وانما تقيم علاقات مثل "منظمة الوحدة الاسلامية" او ماشابه. رغم كل هذه المعوقات هناك في العراق نخبة سياسية منذ عام 2003 جلها ترفض الدولة القومية العراقية بحجة ايديولوجيتها السياسية الاسلامية التي جعلت ولاءاتها خارجية (ايران، تركيا، السعودية) مع العلم ان هذه الدول (ككل الدول) قومية التوجه بوضوح (العثمنة في تركيا، الفارسية في ايران، الوهابية في السعودية) ولان النموذج القومي للدولة جاء به الامريكان مع نخبة سياسية لاتؤمن به، خلق نظام سياسي هجين من الجيش والميلشيات، من الساسة وقادة الحرب، من السلطة الرسمية ورديفها اللارسمية، هم جزء من السلطة رسميا لكنهم يتصرفون خارج سلطتها. هذه حسب اعتقادي اس ازمة العراق المعاصر.
3
ان النظرة القانونية البحتة للديمقراطية العراقية التي تقول بشرعية النتائج حتى لو كانت نسبة الاقتراع متدنية هو قول يجرد الديمقراطية من بشريتها، فاذا كانت الديمقراطية تمثل الارادة العامة كيف يمكن لها ان تكتسب شرعيتها بدون هذه الارادة؟.
وان النظرة النفعية للديمقراطية العراقية التي تقول "ننتخب لأنه ليس هناك بديل للتغيير"، يوقعنا في ذات الحفرة التي حفرناها، لان الميليشيات هي التي تنتفع من ديمقراطية تمنح الشرعية في دولة منقوصة الاركان خاضعة لابتزاز هذه الميليشيات.
الديمقراطية العراقية ليست لشرعية الحكم الرشيد انما لشرعية تقاسم السلطة، ديمقراطية تبدأ وتنتهي بالانتخاب، ليست غايتها الوصول الى البرلمان وانما الوصل الى السلطة، ديمقراطية الحصانة عن القانون والتخادم بالفساد ("تغطي لي واغطيلك" بالعامية) ديمقراطية السلطة التنفيذية الواحدة الخالية من معارضة، يخوّن فيها الخاسرون القضاء والانتخابات والنظام السياسي. ديمقراطية اللاديمقراطيين في احزابهم وبرلمانهم ووزاراتهم.
رغم القشور الديمقراطية تحاول الاحزاب التي حصلت على مقاعد قليلة في انتخابات 2021 ان تؤسس لعرف جديد يقضي على ماتبقى من الديمقراطية يضاف لعرف المحاصصة المذهبية والقومية، وهو نقل المحاصصة من بين المذاهب والقوميات الى داخل المذاهب والقوميات الواحدة. عندها يكون من الاجدى توفير اموال الانتخابات بدل من هدرها وتقسيم المناصب حسب الشعبية والنفوذ الاقليمي والقوة المسلحة.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسد في المجتمع العراقي المعاصر
- الألٌوهَةً في علم الاجتماع
- افكار حول تظاهرات الشباب
- المِلكية في المجتمع العراقي الحديث
- تصورات اجتماعية حول تظاهرات الشباب
- مدخل اجتماعي لأسباب قيام تظاهرات الشباب في تشرين
- افكار حول تظاهرات الشباب (تشرين)
- مدخل اجتماعي لدراسة الإلحاد في المجتمع العراقي المعاصر*
- أزمة العراق الاجتماعية المعاصرة
- -رائد جورج- مسلة العراق الموسيقية
- دراجة ال-تكتك- بين الاستهجان والامتهان في المجتمع العراقي
- اجتماعيات العشيرة العراقية
- الثقافة الغذائية الصحية
- آداب قضاء الحاجة في المجتمع العراقي المعاصر
- العيد في المجتمع العراقي المعاصر
- المعتقدات الاجتماعية حول الدم في المجتمع العراقي
- الصلة التاريخية بين الدين واللعب
- الدكتور سليم الوردي الباحث العلمي الرصين
- صيام رمضان في المجتمع العراقي المعاصر
- دفاعا عن الدولة العراقية وليس الحكومة


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - خواطر سياسية في الشأن العراقي