أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من المنطق الإيديولوجي إلى المنطق الاستراتيجي.. رؤية مغربية














المزيد.....

الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من المنطق الإيديولوجي إلى المنطق الاستراتيجي.. رؤية مغربية


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 7165 - 2022 / 2 / 17 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمتلك المغرب من الإمكانيات الديبلوماسية، ما يمكنه من اختراق الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، و تدشين مرحلة تفاوضية جديدة، تعتمد منطقا استراتيجيا يقطع مع المنطق الإيديولوجي الذي تحكم في الصراع، و قاد كل الأطراف نحو حافة الهاوية. و ذلك للاعتبارات التالية:
** المغرب يحظى بالثقة و الاحترام من كلا طرفي الصراع، و هذا مكسب ثمين لا يتوفر لأي وسيط دولي أو إقليمي.
** المغرب دشن حضوره على أرض فلسطين، منذ قرون، و فضاءات القدس الشريف شاهدة على هذا الحضور (باب المغاربة، جامع المغاربة ...) و قيادته للجنة القدس، ضمن منظمة المؤتمر الإسلامي، استحقاق عن جدارة و ليس مجرد بروتوكول ديبلوماسي.
** المغرب يمتلك جالية يهودية مرتبطة بوطنها، و تقدم الولاء لأمير المؤمنين كممثل روحي و سياسي للدولة. و هذا استثناء لا يتكرر في علاقة اليهود بأي دولة هاجروا منها.
** المغرب، وسيط دولي موثوق به في الكثير من النزاعات الدولية (الملف الليبي خير نموذج)، و مشارك دائم في قوات حفظ السلام الأممية.
** المغرب شريك استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، و أكبر شربك تجاري للاتحاد الأوربي من خارج حدوده.
هذا الرصيد الديبلوماسي المحترم، بإمكانه أن يكون أداة فعالة لاختراق الصراع، من الداخل، و تدشين مرحلة تفاوضية جديدة بمنطق استراتيجي جديد، يستحضر المفهوم الجدبد للعلاقات الدولية الذي لا يعترف بدوام العداء أو الصداقة، بقدر ما يعترف بدوام المصالح.
لقد أثبت المغرب أن حل القضية الفلسطينية مشروع لن يتحقق عبر المنطق الإيديولوجي الذي عمّر عقودا دون جدوى، بل زاد من تعقيد القضية أكثر و أدى بها إلى نفق سحيق يختنق داخله الشعب الفلسطيني، بينما يمارس الإيديولوجيون تجارتهم المدرة للربح، سواء باعتبارهم نخبة ثقافية أو سياسية أو مدنية.
الحل الاستراتيجي يفرض نفسه على طرفي النزاع، إسرائيليين و فلسطينيين، فأي طرف منهما غير قادر على رمي الآخر في البحر كما يدعي ! لقد كان الطرفان ضحية أوهام شكلاها طوال مراحل الصراع .. الإسرائيليون كانوا ضحية انتصارهم، و الفلسطينيون كانوا ضحية هزيمتهم، كما ذهب لذلك أمين معلوف الذي يقر أن حل الصراع لا يمكنه أن يتحقق إلا عبر استكشاف منطق جديد.
المغرب وظف علاقاته التاريخية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، مع مواطنيه من اليهود، و تحمل مسؤولية تغيير المنطق الإيديولوجي السائد، و اقترح منطقا جديدا يقوم على أساس تغليب كفة المفاوضات سياسيا، و تغليب كفة الشراكة الاقتصادية من منظور رابح-رابح، و تكثيف الحوار و التبادل الثقافي عبر استعادة ما يجمعنا باليهود مع محاولة تجاوز ما يفرقنا.
ليس هناك من حل عملي إجرائي و مجد خارج هذا المنطق الاستراتيجي، و إلا فإن البديل هو الزيادة في تعقيد الصراع إلى حدود اللاعودة، و المعروف أن الخاسر الأكبر في المعركة لن يكون الطرف الإسرائيلي المدعوم من طرف القوى الدولية الكبرى، و لكنه الطرف الفلسطيني الذي يجد نفسه معزولا في مواجهة غير متكافئة.
لا ندعو حراس المعبد الإيديولوجي القديم إلى مغادرة معبدهم الذي نشأوا داخله، أجيالا، و استرزقوا مما يذره من منافع مادية و رمزية، و لكن نناديهم: رفقا بأشقائنا الفلسطينيين فلا يمكنهم تقديم أكثر مما قدموا من أرواح، و لا يمكنهم الاستمرار إلى ما لا نهاية في الاستجابة لنزواتكم الإيديولوجية ! منطقكم الإيديولوجي أكل الدهر عليه و شرب، و أثبتت الأحداث الجارية إفلاسه !



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهاز المخزن.. السلطة المركزية التي حصنت سيادة المغرب
- شولتس يعيد النزعة الشرقية الميركلية إلى قبرها.. الرياح تجري ...
- من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الردع.. ثورة مغربية هادئ ...
- وعي عريي جديد قيد التشكل.. يجب دعمه
- التحولات الجيو-ستراتيجية و ضرورة تغيير اتجاه بوصلة المغرب
- حرب التهريب الإسبانية على المغرب.. هل سينقلب السحر على الساح ...
- انهيار وضع السطاتيكو.. النظام الجزائري في مواجهة مغرب جديد
- مواجهة التحدي الصفوي رهان معرفي
- المغرب في مواجهة سدنة الاستعمار الفرنكفوني-الفرانكوي
- أسطورة السنة الأمازيغية.. منطق التحليل الملموس للواقع الملمو ...
- من الجوار الجغرافي إلى الجوار الافتراضي.. المغرب يوظف منطقا ...
- منظمة HRW حينما تزيف تحت الطلب !
- من مفوضيتي سبتة و مليلية الحدوديتين إلى مفوضيتي سبتة و مليلي ...
- بين الخط الثوري و الخط الإصلاحي .. التجربة المغربية نموذجا
- في الحاجة إلى درس الأستاذ محمد عابد الجابري **
- أمين معلوف شخصية العام الثقافية.. تتويج عربي مستحق لمثقف الن ...
- التحالف الفرنكو-عرقي في مواجهة ثوابت الوطنية المغربية
- أيها الفرنكفونيين المغاربة ! حزب الجبهة الوطنية اليميني المت ...
- الرموز العرقية بديلا للرموز الوطنية.. من العلمانوية العرقية ...
- بين الانفتاح و التبعية .. قراءة في التحذير الملكي للوزير الت ...


المزيد.....




- -بحب أغيظهم-.. محمد رمضان يعلن عن جديده بعد جدل إطلالته في - ...
- لقطة تثير تفاعلا واسعا خلال استقبال أمير قطر لأحمد الشرع في ...
- الكويت.. فيديو يُظهر مرافقة مقاتلات من سلاح الجو لطائرة السي ...
- ضربة إسرائيلية تستهدف غرفة مسبقة الصنع في جنوب لبنان
- الجيش الأمريكي قد يخفّض أعداد قواته في سوريا إلى النصف
- من الأفيال إلى النمل.. تحول خطير في عمليات -قرصنة الحياة الب ...
- ترامب يرسل روبيو وويتكوف في مهمة إلى باريس
- -البنتاغون- تعلق على تقارير حول تقليص قواتها في سوريا
- مسؤولة إغاثية تحذر من كارثة ستحل بأطفال أفغانستان بعد قطع ال ...
- المشروبات الكحولية الأكثر خطورة على الصحة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من المنطق الإيديولوجي إلى المنطق الاستراتيجي.. رؤية مغربية