محمود الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 1664 - 2006 / 9 / 5 - 06:34
المحور:
الادب والفن
في البدء ..
كنت ورقة بيضاء
بلا سطور .. بلاهامش
ورقة نظيفة .. لم يكتب فيها شئ
لم تقترب منها الممحاة
إطلاقاً .. ناصعة .. إطلاقاً شفافة .. إطلاقاً رقيقة
ورقة تحب القمر
في منتصف شهر آذار
أبيض
كالورقة البيضاء
كالحلم الأبيض
المرئي في القلب الأبيض
... ... ... ...
طفلاً يمسك قلماً
يرسم في الورقة البيضاء
الحلم الأبيض
يتحدي الطفل كل الأقلام
يتحدي الطفل كل الألوان
لايخاف الطفل أن يرسم حلماً
يغسل به أوجاع العار
يرسم معني الحب يرسم من ماضيه
كطفل
الحلم الأبيض
يرسم جدول ماء
صفصاف
شجرة شعر البنت
يطول الشعر ويمتد
ليعانق سطح النهر
ويداعب موجاته
ويغازل مائه الرقراق
ويغسل دمعات مرسومة
علي وجه الماء
... ... ... ...
الطفل يحب الألحان
يحب الناي
رمز الأحزان
رمز الأفراح
يرسم شجر الغاب
ليتفرع علي ضفات النهر
يصنع منه راعي الحب
ناياً
مزماراً
يعزف ألحان الحب
يرنم نغمات الحزن
يشجي القلب المخنوق بحبل العشق
يغني
وطني المسلوبة آماله
حلمي الضائع بين صفير آهاته
وطني الغائب عني
لم أجده
كي أرحل فيه
ويقوي الروح المسلوبة من سجانه
والعقل المأسور
والقابع خلف غيابه
ويتسائل
وطني هل ستعود من سفرك
سفرك طال
وامتد .. وأنا ماعدت الإنسان
من يقدر أن ينساك
... ... ... ....
الطفل .. يرسم مزموراً
يعزف ألحان الحرية
تداعب نسمات الريح
ثقوب المزمار
تعزف ألحان
مكتوبة في سفر الحب
منقوشة في سفر الحرية
وترتل أنغام الحب
تتبتل بنشيد الحرية
وفي الأفق
يكاد يلتقي القلب الأبيض
بالحب
بالحلم
بسفر الحرية
وتأتي أصوات قدرية
جميلة
تغني أناشيد وطنية
.... ولكن
تأتي الريح القدرية
في حضور الجهل
في عبادة أرباب صنمية
تحكم بعقول سلفية
وتقتل كل نشيد
للحب
للحرية
وتكره كل معاني الوطنية
فتمسك ممحاة لاقدرية
وتمسح مارسم في الورق البيضاء
وتمحو الحلم
ويبكي الطفل
ويصحو
ويمسك قلماً
يسأل
أين الورقة البيضاء ؟
أين الحلم ؟
وطني : أين أنت؟
أشعر بالعار !!
#محمود_الزهيري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟