أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عثمان بوتات - العنصرية الإنسانية














المزيد.....

العنصرية الإنسانية


عثمان بوتات

الحوار المتمدن-العدد: 7162 - 2022 / 2 / 14 - 16:02
المحور: حقوق الانسان
    


بالنظر لصيرورة الإنسانية نجد أن العنصرية كممارسة هي سلوك متأصل بهويتنا، وبعد التأمل بهذا السلوك من منظور أخلاقي بحت، نجد أنه ذو بعدين متناقضين؛ بعد أخلاقي، ولا أخلاقي. ما يجعلنا نتساءل متى تكون العنصرية أخلاقية؟ ومتى لا؟

عندما نتكلم عن ذلك التمييز العنصري الذي تمارسه الجماعات اتجاه المختلف معهم، سواءً كان عرقيًا، أو دينيًا، أو ثقافيًا... فنحن بوضوح أمام تلك العنصرية اللا أخلاقية. وهي النتيجة التي وصلت لها الإنسانية لحدود الوقت الراهن، بعد معاناة طويلة الأمد، عانى منها الأفراد المختلفين في لون البشرة، والاعتقاد، والميول الجنسي، إلخ... من قِبل الجماعات التي تمثل الأغلبية، تحت أيديولوجية تفرض ما يجب أن يكون ولا يكون.
وهذا بعد نضال طويل الأمد قاوم فيه المهمشون الأقلية بالمساواة بين كل الأفراد بمنطق أن الكل يستحق العيش دون تهميش وإقصاء، ماديًا كان أو معنويًا. ولا يمكن تناسي، في هذا الصدد، أنّ الفضل الأعظم قام به هؤلاء المفكرين والفلاسفة الذين إرتقَو باستخدام عقولهم، وجعلوا من هذا الأخير أعدل قسمة بين كل الناس. ففي النهاية العقل هو من يجعل منّا إنسانية ونتصرف بإنسانية وليس مجرّد بشر نتصرف كباقي الكائنات.

في المقابل، وبعد هذا الارتقاء الإنساني، لا يمكننا القول أنّ العنصرية كسلوك قد انتهت، بل العكس، لازالت -ولو بنسبة أقل- لكن بوجه آخر. الآن قد صارت مناقضة لما كانت عليه، الآن أصبحت فعل أخلاقي. اليوم أصبح الإقصاء والتهميش يمارس على من لا يتصرف بإنسانية، اليوم إذا تسببت في إيذاء الآخر تُهمَّش، إذا كنت إرهابيًا تهمش، إذا كان فِكرك يحث على عدم احترام الآخر وأفكاره تهمش، إذا مارست العنصرية إتجاه المخالف لك بعرقك ودينك وفكرك أيضًا تهمش وتمارس عليك العنصرية. الآن تمارس عليك العنصرية إذا لم تكن إنسانًا.

وهذا الإنسان الراقي الذي أصبحنا عليه اليوم ما يمكن اعتباره مرحلة متقدمة من الوعي، لكن لا أحد يقول أنه وعي مطلق، بل هو متغير ويتم تعديله باستمرار من طرف الشعوب التي تؤمن بالتغيير، وتتقبل وتمارس الانتقاد لأفكارها. وأمّا الشعوب التي تؤمن بأنها مصدر الأخلاق النبيلة ولها المعرفة المطلقة، فهي ببساطة عكس ما تدّعيه. هي شعوب لها حنين للماضي والأجداد ما يجعلها دائمًا في الحضيض، ثابتة بمكانها لا تتغير، ولم تصل لمرحلة الإنسان بعد. ولو وصلتها بعض الشرارات عبر العولمة والاستعمار من الغرب المتقدم، أثرت على تفتحها، لكن هذا لا يغير أنها لازالت لم تلامس أن تثور بنفسها فكريًا وترتقي، لا زالت لم تمارس فعل التفكير بنفسها.. هي الشعوب التي دائمًا تنتظر مرشد ليريها الطريق، حتّى في أبسط حيثيات حياتها اليومية.



#عثمان_بوتات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع بأذهاننا
- سيكولوجية المجتمع بين للتناقض والتناغم


المزيد.....




- قائد قوات الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان، و ...
- ترامب يقترح برنامجا للترحيل الطوعي مع إغراءات للمهاجرين -الط ...
- تزايد أعداد العرائض الإسرائيلية المطالبة بوقف الحرب وإعادة ا ...
- مع دخول حرب السودان عامها الثالث.. هجمات على أكبر مخيم لاجئي ...
- الاحتلال يواصل قصف خيام النازحين بغزة ويستهدف مستشفى ميدانيا ...
- تعليق الأمم المتحدة على احتجاز الناطقين بالروسية في كييف وني ...
- اعتقال ناشط فلسطيني في أمريكا أثناء مقابلة للحصول على الجنسي ...
- الأونروا: نفاد مخزونات الغذاء التي دخلت غزة بفترة وقف إطلاق ...
- السعودية.. الداخلية تصدر بيانا بشأن إعدام 3 أجانب وتكشف جنسي ...
- الأمم المتحدة: نزوح 125 ألف شخص منذ مارس بجنوب السودان بسبب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عثمان بوتات - العنصرية الإنسانية