عزيز سمعان دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 7160 - 2022 / 2 / 12 - 17:51
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
يُحكى عن ملك احتار في أمر سعادة خادمه الفقير، فسأل مستشاره في الأمر. فقال له: جرّب معه أسلوب ال 99. فاستفسر الملك عن الأسلوب، وكان الجواب: ضع على باب بيت الخادم الفقير صُرة فيها 99 دينار، واقرع بابه تاركًا له رسالة أنك تقدم له هدية 100 دينارًا، وتأمل بما يحصل. وهكذا فعل الملك. وتأمل في فرحة الخادم عندما أخذ الصُرة، وبعد قليل رآه يخرج هو وكلّ أهل بيته باحثًا عن الدينار الضائع، وقضى الليل كلّه هو وأهل بيته في البحث دون جدوى، مما أثار غضب الخادم فكان يصرُخ في أفراد عائلته ليجتهدوا في البحث.
في اليوم التالي حضر الخادم لخدمة الملك، ووجهه مُكمدًا متضايقًا، ونسي شكل الابتسامة الدالة على الرضا والفرح التي كانت تكلل وجهه.
عزيزتي وعزيزي
المال وسيلة هامة للعيش الكريم، ولكنه لم يكن يومًا سبب سعادة الناس، فمحبة المال وجعله هدف أهداف الحياة سيتسبب بلا شكّ في تأزم الحياة وعدم الرضا، وعدم القناعة، مما ينسيك فرح ومتعة الحياة الفُضلى الحقيقيّة.
القناعة المشفوعة بالرضا عن الحياة وبعرق الجبين هي مفتاح من أهم مفاتيح السعادة "أما التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ." (1 تيموثاوس 6: 6) في حين أنّ محبة المال سمّ يقتل كلّ حياة نابضة بالفرح والسعادة، ״لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ." (1 تيموثاوس 6: 10). لذلك "لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»" (العبرانيين 13: 5). ولنكن دومًا شاكرين وممتنين لعمل نعمته فينا ولأجلنا ومعنا ״بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ.״ (المزامير 103: 2).
#عزيز_سمعان_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟