كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7159 - 2022 / 2 / 11 - 12:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنت ومازلت من أقوى الداعمين لأكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية، وسبق لي ان وقفت بقوة ضد فكرة هيكلتها والاستغناء عنها. لكن مشكلة الأكاديمية انها انساقت مع سبق الاصرار وراء التوجهات النقابية الضيقة، وتبنت سياسة تعسفية ظالمة ضد خريجي مركز التدريب، على الرغم من ان تعليماتها نفسها تقر وتعترف بالسماح لهم بمواصلة تعليمهم العالي. لكنها حرمتهم من الالتحاق بالكلية البحرية تماشيا مع نظام التعليم المتدرج. فوضعت منذ تأسيسها سدا منيعا في طريقهم، والأغرب من ذلك انها قبلتهم في بعض الدورات السريعة لنيل شهادة ضابط ثان او مهندس ثان، لكنها لم ولن تستجب لنداءاتنا بقبولهم في الكلية البحرية، في حين يحق لأي منهم إكمال دراسته العليا في ارقى الاكاديميات العربية والأوربية بضمنها الكليات البحرية البريطانية، ولا شك ان إدارة الأكاديمية تعلم علم اليقين بالتسهيلات التي تقدمها الأكاديميات الاخرى في قبولهم اعتمادا على الشهادة البحرية الاولية والخدمة البحرية الفعلية والفحص الطبي. وهذا ما لم تؤمن به الأكاديمية، التي ظلت متزمتة برأيها حتى الساعة. .
فالحواجز التي وضعتها الأكاديمية على عقول ابناءنا وعلى مهاراتهم لم تمنع الطامحين منهم من اكمال دراساتهم العليا في الجامعات المتاحة في أرض الله الواسعة، فحصلوا على شهادات البكلوريوس والماجستير، ومنهم من حصل على الدكتوراه من جامعة لندن والجامعات الألمانية، ومن نافلة القول نذكر ان وزير النقل (عامر عبد الجبار) أستفسر عشرات المرات عن صحة صدور شهادة الدكتور (حسن علي موسى) من جامعة لندن، ربما كان السيد (عامر) من المؤمنين بتعطيل العقول واحتجازها في قوالب وظيفية مقفلة.
ختاماً: يتعين على إدارة الأكاديمية أن تؤمن بأن الاستمرار في التعلم يساعد في دعم المواهب والمهارات، ويساعد في تطوير طواقمنا وتأهيلهم الى المستويات المنشودة. وينبغي أن تؤمن الاكاديمية بالضرورات الحتمية التي تلزمها باحتضان الموهوبين والاكفاء، والعصف بطاقاتهم الإبداعية. وبخلاف ذلك لا مناص من ارسالهم لنيل اعلى الشهادات من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مصر، أو إلحاقهم بالكليات البحرية البريطانية التي لن تتعامل معهم بأساليب التعسف النقابي المنحاز الى فئة بعينها وتهميش الفئات الاخرى، ما ينذر بتقوقع أكاديميتنا وتراجع دورها، وهذا ما لا نتمناه لها. .
قد ينجح البعض في صنع الموانع، لكن عقول طواقمنا غير قابلة للتكبيل أو الحرمان والاستبعاد. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟