صباح محسن جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 7159 - 2022 / 2 / 11 - 10:27
المحور:
الادب والفن
عادة ما اسأل بائعة الخضار
عن توفر بيض دجاجاتها
تلمّحُ لي مروّجةً لما تبيع:
خذ لك باذنجاناً عراقياً
او قرعاً نضِراً
سبانخاً يزهو بخضرته
أو هذا الجزر المفيد ،
جرّب هذه الحبّةَ
قلت على مضض:
"لا تقوى اسناني على القرط"
لم تعر قولي انتباها،
أو لعلّك ترغب بالخيار!
أكرر :
بل ارغب ببيض " عرب".
فترد بارتباك ملحوظ:
" وا أسفي توا بعته لصبيّة
مرّت من هنا!"
تأسفت للعينين المتلهفتين
واستدركُ:
" ما سرّ تلكم النظرات اللامعة!"
أوّلَ صباحي ابكُرُ
فتردُّ :
" في المرّة القادمة ".
مستهل يومي الجديد
تواريت في زاوية السوق
أرقب سلّةً حضن عباءتها
بَهُتت رامشةَ العينين ..
أعصرُ ذاكرتي،
أين رأيتها.. أين؟!
" ابق قليلا من لطفك"
توّهتني بإلحاحها
" كلما أراك يكلل الله
خيرَهُ،
في رزقي معك!"
" أين .. أين !"
لم تخنّي الذاكرة،
أنا المتشبّثُ
ببؤبؤي عينيها!
منذ اقصاء حواء
لحظة تذوّقَ آدم الحريةَ
حتى صار يطارده
انتربول السماء
على الأرض!
* * *
#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟