سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي
(Silvan Saydo)
الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 10:09
المحور:
الادب والفن
لم يك في مشرقنا اليوم، صوت عبر كتابةً وشفاهاً عن واقع شعبه بحقائقه وخفاياه، مثل مافعل الكاتب والروائي المصري العملاق "نجيب محفوظ"، على رغم من محاولات الالتباس والتشويه المنظم ضده، من قبل محاولي قاتليه، كتابةً وفعلاً. فالروائي الكبير "نجيب محفوظ" (1911 ـ 2006) الذي نال في العام 1988 جائزة نوبل للآداب، والذي به غيّر نظرة العالم إلى الأدب المصري المعاصر. واهتمامات دور النشر الغربية الرائدة، منذ ذلك الوقت بترجمة أعماله الروائية إلى اللغات الأجنبية سيما وثلاثيته الشهيرة بأجزائه (بين القصرين (1956)، وقصر الشوق (1957)، والسكرية (1957) والتي لاقت الكثير من الجاذبية بالنسبة إلى القارئ العالمي، بشخصياتها الغنية، والمتطوّرة عبر الأجيال، والذي صور"محفوظ" فيها تطور الحياة وتقلبات الحياة السياسية والاجتماعية، والتحولات الاقتصادية الكبرى، في ذروة خلخلة الأفكار والأيديولوجيات في المجتمع المصري خلال عقد الخمسينات من القرن الماضي، بين المؤمن والملحد، الممثل بفكر الإخوان المسلمين من جهة، ومن جهة أخرى الفكر الشيوعي، الذين أتخذوا أداتها لتغيير المجتمع، فضلاً عن الصراعات التي كانت دائرة فيما بينها، وتجسيد أهل القاهرة فيها.. التي عرفت بتعدد وتمايز طبقاتها على نحو ملفت ومبكر قياساً للعواصم العربية الأخرى.
ولعل نعي الرئيس المصري حسني مبارك، ووصف كتاباته بأنها نشر لقيم التسامح والتنوير، ووصف الرئيس الاميركي جورج بوش "نجيب محفوظ" بأنه مؤلف استثنائي عالمي للأدب الروائي والقصص القصيرة والسيناريوهات السينمائية. وكذلك وصف الرئيس الفرنسي جاك شيراك "نجيب محفوظ" بأنه رسم في نتاجه، المجتمع المصري بعاطفة ورقة وواقعية، وهو ما أعطى شهرة عالمية للأدب المصري وللقاهرة القديمة التي عاش فيها طفولته. هو السبب في الثراء الكمي والكيفي المذهل لإبداعاته، والتنوع الموضوعي الذي لا نظير له لأعماله التي ناهزت 50 عملاً. وما من شك إنّ غياب "نجيب محفوظ" بعد أكثر من تسعة عقود من العطاء الدائم سيترك فراغاً كبيراً اذ يفقد العالم بأسره موهبة خلاّقة نادرة. لكن هل سيتغيب عنا كتب: أولاد حارتنا، واللص والكلاب، وثرثرة فوق النيل، والثلاثية؟.
سيلفان سايدو _ إعلامي
#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)
Silvan_Saydo#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟