أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - على الأرض يا حكم














المزيد.....

على الأرض يا حكم


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7156 - 2022 / 2 / 8 - 11:19
المحور: الادب والفن
    


رغم اني لست من فلسطيني سوريا ولم اولد في المخيم ،لكن معيشتي فيه لأعوام عدة ومن ثم عملي، في شارع لوبية،في محل لبيع الألبسة، بعد إنهاء علاقتي" بفسائل الغبرة"،ولأكثر من اثني عشر عاما،جعلني اليوم اشرد وافكر في أمر غريب فرغم ان الكورونا اوقفت الحياة في الكون كله إلا أن الأمر كان مختلفا في مخيم اليرموك،حيث خلق نوع جديد من الحياة اسمه "التعفيش".هذا ما خطر في ذهني وانا استمع إلى تصريحات وفود سلطة رام الله، وسلطة غزة،وفسائل الارتزاق الفلسطيني التي ما انفكت تغزل طريق دمشق/بيروت في زيارات متتالية،والتي لم يجرؤ أحد منهم على الاقتراب،أو زيارة ما تبقى من عاصمة الشتات الفلسطيني(مخيم اليرموك)والسؤال عن وضع من عاد إليه بعد قرار النظام السماح بعودة سكانه منذ أكثر من تسعة أشهر؟في خضم اجتياح الكورونا للعالم،توقفت الحياة في مدن عالمية عدة ،إلا في مخيم اليرموك في دمشق ،فظاهرة التعفيش وسرقة منازل وممتلكات المدنيين في المخيم ما زالت مستمرة، من قبل عناصر الأمن ، وبعض المدنيين من المناطق والبلدات المتاخمة له".وما زال بامكان بعض من سمح لهم بزيارة المخيم لتفقد منازلهم وإزالة الركام تمهيدا لعودتهم،أن يشاهدوا سيارات كبيرة تخرج من بوابة المخيم الرئيسية محملة بأنواع مختلفة من المسروقات من بيوت الأهالي،حيث يستمرعناصر النظام والتنظيمات المحسوبة عليه ،حتى اليوم، بالقيام بتعفيش بيوت المخيم، في ظل منع سكانه من العودة إليه رغم صدور قرار حكومي يقضي بذلك.ورغم أن سكان المخيم طالبوا "السلطات السورية والجهات المعنية ومنظمة التحرير الفلسطينية ووكالة الأونروا بالعمل على إعادتهم إلى منازلهم وممتلكاتهم، للتخفيف من أوضاعهم المعيشية القاسية التي يشتكون منها، نتيجة وباء كورونا وغلاء الأسعار وأجار المنازل الذي أنهكهم من الناحية الاقتصادية وزاد من معاناتهم،إلا أن لا شيء تم فعلا.
ظاهرة التعفيش يتذكرها الجميع حيث بدأت في مايو/أيار 2018، حينها شاهد وتابع معظم أهالي المخيم عملية النهب المنظم الذي قام به جيش النظام و"عفيشته"، واستمرت أعمال السرقة والنهب والتحطيم للمنازل بإشراف فرع فلسطين الأمني وفرع الأمن الجوي، وتقاسم فيه قادة الأجهزة الأمنية قطاعات المنازل في شارع الـ15 ولوبية واليرموك، بحسب أهمية المنازل وأصحابها الميسورين. لم يتركوا شيئا لم يحملوه معهم في شاحنات ضخمة أحضرها النظام لبوابات المخيم وحاراته وأزقته، قاموا بتقليع حتى بلاط ورخام أرضيات المنازل، لم يبق صنبور ماء في آلاف المنازل، ولم يبق كبل كهرباء ولا أي باب أو نافذة أو خزان ماء، تم سحب كابلات الكهرباء وتدمير أبواب ونوافذ المنازل التي لم تصبها البراميل المتفجرة، سرقوا حتى حديد أسقف المنازل المتهالكة.
لم يبق شيء سوى الركام، وفوقه تم إشعال الحرائق بما تبقى من منازل. اعادت بيوت اللاجئين إلى العصر ما قبل الحجري هو ما تم، وكل مندوبي الفسائل الفلسطينية في دمشق كانوا يتابعون مشهد النهب والتدمير الذي تم تصويره وبث مشاهده. في المشهد الرسمي لتلفزيون النظام و كان ظهور بعض قيادات الفرع الفلسطيني للنظام يدلون فيه بتصريحات طنانة عن هزيمة "العصابات" وتحرير المخيم وتمجيد الجيش المخلص. انتهى مشهد "التحرير" منذ أعوام، ليعود التصريح الفلسطيني الرسمي محتفيا بعودة لفظية لسكان مخيم اليرموك إلى مخيمهم المحطم الخالي من أبسط مقومات الحياة البشرية، كأحد الإنجازات الكبرى للنظام بل ولبعض الفسائل الفلسطينية المقيمة في دمشق او التي تسعى للعودة اليها والمقتربة من النظام يوما بعد يوم .
السؤال الاكبر الان هل ان ترويج الوهم للبشر يمكنه بأي حال من الأحوال إعادتهم لمخيمهم المدمر أساسا، فما الذي سيفعله من فقد بيته بالكامل وفقد أسرته بقصف النظام للمخيم الذي دمرت كل بنيته التحتية من الماء والكهرباء والصرف الصحي وضربت بنيته الاجتماعية. ومن يعش خارج المخيم، فإنه يطلب منه تصريحا أمنيا لكل داخل وخارج لتفقد منزله. المشكلة ليست بأحلام الناس البسطاء في العودة لمنازلهم وممتلكاتهم، المشكلة في من يسوق الأوهام ويطلب من الضحايا أنفسهم مسح الجرائم التي ارتكبت في مخيم اليرموك بأيديهم. أي مطلوب من الضحايا أن تقوم بكنس ما خلفته البراميل المتفجرة والصواريخ من ركام في الشوارع والبيوت في اليرموك، وأن تقوم بإزالتها بأيديها وعلى نفقتها. هذا السلوك الا يذكر بسلوك مشابه في فلسطين حيث يطلب من الفلسطينيين هدم بيوتهم بأيديهم، بذريعة عدم التصريح للبناء.
الأحلام هي الأحلام، والواقع مختلف تماما لما تبقى من أثر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وتحديدا في اليرموك. البيئة الحاضنة للاجئين تم سحقها كليا، البيئة الاجتماعية تم تدميرها وتهجيرها وتشتيتها في بقاع الكون كله ، والبنية الاقتصادية لسكان المخيم تم إفقارها بشكل مخيف ومذل، كما هي بيئة السوريين التي حطمت في كل المناطق التي استهدفها، ومن يتوهم أن النظام عامل اللاجئين في اليرموك بشكل مختلف عما تعرضت له القصير وأحياء الغوطة وداريا ودرعا وحلب وحمص، فلينظر إلى شاحنات ودراجات جيش التعفيش وهي تحمل "برادات وغسالات وصحون وصور وذكريات اللاجئين"، وليدقق في أسماء وصور القتلى تحت التعذيب في فروعه الأمنية من نساء ورجال أبناء المخيمات.
هل ما يتم من تسويق وهم عودة سكان اليرموك كانجاز هو شبيه بتسويق مماثل يتم في رام الله وغزة عن إعادة لم شمل العشرات بالتنسيق مع الاحتلال كانجاز وطني..إلم نعد نقدر على تحقيق اية انجازات إلا إنجازات تسويق الاوهام،كوهم بناء الدولة الفلسطينية من رحم سلطة فاسدة تتشارك مع الاحتلال في وظائف متعددة أمنية واقتصادية واجتماعية،سواء في رام الله أو غزة،وتشارك مع أنظمةعربية شبيهة لها في اعادة سكان اليرموك إلى مخيمهم المنكوب والمدمر؟بئس هكذا انتصارات تقودنا إلى الحضيض أكثر فأكثر.
*نصوص من مجموعة جديدة قيد الإعداد



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة قاتلة
- وحدنا...يا الله وحدنا
- خربشات كورونية
- كلنا صرصار كافكاوي
- النهاية يا فاخرة
- هذيان على أبواب الخامسة والستين
- ورطة/2
- ورطة/1
- حالة فرار
- حين نسى sam زوجته مجددا
- لاجئة كورونية/٢
- لاجئة كورونية/1
- مترجم رغم انفكم
- حنين لما قبل العزلة
- شذرات من الذاكرة/2: انسحاب المقاتلين من الفاكهاني
- شذرات من الذاكرة/1
- Epilepsy/3
- ورنيش
- امير الناطور
- هروب


المزيد.....




- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...
- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر
- بعد وفاة الفنانة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - على الأرض يا حكم