إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي
(Driss Jandari)
الحوار المتمدن-العدد: 7155 - 2022 / 2 / 7 - 16:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ظل التحديات الجيو-ستراتيجية المفروضة على المغرب، من ترسيم حدوده البحرية إلى تحقيق وحدته الترابية في الصحراء و سبتة و مليلية و الجزر، يبدو أن التحالفات التقليدية قد نفذت مهمتها، و لم تعد مجدية لحفظ المصالح العليا للمغرب.
فاتفاقيات التعاون المغربية- الفرنسية لم تحقق مصالح المغرب بقدر ما كرست الهيمنة الاقتصادية و الثقافية الفرنكفونية، و نفس الشيء ينطبق على اتفاقيات حسن الجوار المغربية-الإسبانية التي حققت المصالح الإسبانية، اقتصاديا و سياسيا، من خلال فسح مجال الاستثمار و حماية الحدود الإسبانية من موجات الهجرة، لكن دون أن تفيد المغرب في شيء.
هذان النموذجان، يؤكدان على ضرورة تنصل المغرب من الاتفاقيات الناتجة عن المرحلة الاستعمارية، و الدخول في تحالفات دولية جديدة تخدم المصالح الوطنية العليا، و هذه مهمة في متناول صانع القرار الاستراتيجي المغربي، اليوم أكثر من أي وقت مضى، نظرا للتحولات الكبرى التي تعرفها العلاقات الدولية، و نظرا للإمكانيات التي يتوفر عليها المغرب بتموقعه الجغرافي على الواجهتين المتوسطية و الأطلسية.
تاريخيا، لعب صانع القرار الاستراتيجي المغربي بذكاء على حبلي الواجهتين، و كان كلما اشتد عليه الخناق في الواجهة المتوسطية إلا و يرد بالانفتاح على الواجهة الأطلسية. حدث هذا خلال المرحلة الاستعمارية من خلال الإنزال الأمريكي سنة 1942 الذي كان رسالة للقوى الاستعمارية الأوربية، و فتح مسار المفاوضات التي قادت المغرب للحصول على الاستقلال، و يمكننا استعادة هذا الدور، اليوم، لاستكمال وحدتنا الترابية و تحصين حدودنا البحرية، في مواجهة قوى الاستعمار البائد التي ما زالت تحن لاستعادة هيمنتها على منطقة البحر الأبيض المتوسط.
#إدريس_جنداري (هاشتاغ)
Driss_Jandari#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟