|
قراءة أولية في ندوة الدوحة
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7155 - 2022 / 2 / 7 - 16:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صدرت عن ندوة – الدوحة – " ٥ – ٦ –٢ - ٢٠٢ " جملة من التوصيات حول مختلف القضايا المتعلقة بالمعارضة وبالشأن السوري ، والإقليمي ، والدولي ، وبما ان سوريي المعارضة فقدوا الامل تقريبا بإمكانية ان تعيد كيانات المعارضة النظر في اخفاقاتها فيما بينها وبالاعتماد على النفس ، وتراجع مسارها في العشر سنوات الأخيرة بالطرق الديموقراطية ، وعبر المؤتمرات الوطنية الجامعة بالداخل ، والخارج ، فان طيفا من السوريين بدات انظارهم تتوجه الى الخارج ، وعواصم البلدان التي تفسح المجال لاجتماع مجموعات سورية ومنها – الدوحة – التي شهدت انعقاد ندوة ، وهناك انباء عن احتمال عقد ندوات أو مؤتمرات ، أو لقاءات أخرى في تركيا ، والسويد ، وبلدان أخرى . من حيث المبدأ فان اللقاءات بين السوريين ، واجراء المناقشات حول الحاضر ، والمستقبل ،امر إيجابي ومفيد ، ولكن ومن تجربتنا الوطنية خلال الأعوام العشرة الأخيرة ، علينا اتخاذ المزيد من الحذر تجاه الأطراف الإقليمية ، والدولية ، التي اختبرناها ، وخذلت شعبنا ، وكذلك من مراكز القوى ( الوطنية !) التي اساءت للثورة والمعارضة ، بل اجهضتهما واخص بالذكر ثنائي – الإسلام السياسي – والوافدون من أوساط حزب ، وادارات النظام الأمنية، والحكومية . ملاحظات من حيث الشكل ١ - آول مايلفت النظر هو صدور ( توصيات ) عن ماسميت بندوة الدوحة التي كانت من المفترض أن تكون مؤتمرا ، وعلى مايبدو فان تركيا لم تكن متحمسة لذلك بحجة عدم البحث عن بديل للائتلاف ، ولم يشارك ممثلون عن تركيا ، في حين كان هناك تمثيل امريكي منخفض ، ومن المتعارف عليه فان اطر الندوات واسعة وحرة ومتعددة المنطلقات والأفكار والمواقف ، ولاتصدر قرارات ، او توصيات ، وان صدرت عنها بيانات ( نادرا ماتحصل ) فتكون ماتشبه توضيحات حول ماطرحت من رؤى على اختلافها ، واحيانا التناقض بينها ، اما توصيات الدوحة فوصفت باتفاق المشاركين حولها ، وكما يظهر فقد أراد أصحاب القرار ان يظهروا ان اجتماع الدوحة اقل من مؤتمر ، واكثر من ندوة ، وبين المنزلتين . ٢ - ( اتفاق المشاركين ) في ندوة الدوحة حول – التوصيات – يعني ان المجتمعين ، من طيف سياسي احد ، او شديد التقارب ، واختيروا بعناية من جانب المتخصصين في هذه الأمور ، هذا مع استثناء سلوكيات بعض الشخصيات التي لها " في كل عرس قرص " وتتلون حسب الوان المكان ، وتناقض اطروحاتها الفيسبوكية ، وهناك امثلة حول هذا النمط الانتهازي لاداعي لذكر الأسماء . ٣ – الحضور لايمثل ( قوى الثورة والمعارضة ) وقد يمثل ( مراكز الفكر التابعة للبلد المضيف فقط وهي ناشطة ومثمرة دون شك ) فهناك الالاف منها ومن منظمات المجتمع المدني والجاليات السورية لم ترسل ممثلين عنها للمشاركة او لم تدعى بالأساس ، لذلك اقتضى التصويب . من حيث المضمون ١ - التوصيتان الأولى والثانية مكررتان ، منقولتان من بيانات ( استانا ) الثلاثية ، واللتان تصبان في مجرى اعلام نظام الاستبداد ودعمه ، والمتعلقتان بالحفاظ على وحدة سوريا ارضا وشعبا ، ورفض تجزئة وتقسيم البلاد ، من دون الإشارة الى الجهة التي تريد فعلا وتعمل على التقسيم ؟! والتجاهل التام لمحاولات النظام في التقسيم السياسي ، والطائفي ، والتمسك ( بسوريا المفيدة ) وبدعم روسي ، وايراني في معظم الأحيان من مراحل الثورة السورية . ٢ نظام اللامركزية الإدارية الوارد في التوصيات تفسير وتاكيد لنظام الإدارة المحلية ، الذي يعتمده نظام البعث منذ انقلابه بداية ستينات القرن الماضي ، وتسلطه ، وتمسكه بمقاليد الحكم ، وكان حري بالمشاركين تفسير حقيقة اللامركزية الإدارية التي ينشدونها ، هل هي جغرافية ، ام مراعية للخصوصية القومية بما يتعلق بالكرد السوريين ؟ . ٣- ( إعادة هيكلة مؤسسات قوى الثورة والمعارضة ) كيف ؟ وباية وسائل ؟ وماهي تلك المؤسسات ؟ وهل يمكن الهيكلة عبر ترقيعات ، واصلاحات محدودة ، ام تحتاج الى معالجة جذرية ، ومن خلال مؤتمر وطني سوري جامع كما يطالب بذلك الوطنييون السورييون بغالبيتهم العظمى ؟ .
٤ - ( احترام كافة مكوناته الاثنية من عرب وكرد وتركمان ، وكلدوآشور ، وضمان حقوقها ، وخصوصياتها ضمن الاطار الوطني ) ، تسلسل غير موضوعي ، واشكالي ومريب ، في تسمية المكونات على ضوء اعتبار سوريا – دولة عربية – ذات ثقافة عربية ، وجزء من الوطن العربي ، وحرمان الكرد والمكونات الأخرى من الاعتراف بالوجود ،والحقوق منذ قيام الدولة السورية ثم القول باحترام الجميع سواسية ؟ الم يكن حريا بالمجتمعين معرفة وتدارك ماذا يريد الكرد ؟ وماذا يريد الاخرون من المكونات ؟ وومن ثم الاستجابة لارادتهم جميعا . ٥ تجاهل الكرد السوريين كثاني اكبر مكون قومي من السكان الأصليين أي حذف ( ١٥٪) من المجتمع السوري ، وإلغاء الحركة الوطنية الكردية السورية ودورها ، ونضالاتها ، وتجاهل مشاركة تنسيقيات الشباب الكرد ووطنييهم بالثورة ، وعدم تمثيل المناضلين ، والمثقفين الكرد المستقلين ، وتعبيراتهم المجتمعية ، والثقافية ، في الندوة يعتبر موقفا شوفينيا الغائيا لايختلف كثيرا عن نهج النظام العنصري ، واختزال كرد سوريا وحركتهم الوطنية بحزب العمال الكردستاني اسوة بأسلوب النظام يعد اجراما بحق الكرد ، وخروجا على مفاهيم العيش المشترك ، ومبادئ حق الشعوب وحقوق الانسان . ٦اعتبار ب ك ك كتنظيم انفصالي ومخاطره على تقسيم البلاد بمعنى إقامة كيان كردي ، مخالف للواقع ، وينم عن جهل للوضع الكردي ، بل إساءة ، واذا كان المقصود ان هذا الحزب يعبر عن حق الكرد في تقرير مصيره على هدى مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها فذلك يشكل كارثة ، لان هذا الحزب لايمثل تطلعات الكرد السوريين ، بل يسعى لتثبيت نفسه كحزب ، واعتماد ايديولوجيته ، والاندماج مع مؤسسات النظام المستبد الحاكم . ٧ البند السابع عشر كان زبدة الندوة بل ام البنود : ( توجيه الشكر الى دولة قطر على مواقفها المبدئية الثابتة ... ) خاصة اذاعلمنا ان القضية السورية منذ اندلاع الثورة الوطنية المغدورة كانت مثار صراعات بين دول وأجهزة النظام العربي الرسمي حول من يستثمرها اكثر ، وليس من يدعمها اكثر ، وكانت الوطنية الحقة ، والأخلاق الثورية ، تقتضي ليس الإشادة بهذه الأنظمة بل ادانتها بالجملة والتفصيل ، على ماقترفته بحق الثورة ،والمعارضة من شراء الذمم ، واختراق فصائل الجيش الحر ، وافراغ الثورة من المحتوى النضالي ومن ثم الانفتاح على نظام الاستبداد ، وتمويل عصابات حزب الله اللبناني ، والتواطئ مع نظام طهران ، وبيع المعارضة بابخس الاثمان .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما تنتقم روسيا – البوتينية –
-
مواجهة الإرهاب لاتتجزأ
-
المصير السوري في ميزان الخارج
-
جدلية - تساقط - المعارضة ، و - اسقاط - النظام
-
هكذا يسيطر – الاخوان – على ( الائتلاف السوري المعارض ؟! )
-
توضيح للراي العام
-
فليكن – 2022 – عام المؤتمر الكردي السوري
-
سيمالكا: بين تجسير الهوة ، وهدم الجسور.
-
مناقشة هادئة في مسألة قديمة – جديدة
-
مناقشة صريحة عن بعد لقائد قوات - قسد -
-
تداعيات - حزبنة - العلاقات الكردية – الكردية
-
مؤتمر ( الجاليات الكردية ) في أربيل : قراءة موضوعية
-
في الذكرى السابعة بعد المائة لاستشهاد الشيخ - القومي -
-
مخاطر الإسلام السياسي على تجربة كردستان العراق
-
نموذج يحتذى به في الحركة التحررية الكردستانية
-
القضية الكردية في ندوة - دهوك -
-
قراءة أولية لوثيقتي - التطبيع العربي - مع النظام السوري
-
شعوب الشرق الأوسط والقلق المشروع
-
شركاء السطو على الشرعية في سوريا : النظا
...
-
نداء برسم الاشقاء في أربيل قبل فوات الاوان
المزيد.....
-
معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف:
...
-
مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر..
...
-
نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
-
-نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل
...
-
بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية
...
-
-معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد
...
-
شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11
...
-
صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا
...
-
بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي
...
-
-إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|