|
الأدب المهجري قديما والأدب الاغترابي حاليا يشكلان انقاذا لثقافتنا
نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)
الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 23:09
المحور:
الادب والفن
الأدب المهجري قديما والأدب الاغترابي حاليا يشكلان انقاذا لثقافتنا ونهضة إبداعية ثقافية هامة جدا مقدمة: هل الفائض بالنتاج الشعري في ثقافتنا الفلسطينية داخل إسرائيل هو دليل ثقافي وابداعي شعري مشجع؟ هل كثرة الإصدارات الشعرية ووجود متخصصين تحت غطاء يسمى ب "النقد" الذي كثرت صولاته وجولاته لدرجة فقدت التمييز بين الجديد والأقدم، بين الطبخة الشعرية الطازجة وبين الطبخة التي علاها العفن، هو دليل نهضة ثقافية وابداعية في مجال الشعر تحديدا، بينما الجنار القصصي شبه غائب عن الابداع الا بأقلام اقل من أصابع اليد الواحدة، ولا يحظى بالاهتمام الذي يحظى به الشعر لأسباب تبدو لي بعيدة عن الأدب وعن النقد وعن القراءة والانطباع الذاتي من الإصدارات، ويبدو ان افتتاحية النقد تكتب قبل ان يبدأ الناقد بقراءة النص. ما زلت التزم الصمت والابتعاد عن مهزلة النقد في ثقافتنا المحلية قراءة وكتابة، ليس قصورا او خوفا او ترددا، بل لا اريد ان افقد وقتا ثمينا بقراءات مملة والانشغال بعملية تقنيب لا شيء نقدي فيه، رغم اني اقرأ أحيانا نصوصا شعرية جميلة، لكن لعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. ولأسماء لا أجد نشوء بدائل ثقافية لها، في القصة والشعر خاصة !! هل يمكن القول ان عصر المثقفين العرب الكبار في طريقه للتلاشي والاندثار؟ لست مطلعا بشكل واسع على الشعر العام عربيا، ولا أجد كتابا قصصيين وروائيين الا ما ندر، كبدائل لما عشناه مع روايات القرن الماضي، القرن العشرين مثلا!! الواقع الاغترابي: تعرفت منذ سنوات قليلة بعد زيارتي لأستراليا، على الأدب المهجري الحديث الذي يصاغ تحت مسميات جديدة "الأدب الإغترابي"! وفوجئت من ضخامة دوره الثقافي ومن فظاعة تجاهله أيضا في عواصم العرب المختلفة. ما عدا لبنان الذي يبقى في الطليعة الثقافية بحكم انتمائهم الى لبنان او اندماجهم بالنشاط الثقافي مع اديب لبناني بارز انا أعتبره لوحده اهم من أي دولة عربية في المجال الثقافي والابداعي المتنوع والمتعدد الوجوه. كما تعودنا منذ الأدب المهجري الأول بأعلامه من جبران ونعيمة والريحاني وأبو ماضي وفرحات والمعلوفين.. الخ. الى الأديب الإغترابي (المهجري) المتنوع الابداعات والموسوعي باهتماماته الثقافية الدكتور جميل ميلاد الدويهي وعدد من زملائه في الاغتراب الأسترالي، وربما عدد في الاغتراب داخل الوطن أيضا، نجد ان حضانة اللغة العربية وصيانة تطور الثقافة العربية، أضحت مهمة إغترابية وبجدارة. تذكروا أيها العرب هذا الاسم، جمل ميلاد الدويهي، سيكون له المكان البارز والقيمة الثقافية والتطويرية لكل ثقافتنا العربية، اسوة بالسابقين من جبران وصحبه!! وكل مثقف لا يتابع ابداعاته يعيش منعزلا عن ثقافة مرحلتنا التاريخية برمتها!! جميل أسس موقعا انترنيتيا باسم: (أفكار اغترابية - https://www.afkarightirabiah.com.au) يشارك بالكتابة فيه مجموعة ادباء إغترابيين وعربا من اماكن مختلفة، ومنهم عرب من "فلسطين 48" أيضا، الأكثر اغترابا حتى من ادباء العالم العربي المتواجدين في المهجر. ولعل الفلسطينيون هم الأكثر اغترابا بحكم واقعهم وتنصل العرب من مسؤوليته عن مستقبلهم رويدا رويدا. الى جانب الموقع بدأ جميل الدويهي ينشر مجلة شهرية اغترابية، هي خطوة لتعميق التيار الاغترابي وايصال صوته لكل بقاع الأرض العربية. ونجد أيضا ان أفكار اغترابية أصبحت دارا لنشر الابداعات الأدبية لصاحب الدار ولأدباء مساهمين ومشاركين في النشاط الثقافي. مرة أخرى أؤكد ان هذا النشاط يثمر بديلا عن الواقع البائس ادبا بحالة عالمنا العربي بتركيبته السائدة اليوم، خاصة ونحن على اعتاب نهاية فترة الدواعش كما نتمنى. لكن يبدو ان الدواعش هم الوجه الثاني للعملة العربية. سيحين الوقت لرؤية اكثر عمقا بأن الادباء المغتربين شكلوا حاضنة ثقافية وتطويرية وابداعية لغويا، وبكل مجالات الكتابة الإبداعية والفكرية والفلسفية. [email protected]
نبيل عودة مقدمة: هل الفائض بالنتاج الشعري في ثقافتنا الفلسطينية داخل إسرائيل هو دليل ثقافي وابداعي شعري مشجع؟ هل كثرة الإصدارات الشعرية ووجود متخصصين تحت غطاء يسمى ب "النقد" الذي كثرت صولاته وجولاته لدرجة فقدت التمييز بين الجديد والأقدم، بين الطبخة الشعرية الطازجة وبين الطبخة التي علاها العفن، هو دليل نهضة ثقافية وابداعية في مجال الشعر تحديدا، بينما الجنار القصصي شبه غائب عن الابداع الا بأقلام اقل من أصابع اليد الواحدة، ولا يحظى بالاهتمام الذي يحظى به الشعر لأسباب تبدو لي بعيدة عن الأدب وعن النقد وعن القراءة والانطباع الذاتي من الإصدارات، ويبدو ان افتتاحية النقد تكتب قبل ان يبدأ الناقد بقراءة النص. ما زلت التزم الصمت والابتعاد عن مهزلة النقد في ثقافتنا المحلية قراءة وكتابة، ليس قصورا او خوفا او ترددا، بل لا اريد ان افقد وقتا ثمينا بقراءات مملة والانشغال بعملية تقنيب لا شيء نقدي فيه، رغم اني اقرأ أحيانا نصوصا شعرية جميلة، لكن لعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. ولأسماء لا أجد نشوء بدائل ثقافية لها، في القصة والشعر خاصة !! هل يمكن القول ان عصر المثقفين العرب الكبار في طريقه للتلاشي والاندثار؟ لست مطلعا بشكل واسع على الشعر العام عربيا، ولا أجد كتابا قصصيين وروائيين الا ما ندر، كبدائل لما عشناه مع روايات القرن الماضي، القرن العشرين مثلا!! الواقع الاغترابي: تعرفت منذ سنوات قليلة بعد زيارتي لأستراليا، على الأدب المهجري الحديث الذي يصاغ تحت مسميات جديدة "الأدب الإغترابي"! وفوجئت من ضخامة دوره الثقافي ومن فظاعة تجاهله أيضا في عواصم العرب المختلفة. ما عدا لبنان الذي يبقى في الطليعة الثقافية بحكم انتمائهم الى لبنان او اندماجهم بالنشاط الثقافي مع اديب لبناني بارز انا أعتبره لوحده اهم من أي دولة عربية في المجال الثقافي والابداعي المتنوع والمتعدد الوجوه. كما تعودنا منذ الأدب المهجري الأول بأعلامه من جبران ونعيمة والريحاني وأبو ماضي وفرحات والمعلوفين.. الخ. الى الأديب الإغترابي (المهجري) المتنوع الابداعات والموسوعي باهتماماته الثقافية الدكتور جميل ميلاد الدويهي وعدد من زملائه في الاغتراب الأسترالي، وربما عدد في الاغتراب داخل الوطن أيضا، نجد ان حضانة اللغة العربية وصيانة تطور الثقافة العربية، أضحت مهمة إغترابية وبجدارة. تذكروا أيها العرب هذا الاسم، جمل ميلاد الدويهي، سيكون له المكان البارز والقيمة الثقافية والتطويرية لكل ثقافتنا العربية، اسوة بالسابقين من جبران وصحبه!! وكل مثقف لا يتابع ابداعاته يعيش منعزلا عن ثقافة مرحلتنا التاريخية برمتها!! جميل أسس موقعا انترنيتيا باسم: (أفكار اغترابية - https://www.afkarightirabiah.com.au) يشارك بالكتابة فيه مجموعة ادباء إغترابيين وعربا من اماكن مختلفة، ومنهم عرب من "فلسطين 48" أيضا، الأكثر اغترابا حتى من ادباء العالم العربي المتواجدين في المهجر. ولعل الفلسطينيون هم الأكثر اغترابا بحكم واقعهم وتنصل العرب من مسؤوليته عن مستقبلهم رويدا رويدا. الى جانب الموقع بدأ جميل الدويهي ينشر مجلة شهرية اغترابية، هي خطوة لتعميق التيار الاغترابي وايصال صوته لكل بقاع الأرض العربية. ونجد أيضا ان أفكار اغترابية أصبحت دارا لنشر الابداعات الأدبية لصاحب الدار ولأدباء مساهمين ومشاركين في النشاط الثقافي. مرة أخرى أؤكد ان هذا النشاط يثمر بديلا عن الواقع البائس ادبا بحالة عالمنا العربي بتركيبته السائدة اليوم، خاصة ونحن على اعتاب نهاية فترة الدواعش كما نتمنى. لكن يبدو ان الدواعش هم الوجه الثاني للعملة العربية. سيحين الوقت لرؤية اكثر عمقا بأن الادباء المغتربين شكلوا حاضنة ثقافية وتطويرية وابداعية لغويا، وبكل مجالات الكتابة الإبداعية والفكرية والفلسفية.
#نبيل_عودة (هاشتاغ)
Nabeel_Oudeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعر في ثقافتنا مزايدة ثقافية ام نهضة ثقافية؟
-
ظاهرة انتشار الكتابة الشعرية ونقدنا المحلي
-
الرجولة
-
هاشم يحتفل بعيد زواجه
-
لزعيم !! لوحات قصصية عن الحمير
-
من روائع الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري
-
ليس عضواً في النادي ..
-
نظرة دونية
-
الله لا يحب الملحاحين
-
قصتان ساخرتان
-
موسى والمسيح يلعبان الغولف
-
جولة حكومية تفقدية
-
حكاية فلسطينية: الأحمر، الأسود، الأخضر والأبيض
-
الرئيس الأمريكي في حينا
-
يوميات نصراوي: الشتيمة نفسها في واشنطن وفي موسكو
-
هل تسقط شرائح الخبز على جهة واحدة فقط؟
-
خطـــأ سياسي
-
الهنود الحمر يجمعون الحطب بشكل جنوني
-
حتى يهديهما الله…
-
حتى المسيح عانى من اللاساميين
المزيد.....
-
الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا
...
-
الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي
...
-
-تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار
...
-
مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني
...
-
تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة
...
-
“Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة
...
-
اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن
...
-
والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|