فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 23:08
المحور:
الادب والفن
أجلس
في مطبخ بمقياس متر على نصف قلب حزين.
لي متّسع من كأس نبيذ أحمر,
لكنّ المكان ضيّق جدّا لأغادر كابوسَ طفلٍ يصطاد الفراشات في حقل ألغام.
لا متّسع لي
لأطلق قدميّ للرّيح في وطن يشبه سرير "بروكست"
(يقول المشعوذ و هو يجلدني بعصا الزيتون ليطرد جنّا سكن جسدي النّحيل:
"أنت مصاب بلعنة التشبّه بعمود الإنارة الكهربائيّ, لذلك سَرَتْ شياطين من نار
في صدرك.")
ربّما كنتُ قد قاربتُ العمود طُولاً عندما بَتَرَ السّجنُ رؤوسَ الضّوء بأفكاري!
ربّما كان الأمل في قريتنا أقصر من عشبةٍ شدّها عاشقٌ ساديٌّ من شعرها عندما
أعلمني كاليغولا أنّي لست صديقه ليقتلني!
لا أظنّ أني كنت سأنجو لو مضغتُ لساني,
فعَربات الإمبراطور أُعِدَّت لقطع أوصال الفكرة..
خيوله مسرّجة لسَحْبِي من أطرافي.
لا حاجة لي
بأن أصير عمود إنارة كهربائي
بأن أجمع أشلائي
فالمطبخ الضيّق لا يتّسع إلى أكثر من ربع جسدي
و قد تتّسع طاولتي
إلى كأس نبيذ,
و عشبة أصفّف شعرها..
و نَسْكَرُ مَعًا.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟