نواف سلمان القنطار
كاتب ومترجم.
(Nawaf Kontar)
الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 13:24
المحور:
الادب والفن
لا شيء يزعجني.
لا شيء يزعجني على الإطلاق ...
سوى حبة رمل علقت في لهاتي أثناء أدائي النشيدَ الوطني في هذه الصحراء الكبرى...
يقول مريض الربو المساق إلى سجنه المؤبد.
*****
لا شيء يزعجني.
لا شيء يكدرني على الإطلاق...
ربما...
عندما يغسل زوجي يديه فوق حوض الصحون في المطبخ.
تقول امرأة شاردة الذهن.
ثم تمسح عينيها بمنديلها الصغير...
فالريح تحمل حبات غبار الطلع هذا الصباح.
*****
لا شيء يزعجني.
لا شيء يزعجني أبداً...
إلا غياب أبي، وبكاء أمي الدائم...
يقول طفل صغير.
ثم يستدرك هامساً:
ومدّرس التربية الوطنية...
*****
لا شيء يزعجني.
لا شيء يزعجني البتة
سوى إعراب: إذا الشرطية.
يؤكد أستاذ اللغة بثقة...
وإذا توخيتُ الدقة، فإن إعراب " حتى" يضايقني أيضاً...
*****
لا شيء يزعجنا...
لا شيء يزعجنا...
لا شيء يزعجنا يا حبيبنا...
لا شيء يزعجنا " At all".
تهتف جماهير الشعب المحتشدة أمام قصر الضيافة بحماسة منقطعة النظير.
***
لا شيء يزعجني،
لا شيء يزعجني على الإطلاق...
سوى تبول الكلاب عند أسفل قدميّ
وسلح الحمام على رأسي وكتفيّ.
يهمس التمثال البرونزي العملاق الرائع الواقف
في الحديقة الوطنية العامة شاكياً
لسرب من الطيور المهاجرة...
#نواف_سلمان_القنطار (هاشتاغ)
Nawaf_Kontar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟