أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - حرب التهريب الإسبانية على المغرب.. هل سينقلب السحر على الساحر ؟!














المزيد.....

حرب التهريب الإسبانية على المغرب.. هل سينقلب السحر على الساحر ؟!


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 7153 - 2022 / 2 / 5 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اطلعت على تقرير صحفي يطرح، عبر استقصاء و تحليل المعطيات، سيناريوها قابلا للتنزيل على أرض الواقع على المدى القريب.. يتعلق الأمر بسيناريو انقلاب السحر على الساحر الفرنكوي عبر حدوث حركة معاكسة لتهريب السلع من المدن الشمالية للمغرب نحو الثغرين المحتلين خاصة و نحو المدن الإسبانية بشكل عام.
كيف سيحدث هذا السيناريو ؟!
لنمارس التحليل الاستراتيجي، كعادتنا، لأن الأمر حقيقة واقعية و ليس خيالا جامحا يدعمه التنجيم !
** كمُدخَلات
.. لابد أن نقر أن المغرب قد عانى، على امتداد عقود من تاريخه المعاصر، من الاختراق الاقتصادي الذي مارسته إسبانيا على الجهة الشمالية خاصة، و على كل المدن المغربية بشكل عام، مما أثر سلبا على القطاعات الإنتاجية الوطنية و أصاب بعضها بالإفلاس، الأمر كان يتجاوز حدود التبادل التجاري بين بلدين جارين تجمعهما حتمية الجغرافيا، و لكنه كان أقرب إلى حرب اقتصادية موجهة سياسيا من أجل إنهاك المغرب و جعله فقيرا جاهلا كما أوصت بذلك الجدة إيزابيلا أحفادها الفرنكويين !
و فعلا، حققت هذه الحرب الاقتصادية غايتها و شلت الحركة الاقتصادية، عبر اختطاف جهتين ترابيتين مغربيتين بأكملهما( الجهتان الشمالية و الشرقية) و توظيفهما كحصان طروادة لدك حصون المغرب الاقتصادية و شل عجلة الإنتاج الصناعي، و ذلك عبر توظيف خطة التهريب المعيشي الذي يقدم، ظاهريا، كفرص شغل موجهة لمحاربة البطالة و توفير موارد العيش لملايين المغاربة !
** كمُخرجات
.. يجب أن نقر، كذلك، أن التحول الجوهري في هذا المشهد/السيناريو وقع مع وصول الملك محمد السادس إلى سدة الحكم حاملا معه تصورا استراتيجيا جديدا شكّله أكاديميا في شهادته للدكتوراه حول علاقة المغرب مع الاتحاد الأوربي. هذا التصور هو الذي تم تنزيله سياسيا عبر رسم المعالم الجديدة للعلاقات المغربية-الأوربية التي انتقلت، بعد عقدين من الشذ و الجذب، إلى علاقات متوازنة و متكافئة يمارس خلالها المغرب حقه في الرفض و الاحتجاج، و يدافع عن حقوقه بقوة و جرأة دون خوف أو تردد.. و هكذا ولد مغرب اليوم الذي يختلف، جوهريا، عن مغرب الأمس !
لا يمكن، إذن، استيعاب هذه الحركة الاقتصادية المعاكسة دون وضع المشهد كاملا ضمن سياقه الخاص، فالمغرب لما مارس سيادته على المعبرين الحدوديين و أفشل بذلك خطة التهريب المعيشي التي كانت تشل اقتصاده، كان يتوفر على البديل الاقتصادي الذي يتمحور حول الاستثمار البحري الضخم (ميناء طنجة المتوسطي) الذي عوض المعبرين البريين و ساهم في تحقيق الانتقال السلس من مرحلة تهريب السلع إلى مرحلة تصدير و استيراد السلع، و بالإضافة إلى ذاك شرع المغرب في تهييء المناطق التجارية الحرة و إبرام الاتفاقيات الاقتصادية مع الشركات الإنتاجية الكبرى و العلامات التجارية العالمية.
** المغرب يجني الثمار اليانعة لتصوره الاستراتيجي الجديد
.. هكذا تحولت الجهة الشمالية إلى قلب المغرب النابض، حيث تستقر كبرى شركات تصنيع السيارات و الطائرات، و في الأفق القريب ستستقر العلامات التجارية العالمية و على رأسها علامة "إيكيا" التي أبرمت الاتفاقية، و ينتظر المغرب قدوم علامات تجارية عالمية جديدة، و هذا مؤكد بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي الذي يساعد هذه العلامات التجارية على ربح المنافسة و تحقيق الأرباح.
بقي أن نشير، في الأخير، إلى أن المغرب، الحيوي و النشيط المرتبط باتفاقيات سياسية و اقتصادية مع قوى دولية كبرى، أكبر من أن ينافس الجار الفرنكوي عبر التهريب !!! فاستراتيجيتنا تتجاوز هذا الأفق المسدود الذي يحمل من رائحة السياسة أكثر ما يحمل من روح الاقتصاد.. المغرب، اليوم، قادر على محاصرة إسبانيا كلها و ليس الثغرين المحتلين و حسب ! و ذلك عبر استراتيجيا اقتصادية متكاملة التخطيط قادرة على تحويل المغرب إلى مركز دولي، بعدما كان يخطط الحلف الأوربي المسيحي لتهميشه عبر تعميم الجهل و الفقر !
لتترنح الجدة إيزابيلا في قبرها يأسا.. و لترتح أرواح أجدادنا المؤسسين لحضارة الغرب الإسلامي، بعاصمتها المراكشية، بسلام.. أحفادكم قادمون و سيعيدون للمغرب الأقصى أمجاده.. و إن غدا لناظره قريب !



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار وضع السطاتيكو.. النظام الجزائري في مواجهة مغرب جديد
- مواجهة التحدي الصفوي رهان معرفي
- المغرب في مواجهة سدنة الاستعمار الفرنكفوني-الفرانكوي
- أسطورة السنة الأمازيغية.. منطق التحليل الملموس للواقع الملمو ...
- من الجوار الجغرافي إلى الجوار الافتراضي.. المغرب يوظف منطقا ...
- منظمة HRW حينما تزيف تحت الطلب !
- من مفوضيتي سبتة و مليلية الحدوديتين إلى مفوضيتي سبتة و مليلي ...
- بين الخط الثوري و الخط الإصلاحي .. التجربة المغربية نموذجا
- في الحاجة إلى درس الأستاذ محمد عابد الجابري **
- أمين معلوف شخصية العام الثقافية.. تتويج عربي مستحق لمثقف الن ...
- التحالف الفرنكو-عرقي في مواجهة ثوابت الوطنية المغربية
- أيها الفرنكفونيين المغاربة ! حزب الجبهة الوطنية اليميني المت ...
- الرموز العرقية بديلا للرموز الوطنية.. من العلمانوية العرقية ...
- بين الانفتاح و التبعية .. قراءة في التحذير الملكي للوزير الت ...
- الإيديولوجية العرقية في مواجهة ثوابت الوطنية المغربية
- التطرف العرقي في المغرب بين الوعي الشعبي و الإعلان الرسمي
- أوهام المثقف العرقي .. الأساطير في مواجهة حقائق التاريخ و ثو ...
- - شعار الانفتاح اللغوي في أفق فرنسة التعليم المغربي
- اللوبي الفرنكفوني و منطق اللعب بالنار .. توظيف المؤسسة الملك ...
- المشروع الفرنكفوني في المغرب من القوة الثالثة إلى حزب التقنو ...


المزيد.....




- -بحب أغيظهم-.. محمد رمضان يعلن عن جديده بعد جدل إطلالته في - ...
- لقطة تثير تفاعلا واسعا خلال استقبال أمير قطر لأحمد الشرع في ...
- الكويت.. فيديو يُظهر مرافقة مقاتلات من سلاح الجو لطائرة السي ...
- ضربة إسرائيلية تستهدف غرفة مسبقة الصنع في جنوب لبنان
- الجيش الأمريكي قد يخفّض أعداد قواته في سوريا إلى النصف
- من الأفيال إلى النمل.. تحول خطير في عمليات -قرصنة الحياة الب ...
- ترامب يرسل روبيو وويتكوف في مهمة إلى باريس
- -البنتاغون- تعلق على تقارير حول تقليص قواتها في سوريا
- مسؤولة إغاثية تحذر من كارثة ستحل بأطفال أفغانستان بعد قطع ال ...
- المشروبات الكحولية الأكثر خطورة على الصحة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - حرب التهريب الإسبانية على المغرب.. هل سينقلب السحر على الساحر ؟!