أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - نساء الحكومة المحجوبات والصامتات














المزيد.....

نساء الحكومة المحجوبات والصامتات


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7153 - 2022 / 2 / 5 - 13:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



يكثر الحديث خلال هذه الأسابيع (التي بدأت تلوح فيها بوادر السنوات العجاف فعلا لا قولا)، عن الإشكالية التواصلية التي تعترض سبيل رئسية الحكومة،

وأغلب المشاركين/ات في هذه الحكومة، وهم/ن يواجهون وضعا مركّبا اتّسم منذ البدء، بالتأزم. وقد يكون من المفيد مقاربة هذه الأزمة التواصلية من منظور مختلف عن الطرح المألوف. فماذا لو اختبرنا مسألة الزعامة النسائية والأداء النسائي في المجال السياسي؟
لقد استبشرت مجموعة من التونسيات/يين بتعيين أوّل رئيسة حكومة وعدد من الوزيرات في مواقع صنع القرار وصياغة السياسات التي من المفروض أن تغيّر طريقة تصوّر السياسة ونمط ممارستها. فبعد أن خبرنا عقدا من الزمن هيمن فيه الرجال على الحكومات وفرضوا علينا تصوراتهم وقيمهم وطريقتهم في إدارة المرحلة (وفق منطق الغنيمة) فانتزع بعضهم المناصب بفضل بنى القرابة والمصاهرة أو الولاء وغيرها من المعايير، ها أنّ الفرصة تُتاح للنساء(بعد أن أغرقت القيادات السفينة) حتى يدلين بدلوهن ويفرضن ذواتهن ويبتكرن حلولا تتلاءم مع الوضع. فهل استطعن عرض رؤيتهن الشخصية لإدارة البلاد في هذه المرحلة العصيبة، وتغيير أساليب العمل، ومن ثمّة إرباك التمثلات الخاصة بعلاقة النساء بالسياسة؟

لا نحسب أنّ كلّ التونسيين والتونسيات يعرفون الوزراء والوزيرات يكفي أن تسأل حتى تفاجأ بلامرئية أعضاء الحكومة باستثناء بعض الوجوه كوزير التربية الذي حافظ على موقعه. وإسدال الحجاب على أعضاء الحكومة رجالا ونساء يستفيد منه الرئيس فيكون دائما في المركز، وبؤرة التحديق باعتباره منتج الخطاب وموجّه الرسائل ومفسّر الأوضاع، وصاحب السردية الرسمية، وواضع السياسات... ونزعم أنّ تحكّم «الرئيس» في أشكال حضور الوزيرات /اء وتقييد مجالات مشاركتهم/نّ في وسائل الإعلام يرسّخ أوّلا: أبويّة الدولة إذ يُجمع الرئيس/الأب/الحامي في المجلس الوزاري الأبناء/الوزراء/ات من حوله ممارسا سلطة الخطاب والتوجيه والانتقاد... وثانيا: حجب النساء، وتصميتهن.

ولاشكّ أنّ الرضوخ لقرار عدم التعامل مع وسائل الإعلام إلاّ في بعض الحالات التي تستدعي التوضيح والردّ، كان له انعكاس على مرئية رئيسة الحكومة، والوزيرات، من جهة، ومثّل سببا أعاق مسار بناء صورة القياديّة ، والزعامة النسائية، من جهة أخرى. فبالرجوع إلى مقومات الزعامة السياسية نتبيّن أنّ من أركانها: القدرة على ممارسة السلطة الفعلية بما فيها سلطة التواصل مع الجميع، والمشاركة في صياغة السياسات،وبناء الثقة في الحكومة، والتأثير في الجماهير، وهي أمارات غائبة مما يجعلنا نعتبر أنّ حضور النساء في «حكومة بودن» باهت ولا يعكس آمال عموم التونسيات، ولا التوقّعات التي حدّدتها الأدبيات النسوية للأداء النسائي المميّز والمشاركة السياسية الفاعلة.

لا نعتقد أنّ الوزيرات مقتنعات بمثل «زُر غبّا تزدد حبّا» وأنّهن زاهدات في المرئية ذلك أنّ ممارسة السياسية تقتضي القدرة على المواجهة والتفاعل المستمر، والظهور، والتواصل لاسيما في عصر هيمنة الصورة كما أنّ النمط «الأنثوي» المجدّد لممارسة السياسية يولي للتفاعل والتواصل مع الآخرين أهميّة بالغة.
ولكن مادامت «بودن» والوزيرات منخرطات في بنية ذكورية لممارسة السلطة والسياسية فإنّه يعسر عليهن التغيير لاسيما وأنّ الرجال هم أيضا محجوبون ومتقبّلون للأمر الواقع. كما أنّ نساء الحكومة مقتنعات بأنّ «الطاعة» أسلم من «التمردّ والعصيان والمقاومة»، وأنّ من دخلت عالم السياسة وانتفعت بالامتيازات لا يجوز لها «نكران الجميل.

ونذهب إلى أنّه ليس بمقدور الوزيرات تفنيد تقييمنا لشكل حضورهن في السياسية مادمنا لا نراهن ولا نسمعهن إلاّ لماما. بل أنّى لنا أن نُنصفهن ونقدّر جهدهن أو نتبيّن وجود قرارات مستقلة وجريئة... والمعلومة محجوبة ولا واحدة كسرت القاعدة وأفصحت عن تصوراتها!
إنّ مقاومة التونسيات لتاريخ من الإقصاء والتهميش والتصميت، ونضالهن الطويل من أجل المشاركة السياسية المنصفة وبناء القدرات واتخاذ القرار وبناء الزعامة النسائية، وتحقيق الريادة في المنطقة يجعلهن اليوم أكثر إحساسا بخيبة الأمل وشعورا بالغبن.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء احتفالي أم تصفية للحسابات ؟
- الاستشارة الإلكترونية؟
- 14 جانفي وأشكال توظيف التواريخ
- أن تكون نصف مواطن/ة
- واقع الحقوق والحريات بعد 25 جويلية
- هل تحوّل موقع المؤسسة العسكرية؟
- «صمت الدولة يقتل النساء»
- الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود
- رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»
- «شهادة للتاريخ» عن الخروج من التاريخ
- في أشكال الردّ على العنف الممارس في الفضاء المدرسي
- التونسيون وخطاب الكراهية
- يوتوبيا «الشعب يريد»
- رئيسة الحكومة ومسار الاختبارات
- هل ما زالت فسحة من الأمل ؟
- رئيسة الحكومة التونسية بين المفعولية والفاعلية
- لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة
- مواقف القيادات «الجهادية» من «خروج » النهضة من الحكم
- الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»
- تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات


المزيد.....




- هل الحجم بيفرق؟
- 7 تمارين مهمة لكل امرأة بلغت سن الـ40
- احتجاجات حاشدة في لندن رفضا لحكم يستبعد النساء المتحولات جنس ...
- على طريق تحوله إلى اتحاد.. نضال المرأة يعقد مؤتمر العام الرا ...
- زيادة منحة المرأة الماكثة الجزائر 8000 دينار.. حقيقة أم شائع ...
- أمين عام رابطة العالم الإسلامي: -تعليم المرأة حق مشروع- والك ...
- تونس.. ما سبب الجدل والخوف من تلقيح الفتيات ضد سرطان عنق الر ...
- بقائي: قتل الاطفال بغزة جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وابادة ...
- شهاداتٌ من رحم الألم: مجازر الساحل السوري تهزّ الوجدان الإنس ...
- خطوات منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - نساء الحكومة المحجوبات والصامتات