فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7153 - 2022 / 2 / 5 - 11:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد ظهرت فكرة الديمقراطية والممارسات التي تجسدها في النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد وشاعت بين قدماء اليونان الذين قدر لهم أن يمارسوا تأثير لا مثيل له على تاريخ البشرية بحيث شكل ذلك الفكر منعطفاً تاريخياً في المجتمع الإنساني عندما تجسدت صورة الديمقراطية من خلال النظام السياسي ينظر أفراده بعضهم إلى بعض بوصفهم أنداداً سياسيين يتمتعون جماعياً بسيادة واستقلالية ويمتلكون كل الطاقات والإمكانيات والموارد والمؤسسات التي يتمتعون بها ويحتاجون إليها من أجل حكم ذاتهم وأصبحت الديمقراطية منهج وأسلوب العمل ومنظومة أفكار وآليات ومؤسسات لم تكتمل وتنضج وتصل إلى هذا المستوى من الكمال والتطول إلا بعد قرون من الزمن والمراحل والصراعات والنزاعات بين أنصارها وخصومها وأصبحت ظاهرة في الوجود تؤكد حقيقتها من خلال السلوك والممارسة والتصرف في المجتمع الإنساني ... حينما ظهرت المجتمعات الإنسانية وظهور الطبقات فيها ظهر مفهوم الدولة السياسية والمجتمع المدني الذي أعدهما التقليد الفلسفي للمفكرين مع تطور المفهومين من لوك إلى جان جاك روسو وآدم سميث وهيغل يوضح أن الديمقراطية ليست في الظاهر إلا شكلاً معين للدولة الحديثة من بين أشكال أخرى ولكنها في الحقيقة والواقع ما هي إلا حقيقة جميع أشكال الدولة التي هي ديمقراطية بذاتها في تعاملها مع الإنسان والتي يكون شكلها الخارجي لا يتعارض ويتناقض مع جوهرها وقد أصبحت هي السر القاطع لجميع دساتير العالم والدساتير وجدت كعقود بين الإنسان وبين الدولة التي تعتبر مؤسسة خدمية للشعب وأصبحت الديمقراطية وجدت للإنسان ومن أجل الإنسان وجعلت من الدولة الإنسان هو الموضوع في عملها وسلوكها وتصرفاتها لأن الديمقراطية تقيم الاقتراع العام وغير المحدود من خلال جعل الإنسان ممثلاً للإنسان الآخر وتوجد الدائرة السياسية المجردة مع الحياة الملموسة والواقعية للشعب بكامله وتجعل هذه الحياة الملموسة راجحة الكفة بين الإنسان والدولة باعتبارها تحسم التناقضات في المصالح التي تقسم المجتمع المدني ضد نفسه والأفراد فيما بينهم ومن خلال ذلك تضمن حقوق جميع المواطنين بحيث لا تنحاز لإنسان دون إنسان آخر بحيث تصبح هذه الحقوق تعبر بشكل حقيقي وواقعي عن الجماعة الإنسانية وليس تستخدم الديمقراطية كأقنعة تضمن مصالح الدولة المنحرفة السيئة التي تزيف إرادة المواطن وبالتالي تؤدي إلى الخلل في العلاقة بين الإنسان والدولة حينما تنحرف الدولة عن أهدافها كدولة للقانون والحق وإنما يتجسد ويتمحور عمل الدولة ودورها إلى جانب تحقيق الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية لجميع أبناء الشعب بدون تمييز واختلاف والدولة تكون حيادية وتقدم خدماتها ورعايتها إلى جميع الأجندة الطائفية والقومية وعدم التمييز والتفريق والانحياز بينهم.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟