مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 10:19
المحور:
الادب والفن
سلاما لك يا وطني . مع الفجر .. مع الصباح تأتي الولادات .
في الخريف تحرث الأرض .. لتحتضن بين أخاديدها , حبّات القمح والعرق ,
فتأوي رحم الأرض فصلي الخريف والشتاء .. لتستفيق في الربيع أحلام الفلاّحين .
وفي مقدّمات الإعتدال الخريفي .. تعود أسراب السنونو إلى أوطانها الأم .. إلى الطقس اللطيف بين أفنان الشجر ,
لتزغرد , وتغنّي من جديد , أغاني الحريّة .. وموسيقى السلام والفرح .
والنبات .. كل النبات , بأزهاره ووروده , ينمو مجدّدا , يترعرع ويزهو خضرة ولونا , في دورة أخرى .. في حضن الخريف –
لتعود البسمة للحقول , بعدما لوّحتها حرارة الصيف .. وقيظ النهار .
والأشجار المعمّرة .. ترفل بالأحمال والثمار , لتجنيها الأيادي المتعبة غلالاّ تأوي إلى المخازن والإهراءات .. غذاء في الشتاء , للأفواه .. للجياع ...
وهاهي عواطف الأحرار النبيلة .. المخزّنة في دروب النضال والتضحيات .. والإحتراق ,
تتقرّح , تتفجّر , حنينا وشوقا .. إلى صدر الوطن .. إلى ساحة الحرية .. والتلاقي ,
فتعتمل , وتولع الأحاسيس الوطنية .. وينطلق الخيال , وشوق الإنتظار لوجوه الأحبّة .. ورائحة الوطن ....
فتنسكب كلمات النثر فوق السطور بلا تعب كحبّات المطر ..
كندف الثلج .. كأزاهير حقل تتسابق لزينة عروس قروية ,
كشلاّل ياسمين .. انهمر من أسيجة قلبي .. وشال عرسي ,
ليكتب الخلجات بسرعة تدفّق نهري دجلة وبردى .. فوق مروج الأحاسيس .. وأودية الصبر .. وضفاف الإنتظار والألم , فتتعطّر المسافات .. بقصص النضال وذكريات الأحرار ..
لتبدأ ولادة النصر .. والعودة إلى الأحضان .. إلى التراب المبلّل بندى الدموع .. وصلاة الحبّ والخشوع ,
لنطوي صفحة عتيقة , ثقيلة , مريرة , بطيئة , في التقويم , وطويلة في الزمن في الإمتداد .. في المسافة ,
لنفتح صفحة للفرح .. والمسرّة .
الولادات .. ثقل , إنتظار , صبر , ألم , مخاض , فرح , ومتعة .
ثورات التغيّير ضروريّة , حتميّة , مصيريّة – ولو تأخّر انتظارها .
فولادة الثورات جميلة ,
وولادة النوع جميلة .. ورائعة ,
والأجمل .. ولادة الشعر .. ونبض الكلمة ,
كلّها تنبع من الذات .. والنواة
تنبع من الأرحام .. والمعاناة ..
تحمل ضمّات الزهر .. وقبل التهاني والفرح
وعطر النارنج ..
وتأتي الولادة مع خيوط الفجر .. مع شمس النهار .. !
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟