أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن البشاري - العرب في الغرب














المزيد.....

العرب في الغرب


محمد حسن البشاري
(Mohamed Beshari)


الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لفت إنتباهي خبر في موقع البي بي سي عربي بتاريخ 29/01/2022 يفيد بتبرع السيد/ عاصم علام مالك نادي هال سيتي Hull City السابق بمبلغ 3 ملايين جنيه أسترليني لبناء مركز أبحاث وعلاج لمرضى السكري والذي تم افتتاحه مؤخرا بعد أن كلف 7.5 مليون جنيه أسترليني فتسآلت بيني وبين نفسي كيف يتبرع مصري لبريطانيا وبلده الأصلي في أمس الحاجة لكل باوند وبنس وراجعت ملفه في ويكيبيديا الذي وجدته في النسخة العربية ملفا قصيرا جدا لا يشبع ولا يغني من جوع إلا أنه في الهامش يوجد رابط لفيديو مكتوب عليه بأنه تعرض للتعذيب في سجون عبد الناصر ولذلك فهو قد هرب من الحكم الديكتاتوري العسكري في مصر في نهاية الستينات وعلى الرغم من أنني لست من هواة مشاهدة الفيديوات على النت الا أنني نقرت على الرابط الا ان الفيديو كان غير موجود وفي النسخة الإنجليزية وجدت أنه قد تبرع في 2016 بمبلغ 7 مليون جنيه أسترليني الى مبنى طبي في جامعة هال Hull و 8 مليون في 2019 الى جامعة هال الطبية بالإضافة الى تبرعاته الى حزب العمال البريطاني وبطبيعة الحال شراؤه لفريق هال ورعايته لبطولات السكواش البريطانية منذ 2011 والتي تم نقلها الى مدينته المفضلة هال منذ 2013 وغير ذلك من تبرعات ولم أجد له تبرعا واحدا لبلده الأم مصر وحدث مثل ذلك من محمد الفايد مالك متجر هارودز الشهير الذي اشترته منه قطر بمبلغ 1.5 مليار باوند في 2010 والذي أقسم أن لايعود الى مصر بعد تأميم ممتلكاته في بداية الستينات ولغيره ممن لا تحضرني أسمائهم فلماذا نجد هذا السلوك متداولا كثيرا لدى الأثرياء العرب الذي قد نجد له عذرا (غير مبرر) مقابل الأثرياء العرب الذين لم يغادروا أوطانهم أصلا وخاصة أثرياء الخليج الذين نسمع عن تبرعاتهم في الغرب من حين الى آخر ومن المفارقات أن تجد الغرب دولا وأفرادا وجمعيات يتبرعون الى الشعوب العربية البائسة ولتشخيص هذا السلوك يحتاج الى دراسة معمقة من الخبراء في المجالات الطبية والنفسية والاجتماعية الا أنني أستطيع أن أدلو بشئ منه هنا بالقول أن من أشد ما يقع في نفوس البشر الذين يضعهم حظهم العاثر للعيش تحت حكم ديكتاتوري (وخاصة الاستبداد الشرقي منه) هو ذلك الانكسار النفسي وتشويه روحهم الوطنية فهذا المصري لا يشعر بأي إنتماء الى مصر على الرغم من أنه عاش شبابه فيها ولم يغادرها الا في عمر29 عاما وعلى الرغم من فترة سجنه التي يبدو بأنها لم تكن طويلة الا أنها جرحته جرحا لم يندمل ويبدو أنه طلق مصر والعرب بالثلاث وهذه ذكرتني بقصتين لشخصين ليبيين من البسطاء أحدهما كان يعمل في أحد حقول النفط التابعة لشركة إسو في نهاية السبعينات أو بداية الثمانينات تحصل على دورة تدريبية في أمريكا فألتقى مع امراءة مسنة ترغب في الزواج فتزوجها وصار مديرا للمقهى/البار الذي كانت تملكه ولما زاره أحد زملأه وأصدقاءه المقربين السابقين في الشركة والذي كان يرغب في الهجرة الى أمريكا رحب به في منزله عدة أيام الى أن استأذن منه في الخروج من البيت فسأله الى اين فقال له أنه يريد اجراء مكالمة هاتفية الى أهله في ليبيا فرد عليه بأن يأخذ حقيبته معه ، أما الآخر ففي لندن أستضاف عددا من الليبيين المقيمين فيها وكانوا من مدينته بنغازي فأخذوا في الحديث عنها وعن أسواقها وشوارعها بحنين وشوق جارف لها فأخرج جواز سفره وأشعل فيه النار أمامهم قائلا لهم هذه ليبيا وبنغازي اللي صدعتوني بها وكلا الشخصين لم يتعرضا للسجن والتنكيل فما بالك لمن تعرض لهما بل أن الثاني كان متزوجا وله بنتا واحدة على الأقل هي التي جعلته يرجع الى بنغازي في شيخوخته عندما تقدم أحدهم لخطبتها فأشترطت عليه أن يكون والدها (وكيلها) حاضرا.
ومن المفارقات أيضا أن لا نجد مثل هذه التبرعات لدينا ممن كونوا ثروات سواء ممن أستفادوا في النظام السابق أو من فبراير وبطبيعة الحال فإن الأخيرين غلبوا الأولين بمراحل كثيرة لم تخطر على بال الشيطان نفسه فراكموا الثروات بجميع العملات في الداخل والخارج نقدا وعينا بالقانون وبغيره ولم تحدثهم أنفسهم ولو مرة واحدة بأن ينفقوا شيئا على هذا البلد المنكوب بأن يشيدوا مبنى تهدم من أثر الحروب مثلا أو أن يساهموا في توفير السيولة بدل التربح من الأزمة ، بل نجد أن الكثير ممن فتح باب التبرع لصيانة ما تهدم يقومون إما بسرقة التبرعات أو بإنفاقها في بنود يفترض بأنها ليست من الأولويات ليزيدوا من معاناة المتبرعين المعوزين أصلا الذين تبرعوا من لحمهم ودمهم تعاطفا لبناء ولو الجزء اليسير مما تهدم.
وتحضرني هنا الرسائل التي أستلمناها من شركة المدار للتبرع بمبلغ 5 دينار للجمعية الليبية لدعم جامعة بنغازي في عام 2018 فتبرع الكثيرين بهذا المبلغ وبأكبر منه كل حسب قدرته لورود الرسالة أكثر من مرة وحتى تاريخه لا يزال أبناؤنا وخاصة في كلية الهندسة يدرسون في قاعات تتسرب من أسقفها المياه أغلبها بدون أبواب ولا نوافذ في هذا البرد القارص في حين أنه يتم انفاق الكثير من الأموال لصيانة مبنى الإدارة العامة والتشجير والبستنة في المدخل لتسر الناظرين من الموظفين وليذهب ابناؤنا الى الجحيم.

تنويه:
تم التطرق الى العلاقة الجدلية بين العرب والغرب (الشرق والغرب) في العديد من المقالات السابقة منها التالي:
• لندنستان إضغط هنا
• التقوقع الفكري لدى العرب إضغط هنا
• غويتيسولو يفضح العرب إضغط هنا
• سلمان العبيدي ... مجرم أم ضحية إضغط هنا
• الشرق والغرب https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=628557



#محمد_حسن_البشاري (هاشتاغ)       Mohamed_Beshari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم الجهل
- الحرام
- التعقيب على مقال (سلوى حجازي)
- الشاهد مع المقريف والحجازي
- سقوط المثقف (غسان سلامة نموذجا)
- السقوط
- تحرير طرابلس
- فساد في ليبيا
- الشرق و الغرب
- الطفولة الأبدية (4)
- الطفولة الأبدية (3)
- التقوقع الفكري لدى العرب


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن البشاري - العرب في الغرب