أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - قصف مطار بغداد جريمة والجميع في النظام وحماته متهمون!














المزيد.....

قصف مطار بغداد جريمة والجميع في النظام وحماته متهمون!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 7149 - 2022 / 1 / 30 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن قصف مطار بغداد جريمة قذرة وحماقة غبية استهدفت المسافرين المدنيين العراقيين دون غيرهم، وأعطت إشارة واضحة إلى المدى الإجرامي الذي يمكن للمجموعات المسلحة الفالتة أن تصل إليه في صراعها على مغانم السلطة مع خصومها في المنظومة الحاكمة الطائفية العرقية والتي هي جزء عضوي منها. لقد أكد القاصفون أنهم لن يترددوا في قتل آلاف العراقيين على الطريقة الداعشية والمس باللحم الحي للمواطنين العراقيين الأبرياء من أجل تحقيق أهدافهم السياسية الظلامية وأن تشدق بعضهم - وخصوصا هذه المجموعة التي قصفت المطار - بعناوين مقاومة الاحتلال هو كذب وتدليس ومتاجرة رخيصة بدماء الناس.
حسناً فعل الإطار التنسيقي بإدانة هذه الجريمة وبوصفها بالفعل "الإجرامي الإرهابي"، ولكن هذا لا يكفي فلكي يعطي الإطار وأي طرف أدان هذه الجريمة صدقية لإدانته اللفظية يجب عليه أن يدعو إلى رفع الغطاء السياسي والاجتماعي عن هذه المجموعة وتقديمها للقضاء وتزويد القضاء بما في حوزته من معلومات حول حيثيات هذه الجريمة. أما المتباكون على هيبة الدولة فهم لا يقلون نفاقا وزيفا عن غيرهم في النظام لأنهم عجزوا ويعجزون عن حماية المواطنين وعبثوا ويعبثون بثروات البلاد ومقدراته ويستمرون في الخضوع والتبعية لأوامر وقرارات "المندوب السامي" في السفارة الأميركية ولا يجرأون على كسر أصغر الممنوعات الأميركية كحل مشكلة الكهرباء! إنهم الوجه الآخر لعُملة الخراب والتبعية وفقدان الاستقلال والسيادة الوطنية!
وفي ضوء ما سبق، فربما يكون من المفيد، في أجواء الاستقطاب السياسي والأمني الحالي التذكير ببضع نقاط كنت أظنها بديهية لكثرة ما كررتها في كتاباتي:
1-لا فرق جوهرياً من وجهة نظري بين جميع أحزاب ومليشيات المنظومة الحاكمة من أقصى يسارها الشيوعي المزيف إلى أقصى يمينها الإخواني والليبرالي المحافظ والقومي الكردي والعربي والولائي التابع لإيران طالما اشتركت هذه القوى والشخصيات في العملية السياسية الطائفية ودستورها المكوناتي.
2-مازلتُ أرى أن من حق أي عراقي -حتى لو كان متهما بالفساد- أن يقاوم الاحتلال والهيمنة الأميركية والاحتلال التركي والوجود العسكري الأجنبي كله بالسلاح حتى طرده دون أن يعني ذلك السكوت على فساد الفاسدين ومتاجرة المتاجرين أو تبريرهما أو الدفاع عنهما.
3- لا أثق بإعلام المجموعة التي تسيطر على الحكومة اليوم والأطراف الداعمة لها كتحالف الصدر والبارزاني والحلبوسي، ولا بما يقوله ويكرره إعلام خصومها والساعين للحلول محلها في تحالف المالكي والعامري والخزعلي، وأحاول أن استعمل عقلي الخاص بطريقة نقدية شكاكة. وكل حدث أو جريمة حدثت حتى الآن، من قتل المتظاهرين السلميين وحتى قصف مطار بغداد، وحتى قبل ذلك من جرائم في سنوات الاقتتال والقتل على الهوية الطائفية، كل هذه الجرائم لا يمكن تبرئة حلفاء واشنطن أو طهران منها وبين هؤلاء وأولئك تتحمل الجماعات التكفيرية كالدواعش مسؤولية وعارا خاصين وهي تعترف بجرائمها على كل حال!
4- حين أكتب وأحلل حدثا ما، أسعى جاهدا لاستعمال عقلي النقدي الشخصي وأتجاوز الانحيازات العقائدية البدئية التي أحملها كشخص منحاز طبقيا وفكريا وأيديولوجيا إلى اليسار، وأحاول التمرد على الانحيازات الاجتماعية الفطرية والكامنة في اللاوعي والتي لا يخلو منها أي إنسان بهدف تعطيلها أو تحييدها، فأهجر الأحكام المسبقة والجاهزة من قبيل اتهام الطرف الأميركي تلقائيا ودون تفكير وهو الطرف الذي لا يحتاج إلى اتهام، ولكن ذلك قد يؤدي إلى تعطيل العقل والبحث العقلاني عن طرف متهم محتمل آخر.
5-لذلك ينبغي البحث عن بصيص من الضوء في ظلمة الكذب والدجل وانعدام الشفافية الإعلامية والطمطمة المتبادلة بين أطراف الحكم الفاسد، فطالما كان الجميع مشاركا ومسؤولا عن الكارثة التي حلت بالعراق وشعبه وماحدث فيه طوال العقدين الماضيين وهي مستمرة دون انقطاع فالجميع متهمون ومسؤولون عما يحدث ولا يمكن تبرئة أي طرف مسبقا، وحتى السخرية من حيل وأكاذيب طرف ما دون إدانة الطرف الآخر يمكن أن تفسر - في مناخ الاستقطاب السياسي والطائفي الحالي - وكأنها دفاع عن ذلك الطرف!
6- بخصوص جريمة قصف مطار بغداد، وبكلام أكثر وضوحا، أعود وأكرر أن هذه الجريمة جاءت في سياق تتطاحن فيه أطراف المنظومة الحاكمة على الحكم بعد ان خرج الجميع ملطخين بدماء شهداء انتفاضة تشرين وأخمدوها أو جيَّروها لمصلحتهم، وفي سياق سعي بعض الأطراف للقيام بعمليات مسلحة متواصلة وتهديدات علنية وجهت لرئيس الحكومة وحلفائه وبلغت درجة تهديده بقطع أذنيه، واستهدفت الوجود الاحتلالي الأميركي، ولذلك فلا يمكن تبرئة الأطراف المليشياوية والحزبية الخاسرة للانتخابات، ولا يمكن أيضا تبرئة السفارة الأميركية وحلفائها المحليين الساعين للانفراد بالحكم وطرد حلفاء إيران من المشهد السياسي العراقي، وخصوصا بعد دعوة الخنجر المشبوهة والمدانة إلى تدويل حماية مطار بغداد وطلب المساعدة "الخارجية" أي لوضعه تحت الحماية العسكرية الأميركية كمقدمة لإعادة الاحتلال العسكري المباشر لبغداد كلها ثم للعراق كله.
7-أما ما قيل عن اعتقال شخص واحد يشتبه بقيامه بعملية قصف المطار وأن هذا "الطرزان" له علاقة بالحلبوسي، فهو يبقى مجرد خبر عن اعتقال مشتبه به أما إلصاق الاتهام بطرف من ساسة العرب السنة فهو على الأرجح لا يخلو من الانحياز والتأجيج الطائفي ورمي المسؤولية على الطرف المقابل وهذه كلها اتهامات لا قيمة لها لأنها بلا دليل ملموس ولن يسمح النظام بالكشف عن دليل ملموس لها ولا تختلف عن القول "الحلبوسي قصف بيته ليتهم طرفا آخر"، وستنتهي كل هذه الضجة بالصمت والطمطمة أيا كان الطرف الذي ارتكب جريمة قصف المطار!
8-تتحمل حكومة الكاظمي مسؤولية الفشل في منع حدوث هذه الجريمة وما سبقتها من جرائم عديدة، كما تتحمل مسؤولية حجب الحقائق والمعطيات المتعلقة بتفاصيل هذه الجريمة ومنها اعتقال شخص مشتبه به، وعليها أن تعرضه على القضاء العلني ولا تطمطم الموضوع مثلما طمطمت غيره من ملفات مضمخة بدماء العراقيين المظلومين.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤامرات القصر وانتقال الحكم الأموي من الفرع السفياني إلى الم ...
- -ملكات عربيات قبل الإسلام-: زنوبيا ليستْ الزّباء!
- أمثال شعبية سومرية وأخرى من بغداد العباسية مع مثيلاتها المعا ...
- هل أنقذت سُجاح والد النبي محمد من الذبح فعلا؟
- مهرجان دولي للتضامن مع قتلة اليمنيين وسكوت على مجازرهم!
- وليمة الملك آشور ناصر بال الثاني وخرافة -نمرود- التوراتية!
- لماذا تصر حكومة الكاظمي على تنفيذ أنبوب نفط البصرة العقبة ال ...
- أربع شرائع قانونية رافدانية سبقت مسلة حامورابي:
- جذور وبواعث شعار -لا شرقية ولا غربية-
- نماذج من كتابات المستشرقين العنصريين وأخرى لمستشرقين منصفين
- ابن رشد: فيلسوف النهضة الأوروبية والزلزال الفكري الذي أحدثه!
- كي لا ننسى من هو نزار باييف
- الإدريسي الهاشمي الجغرافي الأول.. والزهراوي الأنصاري أبو الط ...
- الفيلسوف الكندي أول من استعمل الرياضيات والموسيقى في الطب
- قصة منجم ومصانع عكاشات للفوسفات: ماذا تريد ضباع أحزاب ومليشي ...
- الكاظمي يقتل ميناء الفاو والقناة العراقية الجافة بمنح إيران ...
- هل حاول جابر بن حيان تخليق حيوانات ونباتات كيميائيا؟
- فوز مرشح اليسار التشيلي بوريك ودروس الماضي
- رداً على أحمد أصفهاني: حول الفرق بين -سوريا- و-سوريا الكبرى-
- تعريف بكتابات الباحث العراقي في التاريخ والإناسة حسن الخلف


المزيد.....




- -سنتكوم- تنفي -بشكل قاطع- ادعاءات الحوثيين بشن هجوم على -أيز ...
- هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على منطقة بريانسك في روسيا
- تايوان تحاكي الحرب الفعلية في مناورات حربية سنوية
- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - قصف مطار بغداد جريمة والجميع في النظام وحماته متهمون!