أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - العزيمة تربي الأمل أماني خالد حشيم














المزيد.....

العزيمة تربي الأمل أماني خالد حشيم


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7146 - 2022 / 1 / 26 - 19:41
المحور: الادب والفن
    


لقد أصبح التعليم والكتابة إحدى الوسائل التي يقاوم بها الأسرى السجان وظلام الجدران، من هنا نجد ميل العديد من الأسرى إلى تكملة تعليمهم والكتابة بمختلف أنواعها، وتأتي هذه النصوص كوسيلة مقاومة، تثبت بها "أماني خالد حشيم" أنها متعلمة/ مثقفة/ أديبة، وعلى أن السجن لا يليق بها ولا بمثيلتها من الأسيرات والأسرى.

فمن يكتب هو إنسان، وإنسان متفوق، ومرهف، وممتلئ بالمشاعر والعاطفة، واعتقد أن الإهداء كاف وحده لتأكيد (إنسانية) "أماني"، وعلى أنها تمتلك مشاعر مرهفة، تجاه عائلتها وأسرتها، جاء في الإهداء: "إلى أبي الذي زرع بداخلي صورة صمود امرأة أمام مصاعب الحياة، أحبك أبي، إلى أمي التي لم تتوقف عن الإيمان بي ودائما كانت تصلي وتتمني لي الأفضل، أحبك أمي، إلى أبنائي أحمد وآدم، الآن ابتسامتكم بحجم جمال الوطن"، نلاحظ أنها قدمت الأب على الأم، وهذا يشير إلى ميل الأنثى نحو الأب أكثر من الأم، كما يستوقفنا أنها تعتبر الأب هو من علمها الصمود والثبات، لهذا قدمته على الأم التي اقتصر دورها على الدعاء والتمني، فالأب كان أثره عليها (مادي/ تعلمي)، بينما أثر الأم روحي/ عاطفي، من هنا قدمت الأب على الأم، وجعلت أولادها في الخاتمة، فرغم قرب الأبناء من أمهم، إلا أن "أماني" تعاملت مع عائلتها على أنها ما زلت (بنت) أبيها وأمها، فقدمتها على أولادها، معتبره أنهما أهم من الأبناء، كما أن صغر الأبناء، وعدم (تفهمهم/ استيعابهم) لغياب أمهم، جعل "الكاتبة تقدم والديها على أبنائها.

الكتاب عبارة عن مجموعة نصوص، تحاول فيها الكاتبة إيصال مشاعرها تجاه واقعها كأسيرة، وكيف أنها استخدمت القلم الورقة وكسيلة مقاومة وإثبات الذات، جاء أول نص تحت عنوان "مقدمة" وجاء فيه:

"في معزوفة الصمت الساكن في الزنزانة

تتعاقب الأيام وتتوالي السنون وتتغير فصولها

يتلو النهار ضياءه بعيون الشمس

فيأتي ليل حزين بدمع نجومه

صفحات من حياتي تطوى

يغيب العمر من بين يدي ويمضي

ضاق الفضاء علي وضيعت الخطى

وصار دربي أكثر وحشة وظلمة

فجأة القلم وفك قيدي

وقالت الورقة هيا انطلقي

وثق قلمي بصوت العزيمة لدي

وآمنت ورقتي بأمنياتي

كتبت وكتبت نصوصا من مسار أفكاري

وبين أيديكم بضعها" ص13

نلاحظ أن للمكان أثره على الكتابة من خلال استخدامها للفظ "الزنزانة" ونجدها تعاني من ثقل الزمن عليها، الذي نجده في: "الأيام، السنون، نهار، ليل، فصولها" ولم يقتصر الأمر على ما يتعلق بالزمن مباشرة، فنجد أثره على الكاتبة من خلال استخدامها لأفعال ثقيلة عليها: تتعاقب، وتتوالى، وتتغير، يتلو، فيأتي، تطوى، يغيب، ضاق، وضيعت" اللافت أن الكاتبة توصل فكرتها للمتلقي من خلال الألفاظ المجردة، إضافة إلى المعنى/ الفكرة التي يحملها المقطع.

واعتقد أن تتابع حرفي التاء في: "تتعاقب، وتتوالى، وتتغير" يخدم فكرة ثقل الوقت/ الزمن على الكاتبة، كما أن لفظ "يتلو" الذي تكثر فيه حروف المد: "الياء، اللام، والواو" خدم فكرة (اشتياق) الكاتبة للضياء/ للشمس، وخدم فكرة (عدم وجوده/ عدم أخذ الكاتبة كفايتها منه) لهذا كان لفظ كلمة "يتلو" ممدودا وطويلا.

بينما لفظ "فيأتي" كان سريع وخاطف، رغم أن عدد الحروف فيه أكثر من "يتلو" وهذا يعود بسبب أنه متعلق بالليل الذي تعاني منه الكاتبة، وتعيشه، لهذا استخدمت لفظ "سريع" وكأنها به تريد أن ينتهي ال "ليل حزين".

من هنا يمكننا القول أن الكاتبة استخدمت ألفاظ تخدم الفكرة التي أرادت تقديمها، وأيضا لفظ هذه الألفاظ يعزز الفكرة التي يحملها المعنى.

إذا ما توقفنا عند النص، ستنجد أن بدايتها كانت قاسية من خلال المعنى والألفاظ المستخدمة، لكنه في النصف الثاني أخذ يتجه نحو البياض/ الفرح، خاصة بعد هذا المقطع: "فجأة القلم وفك قيدي"، فقد تحول النص إلى مضمون فرح/ أبيض، وأيضا جاءت الألفاظ بيضاء: "وقالت، الورقة/ ورقتي، انطلقي، وثق، قلمي، بصوت، العزيمة، وآمنت، بأمنياتي، كتبت (مكررة)، نصوصا، مسارح، أفكاري" وهذا التحول نحو الفرح/ الأمل ناتج عن القلم والورقة.

وهنا سنتوقف قليلا عند ما جاء في المقطع الثاني، خاصة ما يتعلق بالمذكر، المؤنث، القلم، الورقة" وكأن الكاتبة تؤكد نسق (الطبيعة) التي تتكون من نظيرين، المرأة/ الأنثى والرجل/ الذكر، كما أنها تؤكد أنها جزء من هذه الطبيعة من خلال استخدامها: "قلمي، ورقتي"، وهذا يشير إلى حاجة "أماني" (الطبيعية) في الحياة، فقد أشارت ـ بطريقة غير مباشرة ـ إلى أنها تتحدث عن "أماني" من خلال عنوان الكتاب: "العزيمة تربي الأمل" فالأمل وأماني يتقاربان في المعنى وفي الحروف، وأيضا نجد "أنا الكاتبة" من خلال "المقدمة" التي استخدمت فيها لفظي: "وآمنت، بأمنيتي" وهما يحملان معنى أسمها "أماني" حروفهما مكررة.

كل هذا يجعل النص مكتوبا من داخل الكاتبة ومن قلبها، وليس من بنات أفكارها وحسب، فالألفاظ المستخدمة تؤكد حالة التوحد التماهي بين الكاتبة وبين ما تكتبه.

الكتاب صدر في عام 2021، دون اسم دار نشر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ القديم في رواية -أوراق معبد الكتبا- هاشم بديوي غرايب ...
- أنا والمحقق والزنزانة سعيد أبو غزة
- المرأة والمكان في قصيدة -أسميتها وطني- صلاح أبو لاوي
- القصة القصيرة جدا في -ظلال الوهم- حسين شاكر
- مجموعة محاولات للنجاة غسان نداف
- العهد التركي في رواية الوجع والجرأة إياد شماسنة
- وجيه مسعود وتقديم الفرح في ما اجمل ان ترسم قلبك مدينة مدينه-
- الديني والسياسي في رواية -الحانوتي- يوحنا مصلح
- مواجهة الواقع في قصيدة -سأظل أسأل- سامي البيتجالي
- سامر كحيل -أبد
- اليهودي في رواية ناغوغي الصغير حسن حميد
- استمرارية حضور المكان في رواية - القبو- فاطمة عبدالله سلامة
- شعر الأطفال في قصيدة -دمية- سمير التميمي
- القسوة عند ميسر عليوة وحسن محم حسن
- الرؤية المتقدمة في كتاب -دراسات من الأسر- للكاتب الأسير أمجد ...
- مسرحية الحياة والموت للأديب جمال بنورة
- الاسلوب والشكل في ديوان رقاع إلى صلاح الدين نظير أحمد شمالي
- الوفاء في -تحيا حين تفنى- للكاتب الأسير ثائر حنيني
- الأنثى والكتابة والتمرد في قصيدة -أم اللغات- رنا صالح
- مناقشة كتاب -من قتل مدرس التاريخ


المزيد.....




- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - العزيمة تربي الأمل أماني خالد حشيم