أشرف أيوب
(Ashraf Ayuop)
الحوار المتمدن-العدد: 7147 - 2022 / 1 / 27 - 10:06
المحور:
الادب والفن
ارتسم العبوس على وجهها الصغير وقد صوبت نظرها اتجاهه تتأمله دون أن تحيد عنه لحظة، دقائق وترسم شفتيها كلمات غير مسموعة، تخرج بصوت خافت ثم تتعالى لتصل إلى مسامعه كلماتها المتسائلة: متى ستأتي؟!.. رد عليها بإجابة غير يقينية: بعد شهر، ثم ألتفت بعيداً عنها ليحدث مَن برفقتها وصدى سؤالها يتردد داخله سائلاً نفسه: حقاً سألتقيها بعد شهر؟!، يعاود النظر إليها، فتباغته بنفس السؤال من جديد ويرد بذات الإجابة، حينها انطلق صوت صافرة فض الكلام المباح، فينسحب للوراء متباعداً معلناً الصمت، لكنها افترشت الأرض رافضة إجابته وترك المكان دونه وتطالبه: أحضر الآن، شهر لا، تعالى في التو.. سارع مغادراً دون التفاتا بعد أن استدار استدارة كاملة، وقد حُفر المشهد في مخيلته، مشهد حوار في الزمن الكوروني استمر ٢٠ دقيقة عبر أسلاك بارتفاع ٣ متر بينها مسافة متر.
_____________
كتبت يوم ١٤ يناير ٢٠٢١ في الزنزانة ١/١٢ عنبر ٣ بسجن القاهرة للمسجونين الاحتياطين بطرة
محاكاة لمشهد اللقاء مع حفيدتي روان خالد الحلو عند زيارتها لي مع والدتها شاهندة بنتي في سجن طرة تحقيق، وهي التي تصادف وجودها عندي في البيت أثناء القبض عليّ فجر يوم ٤ أغسطس ٢٠٢٠.
#أشرف_أيوب (هاشتاغ)
Ashraf_Ayuop#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟