أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - العوامل والأسباب التي دفعت سعد الحريري للهروب














المزيد.....

العوامل والأسباب التي دفعت سعد الحريري للهروب


محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 7145 - 2022 / 1 / 25 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العوامل والأسباب التي دفعت الحريري للهروب
==================================================
بقلم : محمود جديد

لم تكن المسؤولية التي ورثها سعد الحريري عن الشهيد والده رفيق الحريري سهلة عليه، على الرغم من الحضانة السياسية التي لقيها من عمّته بهيّة الحريري ، وفؤاد السنيورة، وغيرهم من رفاق أبيه، وقد استطاع تسيير أمور تيّار المستقبل عابراً مطبّات صعبة علّمته السياسة ، ومتطلباتها ، وفي يوم الإثنين الماضي 24 / 1 / 2022 ألقى خطبة الوداع أمام رفاقه، وجمهوره معلناً فيها الفرار من السياسة حتى إشعار آخر ..

فما هي العوامل والأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا القرار الصعب عليه، وعلى تيّار مستقبله :
——————————————————————————————————————-
1 - الإعدام السياسي الصادر بحقّه، وبحكم قاطع ومبرم من محمد بن سلمان، عندما عبّر عن عدم قدرته على تنفيذ التعليمات الصادرة له من وليّ العهد السعودي ، وهو استكمال تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1959 القاضي بنزع سلاح حزب الله وإخراجه من الحكومة التي يترأسها .. وكان رفضه هذا سبب سجنه في الرياض وإذلاله هناك ، واكتفى يومها بإعلان استقالته القسرية من الحكومة عندما كان في زيارة إلى السعودية عام 2017 ، وربّما كانت المرّة الأولى في التاريخ يقدم مسؤول على سجن رئيس وزراء دولة ذات سيادة في بلده .. ولكنّ الوقفة التضامنية السريعة من قِبَل الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ، وحزب الله، وغيرهم على كافّة الأصعدة، ساعدت ودفعت الرئيس الفرنسي ماكرون على السفر السريع إلى الرياض ونجدة صديقه سعد الحريري ، وقد استطاع تحريره من الأسر ، واصطحابه معه إلى باريس، وقد كشفت هذه المحنة للحريري الأصدقاء والخصوم في لبنان على الخصوص ..
2 - ترتّب عن الموقف السعودي تعقيدات مالية لمشاريع الحريري في السعودية، واستنزافها هناك ، ممّا ترك انعكاسات سلبية أيضاً على مشاريعه في لبنان نفسه ، وعلى وسائل إعلامه، بما فيها محطته التلفزيونية ، هذا وقد ازداد وضعه المالي في التدهور مؤخّراً ، بحيث أصبح غير قادر على تأمين نفقاته الخاصة، والعامّة بالمستوى السابق ، وهذا سينعكس سلباً حتماً على زعامته العائلية والسياسية .
3 - عدم اكتراث أمريكا ، ولا أوروبا بوضع الحريري ( باستثناء فرنسا ) ، وبالتالي لم يكترث البنك الدولي ، ولا صندوق النقد الدولي بتقديم القروض المطلوبة ( لنجدة ) الاقتصاد اللبناني وإنهاضه كما يتوهّم الكثير من اللبنانيين .
4 - دفعت السعودية أخاه بهاء الحريري لأنْ ينزل إلى ساحة منافسته في لبنان ، وجيوبه ملآنة ، كما أنّ حليفه سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية غدر به أثناء سجنه في الرياض ، وتمّ اعتماده من قِبَل محمد بن سلمان كوكيل رقم واحد لتنفيذ مخططات وتعليمات السعودية في لبنان .. يضاف إلى ذلك ظهور اللواء أشرف ريفي في طرابلس كسياسي يعمل لحسابه ، وحساب السعودية ، وداعم لسمير جعجع ، وبهاء الحريري، زاد الطين بلّة بالنسبة لسعد الحريري ، ولن ننسى انشقاق شخصية مهمّة من تيّاره هو نهاد المشنوق .
5 - إنّ التطورات اللبنانية الداخلية خلال السنوات الأخيرة ، وكارثة انفجار المرفأ ، وتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية أمام جنون ارتفاع الدولار ، والفساد المستشري ، وتهريب الأرصدة اللبنانية ، ونهب أموال المودعين ، كل هذا جعل تحمّل مسؤولية الحكم في لبنان نوع من الانتحار السياسي ، ممّا أفقد الحريري ثقته بنفسه وبقدرته على معالجة هذه المشاكل المعقدة ، وبالتالي فالهزيمة في الانتخابات النيابية القادمة شبه حتمية ، وقد تجعل تيّاره بدون مستقبل ، وهذه الصيرورة المحتملة من المحتمل تكون قد أحبطته إلى درجة كبيرة ..
6 - جاء عرض محمد بن زايد مؤخّراً على سعد الحريري بالعمل في الإمارات ، وربّما تقديم دعم مادي له أيضاً حتى يستطيع الانتعاش المادّي ، والنهوض ثانية، ولكنّ هذا العرض الزايدي السخي كان مشروطاً بعدم إنفاق أمواله في السياسة . وهذا (الكرم ) المشروط -حسب تقديرنا - النقطة التي أفاضت الكأس ، وحسمت خيار الهروب من السياسة ومتاعبها، ريثما (يخلق الله ما تعلمون ) من تطورات ملائمة في المستقبل . ..

وأخيراً ، لا بدّ من الاعتراف أنّ طبيعة سعد الحريري ليست دموية، أمثال سمير جعجع ، وأنّه رفض أن يكون أداة فتنة طائفية ، أو مذهبية ، وقد ركّز على هذه الصفة في خطابه كأهم إنجازاته في حياته السياسية ، علماً أنّ الظروف ، وتناسب القوى ، وقدرات تياره كانت تجعله عاجزاً عن القيام بهذا الدور حتى ولو أراد .. مع العلم أنّ استقالة الحريري من السياسة كانت معروفة مسبقاً قبل إلقاء كلمة الوداع المؤثّرة والفصيحة ، وبشكل شفهي والتي هي أهم تراثه السياسي الخطابي ، ولكنّ المفاجأة كانت بدعوته لأفراد أسرته بعدم الترشّح في الانتخابات القادمة ، والتمنّي على رفاقه في تيارالمستقبل بعدم الترشح باسم هذا التيّار ، وهذا ما أربكهم ، وأدهش حلفاءه السابقين ، وخلط أوراق الجميع ، وجعلهم يسرعون لتقدير الموقف السياسي الداخلي باهتمام زائد ، ويبتدئون بحساب موازين القوى في الدوائر ، والتفتيش عن تحالفات جديدة في المعركة الانتخابية .. وقد تصدر مواقفهم بالمفرّق في المنظور القريب .
في 25 / 1 / 2022



#محمود_جديد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات واستنتاجات حول الغارة الإسرائيلية
- وقفة مع الغارات الجوية الإسرائيلية على اللاذقية
- جولة مختصرة في الأجواء السياسية الراهنة
- قبل خمس سنوات: اغتيال محسن فكري: دروسٌ من أجل مستقبل الكفاح ...
- ذريعة تصريحات القرداحي ، الدوافع والآفاق
- لقاء بوتين - أردوغان ، ظروفه ، وآفاقه
- أبو مازن والطرق المسدودة
- لقاء الأسد - بوتين ، الدوافع ، والنتئج المحتملة
- أفغانستان الصيرورة والآفاق
- ملاحظات موجزة حول خطاب القسم
- الصراع يحتدم في العراق
- لبنان والأزمة المستعصية
- فريق أوسلو كابح للنضال الفلسطيني
- صاروخ ديمونة اللغز
- ملامح وبوادر انفراج دولي
- الأمير حمزة يجدّد ولاء الطاعة
- تجارة حقوق الإنسان
- الملف النووي الإيراني إلى أين ؟
- الاعتداءات الإسرائيلية على سورية مستمرة ومتصاعدة
- وقفة مع الذكرى السابعة والثلاثين لحرب أكتوبر


المزيد.....




- تحذير أمريكي للصين بعد مناورات عسكرية حول تايوان
- مرشح ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي: على واشنطن الاستمرار ...
- مقتل بلوغر عراقية شهيرة في العاصمة بغداد
- ترامب يزور السعودية في مايو المقبل
- مصر: السيسي بحث مع ترامب استعادة الهدوء في الشرق الأوسط
- الداخلية الكويتية تكشف ملابسات جريمة بشعة وقعت صباح يوم العي ...
- البيت الأبيض: نفذنا حتى الآن أكثر من 200 ضربة ناجحة على أهدا ...
- -حزب الله- ينعى القيادي في صفوفه حسن بدير ويدعو جمهوره لتشيي ...
- نصائح حول كيفية استعادة الدافع
- العلماء الروس يرصدون توهجات قوية على الشمس


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - العوامل والأسباب التي دفعت سعد الحريري للهروب