أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - حكام العراق..دوغماتيون














المزيد.....

حكام العراق..دوغماتيون


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7145 - 2022 / 1 / 25 - 19:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعني (الدوغماتيةDogmatism:) الجمود العقائدي،الجزمية الفكرية،القطعية، العقيدية..غير ان اكثرها تداولا هو اصطلاح الجمود الفكري.ولقد انشغل الفلاسفة بتحديد مضمونها،فمنهم من وصفها بانها طريقة منغلقة للتفكير،يمكن ان تصاحب اية ايديولوجية بصرف النظر عن محتواها ما اذا كانت دينية او علمانية.ومنهم من وصفها بانها تنظيم معرفي مغلق نسبيا خاص بمعتقدات ولامعتقدات الشخص بخصوص الحقائق والوقائع والسلطة المطلقة، فيما حددها آخرون بعدم قدرة الفرد على تغيير افعاله او اتجاهاته حتى لو تطلّب الموقف ذلك،وحددها آخرون بأقوال مطلقة من غير سند او برهان ،وصنفها آخرون بانها صفة الأفراد الذين يسعون الى فرض آرائهم بالسلطة،او بالنفوذ ،وانتهى آخرون الى انها الاعتقاد الجازم واليقين المطلق المستند الى مباديء تقليدية راسخة دون البحث عن وجه الحق في التسليم بها.
و(الدوغماتية) تعدّ احد أهم واخطر اسباب الأزمات السياسية والاجتماعية في العراق والعالم العربي.ومع ذلك فان السياسيين والاعلاميين يتعاملون معها كتعامل من ينشغل بوصف اعراض المرض ولا يلتفت الى تشخيص سبب العلّة..التي نكشفها لكم الآن.
جمود فكري

نرى نحن المتخصصين بعلم النفس والأجتماع ان (الدوغماتية = الجمود الفكري) هي السبب الرئيس للخلافات السياسية التي غالبا ما تنتهي بحروب،وأنها (مرض) خالقي الأزمات من القادة السياسيين. ولهذا ظهرت حولها نظريات اشهرها نظرية (روكيتش ) التي تناولها في كتابه (العقل المنفتح والعقل المنغلق).وعلى وفق هذه النظرية فأن الافراد منفتحي العقول (غير الدوغماتيين،غير المتطرفين)،هم الذين يقبلون التخلّي عن بعض معتقداتهم اذا ما اقتنعوا بخطئها،ويقبلون الافكار الجديدة اذا ساندتها ادلة قوية. اما الافراد منغلقي العقول (الدوغماتيون،المتطرفون) فهم الذين يرفضون الافكار الجديدة مهما كانت قوة الادلة التي تساندها، ويتشبثون بمعتقداتهم القديمة حتى ان ثبت خطؤها.


وعلى وفق نظرية التصنيف الاجتماعي فان الناس ينزعون الى تصنيف عالمهم الاجتماعي الى صنفين " نحن " ( أو الجماعة الخاصة بالفرد ) و " هم " ( أو الجماعة الاخرى ).وانهم يتحيزون لجماعتهم ويبالغون ويعظّمون ايجابياتها ويغمضون اعينهم عن سلبياتها ، فيما يعمدون الى تضخيم سلبيات الجماعة الاخرى وغضّ الطرف عن ايجابياتها،وهذا ما كنّا نحتنا له مصطلحا جديدا بعلم النفس بأسم (الحول العقلي)،واثبتنا ان حكّام العراق..حولان عقل وفكر في السياسة.


لقد توصلت الدراسات السيكولوجية الى ان الدوغماتي( الجامد فكريا) لا يسمع الا نفسه ولا يرى غيره ولا يتقبل الرأي الاخر،وليس هذا بسبب عدم كفايته الشخصية وانما بسبب شعوره بأنه منبوذ من قبل الآخرين،وهذا ما حدث لقادة احزاب الأسلام السياسي في العراق في انتخابات 2018 التي عزف عن المشاركة فيها اكثر من 80% من الناخبين العراقيين..وتكرر الحال في انتخابات 10 اكتوبر 2021 وما اعترفوا الخاسرون بخسارتهم مع أن من اخلاق الديمقراطية ان يهنأ الخاسر خصمه الفائز.


ولك ان تراقب حكّام العراق تجد أن اغلبهم يسارع الى رفض أي دليل او مناقشة تتعارض مع معتقداتهم،وينظرون الى الامور الجدلية على انها ابيض واسود فقط،وغير قادرين على التخلي عن ارائهم حتى لو بدا لهم خطؤها،بعكس صاحب الفكر المنفتح الذي يتشوق لمعرفة الجديد سواء كان موافقا لما يرى ام مخالفا له.
الدوغماتي..غير عقلاني


والمفارقة ان صاحب الفكر المنغلق لا يشعرك بأنه شخص عقلاني منطقي،كقول من كانت امور العراقيين بيده بأن العلمانية كفر وزندقة،لأنه متخندق مع نفسه ومتبرمج على معتقدات ومفاهيم جاهزة وقطعية..يحفظها عن ظهر قلب ،دون ادنى اعتبار لمشاعر الآخرين،سيما اذا كان الشعب متنوع المكونات والمعتقدات كالشعب العراقي الذي يحتاج الى حاكم منفتح عقليا.


والدوغماتية تفضي الى التعصّب وتعمل على تشكيل شخصية بمواصفات معينة،اوضحها..صلابة الرأي التي لا تسمح له بأن يتزحزح عنه،والميل الى التسلط والعدوان الذي يسقطه على الجماعات او الاشياء التي يتعصب ضدها. وسيكولوجيا،يجد المتعصبون في احقادهم على الاخرين تفسيرا مبررا عن دوافعهم ورغباتهم المكبوته بما فيها الانتقام،ويعدون التسامح مع الخصوم ضعفا او جبنا،ولك ان تتذكر ما حدث بين عامي (2006 و2008) التي راح ضحيتها الآف الأبرياء من العراقيين بسبب دوغمايتهم.


وللتاريخ،كانت الدوغماتية هي التي اسقطت (الأخوان) في مصر، وحركة النهضة في تونس ،وهي التي ادخلت في نفق مظلم فريقي الصراع في اليمن (الحكومة والحوثيون) اللذين تفاوضا في الكويت (نيسان-ايار 2016) والى الآن(2022) ما اتفقا!. والمفارقة ان الدوغماتية كانت هي السبب في بقاء سياسيين عراقيين في السلطة ثمانية عشر عاما برغم انهم افشل وافسد من حكم العراق في تاريخه السياسي،بأن نجحوا في ايصال معظم العراقيين من ذوي الاصابع البنفسجية الى ان يكونوا في دوجماتيتهم مثل حصان العربة..لا يرون الا الذي امامهم،حتى اذا كان في حساباتهم احتمال ان يكون طريقهم الى..المقبرة!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس بارتداء الأكفان وركوب التكتك تبنى الوطان
- خفض امتيازات ورواتب اعضاء البرلمان - مهمة الصدريين والتشريني ...
- مصطفى الكاظمي- تقويم اداء (الحلقة الأخيرة)
- مصطفى الكاظمي- تقويم اداء (الحلقة الثانية)
- مصطفى الكاظمي تقويم اداء (الحلقة الأولى)
- المذيع بين الآن و..ايام زمان
- اتحا الأدباء والكتّاب ومؤسسة المدى ..مع التحية
- الفاسد السياسي..تحليل لعقله!
- حكام العراق دوغماتيون..يسمعون انفسهم فقط
- العرب..أمة نكوصية!
- المفكر .. حين لا يكون موضوعيا الدكتور عبد الحسين شعبان مثالا
- الحزب الشيوعي العراقي..هدية سيكولوجية لمناسبة مؤتمره الحادي ...
- في زمن حكم احزاب الأسلام..الانتحار يزداد!
- محاولة اغتيال الكاظمي - تحليل سيكولوجي
- التحولات في بنية المجتمع العراقي خلال قرن -لمناسبة مئوية الد ...
- التحولات في بنية المجتمع العراقي خلال قرن -لمناسبة مئوية الد ...
- شعراء المربد مع التحية..لماذا لا تقدرون ثقافة سيكولوجيا الشع ...
- قمة غلاسكو والتداعيات السيطولوجية لتغير المناخ في العراق
- التحولات في بنية المجتمع العراقي خلال قرن -لمناسبة مئوية الد ...
- تزايد حالات الانتحار في العراق


المزيد.....




- -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين ...
- عدد مشاهدات مناظرة CNN الرئاسية بين بايدن وترامب.. إليكم كم ...
- إيران تعلن أحدث نتائج انتخابات الرئاسة لاختيار خليفة إبراهيم ...
- ميقاتي: حدة الحرب النفسية تتصاعد ولكننا سنتجاوز هذه المرحلة ...
- ما حجم تأثير أصوات المسلمين والعرب على نتائج الانتخابات البر ...
- انتقادات لترامب بعد وصفه بايدن بـ-فلسطيني سيء-
- وزيرة خارجية ألمانيا: بدون مكياج سأبدو مثل حفار القبور!
- كشف أسباب غير واضحة للعقم
- علماء: فراشات أوروبية تقطع مسافة 4200 كم لتصل إلى أمريكا الج ...
- البيت الأبيض والسلام في أوكرانيا


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - حكام العراق..دوغماتيون