أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - الملوك على دين شعوبهم














المزيد.....

الملوك على دين شعوبهم


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 18:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الفرضيات الراسخة في مجتمعات العالم الثالث، والعربية منها على وجه خاص، أن المجتمع يتشكل على الصورة التي تريدها السلطة: ((الناس على دين ملوكهم)).

ويتبنى هذه الفرضية كلا من السلطة والمعارضة في هذه المجتمعات، الأولى بهدف تكريس دورها كمالكة قرار لا ينازع، وتكريس صورتها في الذهنية العامة، آمرة ناهية مقررة، قادرة على صنع الحياة بما فيها من أفكار وعلاقات ومفاهيم وقيم على الصورة التي تريد، ولا راد لإرادتها. أما المعارضة فترمي من تكريس هذه الفرضية إلى إلصاق كل العيوب والمثالب والفساد في الأفكار والعلاقات الأجتماعية بالسلطة، والأيحاء بأن كل شيء سيتغير بمجرد حلولها محل الحكام في السلطة.

ولا يجد المواطن البسيط بدا من قبول هذه الفرضية التي تضعه أمام خيارات: الألتحاق بخدمة السلطة أو العمل ضدها، أو تجنب صراع "الأقوياء" والحياة وفق ما هو سائد.

غير أن هذه الفرضية تغفل العلاقة الجدلية بين المجتمعات والسلطة في مجال التأثير المتبادل، أي تأثير وتأثر كلا الجانبين ـ المجتمع والسلطة ـ ببعضهما وفي بعضهما، لا بل تغفل حقيقة أن التأثير الأكبر هو للمجتمع وليس للسلطة مهما توفرت لها من امكانيات. فالتجمع البشري موجود قبل وأثناء وبعد السلطة المتغيرة. والفرد الفاعل في السلطة ـ أية سلطة ـ ينشأ متأثرا شاء أم أبى بثقافة عامة، تنمي في شخصيته وقيمه وبنائه النفسي وميوله، بعض الجوانب وتضعف أخرى، وهي تجد أنعكاسها في كيفية استخدامه للسلطة في أدارته للمجتمع.

وبدوره يتفاعل المجتمع مع نشاط مالك السلطة فينسجم معه أو مع بعض جوانب نشاطة المتوافقة مع الثقافة العامة والموروث الفكري والقيمي والديني، ويغترب عنه أن كان سلوكه غريبا عما هو مألوف. غير أن ذلك ليس موقفا ثابتا لا يتغير فمع مرور الوقت، ونشوء مصالح جديدة مع صاحب السلطة يعيد المجتمع تطوير قيمه وأنماط العلاقات بين أفراده، سلبا أو أيجابا، أرتباطا بالظروف التي يمر بها. لتصبح بدورها عاملا مؤثرا في وعي الفرد وسلوكه سواء كان ناشطا أو خاملا، حاكما أو محكوما.

وهنا يمكن الإفتراض ان فشل مجتمعات التخلف في تنمية قدراتها المادية والبشرية وإنغمار الأوساط الفاعلة فيها بالاحتراب الداخلي والصراع على المغانم، يتصل بمستوى الوعي العام والمنظومة القيمية والأخلاقية التي طوّرت خلال حقب زمنية مختلفة ومديدة، ربما أكثر من صلته بدور النخب المتنفذة في السلطة، التي تحمل هي بدورها ذات الوعي المتدني ومنظومة القيم المنحطة، مما يغريها بنهب المجتمع، الذي تجد بين أوساطه شرائح صالحة للتجنيد في عمليات الفساد، وتشتري تلك الشرائح بدورها عناصر مقربة منها وتعمل على الأيقاع بأخرى لتورطها في قبول الفساد، والإنغمار فيه، أو غض النظر عنه مقابل بعض الفتات. وهكذا تتعاظم كرة الثلج لوجود بذور قبول الفساد في القيم والثقافة الموروثة.

وعلى ذلك فان تعبير الدولة الفاشلة الذي يطلق على بعض البلدان، ومنها بلداننا العربية، لا يعرض حقيقة الحال، والتعبير الأقرب إلى الدقة هو: المجتمع المتعثر. ليس بالمعنى الإقتصادي فقط بل كذلك بالمعنى الحضاري والقيمي.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشترك بين التجربتين الناصرية والقاسمية
- بين التيار والإطار
- أمريكا ومستقبل الديمقراطية في العالم
- من سرخس الى سرخس
- دور العامل الطبقي في تشوه الفكر القومي العربي
- لماذا يتعين علينا أن نكره لغتنا؟
- هل من جدوى لدعوات تجديد الخطاب الديني؟
- كاسترو ..حقائق غائبة!
- القرآنيون والإصلاح الديني
- العراق .. نتائج مدمرة لحياة سياسية مشوهة
- عوذة .. عوذة .. عوذة (*)
- أحزاب المليشيات: نحكمكم أو نحكمكم!!!
- حول الحق في مناقشة العقائد والمقدسات
- هل سيطيح نزق البداوة بجورج قرداحي؟
- قداسة زائفة
- نحنا وذياب الغابات ربينا
- حين يصنف كل انتقاد لإسرائيل كمعاداة للسامية
- نحن والإيديولوجيا
- ماذا بعد الأنتخابات؟
- هل أساء ماكرون للإسلام حقا؟


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - الملوك على دين شعوبهم