أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المرأة والمكان في قصيدة -أسميتها وطني- صلاح أبو لاوي














المزيد.....

المرأة والمكان في قصيدة -أسميتها وطني- صلاح أبو لاوي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 09:59
المحور: الادب والفن
    


المرأة والمكان في قصيدة
"أسميتها وطني"
صلاح أبو لاوي
"أسميتها وطني
إلى الجليلية الناصعة نجاة فواز
متجرداً من حلمهِ
متجرداً من غيمة حطّتْ على قمرٍ علا في يومهِ
متجردأ من قشرة المنفى
وجدرانٍ بناها اليأس باردةً ولم تسلمْ له في سِلْمهِ
متجرداً من كل ما علقت بهِ
من نازلات همومهِ
قلبي الفتى
الطفلُ في أهوائهِ
حمل النشيدَ وطار مثل فراشةٍ
نحو الجليلِ
جليلها.. وجليلهِ
تلك التي في الحلم تزرع سروها
وتقود بضع أيائلٍ
من زهوها
تلك التي سكنت على شرفاتهِ
إذْ أقبلتْ
من شرفة مفضوحةٍ لله تحت سمائهِ
تلك البعيدة والقريبةُ
كالجليل وسحرهِ
أسميتها وطني
وما أسميتها
إلاّ لأرشف قبلةً من خمرهِ
وأعود منتصراً إلى المنفى وما غادرتهُ
لكنّ هذا القلب يرحل نحوها في سُكْرهِ
هل تدمعين الان..لا
لا تدمعي
فلقد سرقتك منذ حط الغيم فوق دفاتري
فأنا هناك
وأنت في المنفى
معي"
تبدأ القصيدة بالحديث عن التخلص من (الشوائب/المزعجات) من خلال تكرار "متجردا" "قلب الفتى/الطفل" من هذه الألفاظ:: "المنفى، جدران، اليأس، باردة، نزلات، همومه" بعدها يحلق في فضاء رحاب، أبيض، ناصع، بحيث يبدو الطفل/قلب الفتى بهذا الجميل: "النشيدَ، وطار، فراشةٍ، الجليلِ/جليلها/وجليلهِ/كالجيل، الحلم، تزرع، سروها، أيائلٍ، زهوها، شرفاتهِ، شرفة، أقبلتْ، لله، سمائه، وسحرهِ، اسميتها (مكررة)، وطني، لأرشف، قبلة، خمرة، منتصرا، القلب" فكل هذا الفرح/البياض جاء بعد أن تم "التجرد" من (المعيقات/الصعوبات) التي ألمت "بالطفل/قلب الفتى".
هذه نظرة عامة على الألفاظ، لكن لا بد من التوقف قليلا عند تكرار "الجليل"، حيث كان هو الجامع/الموحد (بينهما)، "جليلها وجليله" فالمكان كان هو عنصر الوحدة، وقد أعطاه الشاعر صفات الطبيعة الجميلة: "تزرع، أيائل، سروها، زهورها، سمائه" وهنا يكون الشاعر قد استخدم (الطبيعة) أحد عناصر الفرح/التخفيف، فمنحت القصيدة لمسة ناعمة/هادئة/جميلة.
وبما أن القصيدة مهداه للمرأة، فسيكون كان ما جاء من فرح ناتج/تابع عن وجودوها وحضورها وأثرها،.
عنصر الفرح/التخفيف الثاني الذي استخدمه كان الكتابة التي نجدها حاضرة في لفاظ: "النشيد، دفتري" ونلاحظ ان "حمل النشيد" جاءت سابقة للمكان/للجليل، وهذا يستدعي التوقف، فكان من المفترض أن تأتي كل عناصر الفرح بعد ذكر المكان/الجليل، وهذ ما يأخذ المتلقي إلى التفكير في هذا (التغريب وعدم الانسجام) في ترتيب القصيدة، حيث سيجد أن الشاعر لا يتحدث عن مكان متواجدا فيه، بل مكان ينتمي إليه، لهذا أتبعه ب"الحلم" وقد أشار إلى بعده الجسدي عن المكان من خلال استخدامه "كالجليل وسحره" ولكنه في الوقت ذاته متواجد روحيا وعاطفيا وفكريا فيه، فكان هناك الفاظ متعلقة بالمكان: "سكنت، شرفاته/شرفة، البعيدة، القريبة، وطني، المنفى، وما غادرته، يرحل".
وإذا ما توقفنا عند الألفاظ المجردة سنجدها (متناقضة) فمنها ما يحمل معنى الفرح/البياض، ومنها ما يحمل معنى الألم/السواد، وهذا تأكيد عن أن المكان يحمل معنيين، معنى المكان الحميم، ومعنى/"المنفى" الألم، والأول متعلق بحالة الحنين له، والثاني بالبعد عنه، من هنا جاء المكان (تختلط) فيه الألفاظ وتتداخل بين الفرح والألم.
اللفظ الثاني الذي تكرر "شرفاته/شرفة" وهو متعلق بالمكان، بالجليل تحديدا، فكان ناصع البياض، واللفظ الثالث التي تكرر "أسميتها/ما اسميتها" وهو أيضا متعلق بالمكان، بالجليل/بالوطن، وهذا يؤكد على قوة وحضور الوطن/الجليل عند الشاعر، واعتقد أن تكراره للفظ "تدمعين/تدمعي" يشير إلى حالة الحسرة والبعد عن المكان وعنها، تلك التي يخاطبها، وهذا ما جعل (المشاعر) تختلط وتتشابك بين الفرح والالم تجاه المكان/الجليل، وتجاه من أهدى إليها الشاعر القصيدة والتي خاطبها بقوله:
" فأنا هناك
وأنت في المنفى
معي" وبهذا يكون قد أوضح سبب وجود (التناقضات) في القصيدة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة القصيرة جدا في -ظلال الوهم- حسين شاكر
- مجموعة محاولات للنجاة غسان نداف
- العهد التركي في رواية الوجع والجرأة إياد شماسنة
- وجيه مسعود وتقديم الفرح في ما اجمل ان ترسم قلبك مدينة مدينه-
- الديني والسياسي في رواية -الحانوتي- يوحنا مصلح
- مواجهة الواقع في قصيدة -سأظل أسأل- سامي البيتجالي
- سامر كحيل -أبد
- اليهودي في رواية ناغوغي الصغير حسن حميد
- استمرارية حضور المكان في رواية - القبو- فاطمة عبدالله سلامة
- شعر الأطفال في قصيدة -دمية- سمير التميمي
- القسوة عند ميسر عليوة وحسن محم حسن
- الرؤية المتقدمة في كتاب -دراسات من الأسر- للكاتب الأسير أمجد ...
- مسرحية الحياة والموت للأديب جمال بنورة
- الاسلوب والشكل في ديوان رقاع إلى صلاح الدين نظير أحمد شمالي
- الوفاء في -تحيا حين تفنى- للكاتب الأسير ثائر حنيني
- الأنثى والكتابة والتمرد في قصيدة -أم اللغات- رنا صالح
- مناقشة كتاب -من قتل مدرس التاريخ
- الشخصيات والحدث في رواية - وما زال الحلم- للأديب جمال بنورة
- الحرف بين إيهاب الشلبي ومنذر يحيى عيسى
- قراءة في ديوان -تلك السيدة وذلك البيت-* للشاعر عبد الباسط إغ ...


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المرأة والمكان في قصيدة -أسميتها وطني- صلاح أبو لاوي