أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - في ذكرى ميلاد عبد الناصر















المزيد.....

في ذكرى ميلاد عبد الناصر


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ما أحوجنا إلى قائد عربي في ظل الشرذمة والتطبيع والهرولة في أحضان الصهيونية

وُلد جمال عبد الناصر في 15 يناير عام 1918، بحيٍّ شعبي في الإسكندرية لأسرة تنتمي إلى قرية بني مر بمحافظة أسيوط في صعيد مصر. وكان والده موظفًا في هيئة البريد، وقد تنقّل مع أسرته بين عدد من محافظات مصر بحكم عمل والده. وبدأ نشاطه السّياسي في سنٍّ مبكّرة مشاركًا في مظاهرات طلّابية مناهضة للاستعمار البريطاني، أصيب في إحداها برأسه، ما ترك ندبة على جبهته. وتأثر ناصر إلى حد كبير بالقومية المصرية والعربية التي اعتنقها مصطفى كامل والشاعر أحمد شوقي، وبسبب نشاطه الطلابي، حُرم من الالتحاق بالكلية الحربيّة في بادئ الأمر، فدرس في كلّية الحقوق لبضعة أشهر، ثمّ عاود المحاولة مرة أخرى وقُبل في الكلية الحربية وتخرّج فيها عام 1938 بعد مرور 17 شهرًا فقط نتيجة استعجال تخريج دفعات الضّباط في ذلك الوقت.

التحق جمال عبد الناصر فورَ تخرّجه بسلاح المشاة وخدمَ في مواقع مختلفة ما بين صعيد مصر والعلمين والسّودان، وتعرّف خلال هذه الفترة على زملائه الذين أسّس معهم تنظيم الضّباط الأحرار فيما بعد، كما كان مدرسًا في الكلية الحربية.

شاركَ عبد الناصر في حرب فلسطين ضد الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية عام 1948 في البداية كمتطوّع، ثم ضمن صفوف الجيش المصري. وفي كتاب "فلسفة الثورة" الذي صدر عام 1954 يقول عبد الناصر عن تطوّعه في صفوف الفدائيين في فلسطين قبل دخول مصر حرب عام 1948: "لما بدأت أزمة فلسطين كنت مقتنعًا في أعماقي بأن القتال في فلسطين ليس قتالاً في أرض غريبة، وهو ليس انسياقًا وراء عاطفة، وانما هو واجب يحتمه الدّفاع عن النفس".

وسيطرَة اسرائيل على منطقة النّقب وتطويق القوّات المصرية قرب بلدة الفالوجة شمال غزّة كانت من بين الأسباب المهمّة التي أدت إلى قيام تنظيم الضباط الأحرار بثورة يوليو/ تموز عام 1952، التي أنهت حكم أسرة محمد علي لمصر، في ظلّ فشل الدول العربيّة وخاصّة مصر في الدّفاع عن فلسطين وفي ظلّ ما أثير من فساد وخيانة، أحاطت بصفقات السّلاح الفاسد الذي تم شراؤه من المستعمِر البريطاني من قبل مسؤولين مصريين مقرّبين ويمثّلون نظام الحكم الملكي الفاسد في مصر، حكم الملك فاروق.

في صيف عام 1949 تشكّلت لجنة تنفيذية من الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر، وفي 23 يوليو/ تموز عام 1952 تحرّكت وحدات من الجيش المصري وأجبرت الملك فاروق على التنازل عن العرش ومغادرة البلاد، وهكذا انتصرت ثورة يوليو بقيادة الضّباط الأحرار.

كان الزعيم عبد الناصر قائدًا لحركات التحرّر من الاستعمار والهيمنة الامبريالية الصهيونية الرّجعية العربية، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط بل في العالم أجمع، وكان نموذجًا للقائد المخلص لوطنه وشعبه وأمّته، وكان حجر زاوية بل هرمًا من أهرامات مصر في السياسة العربية والعالمية.

وهنا لا بد من التأكيد بأن جمال عبد الناصر انحاز للفقراء وللطبقة العاملة بسياساته الاشتراكية داخل مصر، ومارس سياسات عدم الانحياز وهذا ما جعل كل الدول الامبريالية خاصة الولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل وأنظمة الاستبداد في العالم العربي أن تمارس التآمر على مصر الثورة، وهذا ما دفع اسرائيل وبالتنسيق مع الولايات المتحدة وبمعرفة وموافقة السعودية وملكها فيصل في ذلك الوقت بالقيام بحربها العدوانية الاستباقية ضد مصر وسوريا والأردن عام 1967.

قامت اسرائيل بشن حرب استباقية عدوانية ضد مصر وسوريا والأردن، من أجل تدمير قوة جمال عبد الناصر العسكرية بالتعاون والتوافق مع الولايات المتحدة والسعودية حيث قال الملك فيصل للأمريكان خلال زيارة الولايات المتحدة عام 1967، "قطعوا عبد الناصر إربا إربا" وعلم هو والأمريكان واسرائيل بأن الحرب ستدوم ستّة أيام وتنتهي بانتصار ساحق لإسرائيل وهزيمة كاسحة للدول العربية وخاصة مصر، وهذه الحرب العدوانية الإرهابية الاستباقية قامت بها اسرائيل بتنسيق مع بقية مركبات الثالوث الدنس، أدت إلى عدد هائل من الكوارث في منطقة الشرق الأوسط، ومضاعفاتها وافرازاتها العنصرية الشوفينية الصهيونية الكولونيالية الاستيطانية مستمرة حتى الآن، وتأتي بعض الدول العربية مثل البحرين والإمارات العربية لا بل الإمارات الأمريكية لتطبّع مع إسرائيل، ويأتي المدعو بندر بن سلطان ويهاجم الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال والاستيطان وعدم الاعتراف بحقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس ويعاني من رفض اسرائيل لعودة اللاجئين، هذه القضية الانسانية التي تعترف بها كل القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة وترفضها اسرائيل، هذه قمة الخيانة عندما تقوم مركبات الثالوث الدنس بدعم المحتل والعنصري والشوفيني الصهيوني الظالم وتلوم وتحمل المسؤولية على المظلوم والمضطَهد الشعب الفلسطيني.

وقبل هذه الحرب العدوانية عام 1967، قيام اسرائيل وبريطانيا وفرنسا بعدوانهم الثلاثي عام 1956 في أعقاب تأميم قناة السويس، اذ دشن تأميم قناة السويس مرحلة جديدة في حكم جمال عبد الناصر، وكان تأميم القناة في حد ذاته عنوانًا للكرامة الوطنية فيما أدى النصر السياسي الذي خرج به الشعب المصري والرئيس البطل جمال عبد الناصر بعد انتهاء "العدوان الثلاثي" بضغوط دولية، وخاصة موقف الاتحاد السوفييتي الذي هدّد بضرب لندن وباريس ان لم تتوقف الحرب، أدى هذا كلّه إلى ترسيخ صورة جمال عبد الناصر كزعيم مناهض للتبعية ومناهض لهيمنة الامبريالية والصهيونية على منطقة الشرق الأوسط ومساند وداعم لحركات التحرر في المنطقة وداعم لحركات التحرر حول العالم.

ولعب عبد الناصر دورًا مركزيًا ومحوريًا في تأسيس حركة عدم الانحياز التي انعقد أول مؤتمر لها في بلغراد عام 1961، وكان هدفها الرئيسي الابتعاد عن سياسات الحرب الباردة التي خاضتها الامبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل، والاستقطاب السائد وقتها، ويعتبر جمال عبد الناصر من مؤسسي حركة عدم الانحياز الأوائل، مع الرئيس الهندي نهرو واليوغسلافي تيتو، والاندونيسي سوكارنو.

كما ساند جمال عبد الناصر حركات التحرر في القارة الافريقية انطلاقًا من إيمانه بكون افريقيا "دائرة محورية بالنسبة لمصر"، كما ساهم في الجهود الساعية إلى تكوين منظمة الوحدة الافريقية التي اتخذت من اديس أبابا مقرًا لها، وهنا لا بد أن نذكر دعم جمال عبد الناصر لثورة الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.

ويبقى جمال عبد الناصر أكبر المناضلين من أجل وحدة الأمة العربية ومن كبار دعاة فكرة القومية العربية، وتمكّن من إقامة الوحدة مع سوريا عام 1958، تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، ولكن عقد هذه الوحدة فشل بعد ثلاث سنوات من إقامتها.

عبد الناصر قاد ثورة يوليو من أجل كرامة الوطن المصري والعربي ومن أجل المواطن المصري، وحرية الانسان المضطهد في كل مكان، وإشعاع عبد الناصر كان وما زال يلهم كل وطني وقومي في عالمنا العربي، ويلهم الشعوب المضطهَدة حول العالم. وعبد الناصر هو المؤسس الحقيقي لمصر الحديثة، ووطنية عبد الناصر غير قابلة للنسيان.

عبد الناصر لم يستغل منصبًا ولا نفوذًا من أجل أفراد عائلته وأقاربه، فقد ولد جمال عبد الناصر بسيطًا، عاش بسيطًا ومات بسيطًا.

ستبقى مسيرة عبد الناصر وتجربته نبراسًا لكلّ القوى التقدمية والقومية في العالم العربي، والمشروع القومي الوحدوي الذي كافح من أجله عبد الناصر سيبقى مشروع الشعوب العربية التقدمية من أجل دحر مشروع الهرولة والتطبيع التي تقوم بها الدول الخليجية، ضد مصالح شعوبها وشعوب الأمة العربية، من أجل النيل من القضية الفلسطينية، ومحوها من الخارطة السياسية. لكن الفكر التقدمي الوحدوي العروبي الذي قاده عبد الناصر انغرس في وجدان الشعوب وهي قادرة مهما طال الزمن من نفض غبار الخيانة والهرولة، ونحو تحقيق العدل والحرية والسلام لكافة الدول وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس كما كان يسعى دائمًا القائد الخالد عبد الناصر، فقضية فلسطين لم تغب ولو للحظة واحدة من مشروعه التحرري من الاستعباد والهيمنة الامبريالية والصهيونية.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي الثوري يخلق أساليب جديدة للنضال ويعمق تأثيرها بين الجم ...
- الماركسية هي النظرية المنسجمة في مواجهة تحديات المرحلة
- التناقض بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج يشكّل الأساس الماد ...
- العلاقة الجدلية بين الفكر والممارسة -الماركسية تمجد العمل ال ...
- قصاصة ورق غيرت مجرى التاريخ: هكذا بيعت فلسطين(2-2)
- قصاصة ورق غيرت مجرى التاريخ: هكذا بيعت فلسطين (1)
- وحدة الحالة الثورية والعامل الذاتي.. المقدمة الضرورية للثّور ...
- نشر الفكر الثوري التقدمي الماركسي بين الجماهير الواسعة مهمتن ...
- الماركسية هي الوريث الشرعي لخير ما أبدعته الإنسانية
- ثورة أكتوبر راسخة في الأذهان نحو تحرر الشعوب من الاستعمار
- حول المجتمع الطبقي والدولة
- تحليل نقدي جدلي للعلاقة بين الاقتصاد والسياسة
- النضال الطبقي مدخل أساسي لتحقيق الأهداف المنشودة
- الامبريالية أداة لتعزيز وتوسيع الهيمنة على مصالح الشعوب
- المطلوب وحدة نضالية لصد غطرسة الامبريالية الصهيونية والرجعية ...
- بعض الحقائق عن أفغانستان (3-3)
- بعض الحقائق عن أفغانستان (2)
- الفكر الماركسي مدرسة للنضال المثابر وتوسيع قاعدته|
- الأزمة العامة للرأسمالية والحروب المحلية وحتمية الثورة
- دور الطبقات في صنع التاريخ من وجهة نظر ماركسية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - في ذكرى ميلاد عبد الناصر