أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شعير - كوفيد 20 مجموعة قصصية عميقة لمصطفى الخطيب .














المزيد.....

كوفيد 20 مجموعة قصصية عميقة لمصطفى الخطيب .


صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 01:17
المحور: الادب والفن
    


صدرت للأديب الفنان المهندس مصطفى الخطيب المجموعة القصصية كوفيد 20، وتحتوي على العديد من القصص، وتدور القصص حول العديد من الموضوعات الهامة، حيث تناولت موضوعات عميقة، أما الشخصيات فقد انطلقت من الذات المبدعة، ونسجت بحرفية واتقان، وتحمل هوية متطورة، وقد تمكن الكاتب من تمرير رسالته الإبداعية عبر البناء الدرامي المُحكم، انطلاقًا من تلاقي الأدب مع علم النفس في التحليل الدقيق لبواعث السلوك البشري، وهذا يمنح المتلقي شعورًا بالتقارب بين الخيال وبين الحقيقة.
وقد تم سرد الأحداث في عدة أزمنة تعبر عن الماضي والحاضر أو المستقبل وفقًا لحالة كل قصة على حدة. ونظرًا لأن هذه المجموعات تحتاج إلى دراسة كبيرة، سوف أتناول قصة واحدة بتحليل مختصر منها.
ملخص قصة شجرة المانجو: تدور أحداث هذه القصة حول وجود شجرة وفيرة الثمار في أحد المنازل الكبيرة، الجميع يشتهي تناول ثمرة منها دون جدوى؛ إلى أن أقام الصبية بتسلق الأسوار والحصول على ثمرها عنوة لسد الحرمان الذي يضرب أعمارهم، ولكن أصحاب الشجرة يقررون رشها بمادة تجعلها عقيمة، حتى لا يشاركهم أحد في الحصول على هذه الثمار.
ورغم أن حبكة الصراع تدور حول بعض الشخصيات التي تحتل كل واحدة منها على مساحة صغيرة من السرد، مثل: الرجل الذي يشتهى الثمرة، الطفل، الصبية، صاحب الشجرة، الطفلة، الجيران؛ إلا أن كل شخصية لها أهمية في هيكل النص الأدبي، من حيث تحريك الأحداث إلى الأمام؛ بطريقة ديناميكية، أو في تجسيد المواقف المتعارضة، التي توضح التناقض بين الاتجاهات الفكرية المختلفة، وبصورة تتفق مع سمة القصة القصيرة من حيث قلة عدد الشخصيات.
شجرة المانجو الباسقة الخضراء المكتظة بالثمار، والتي تقع بحوش المقدس أبو مكرم على بعد عشرين مترًا؛ ملتقى للطيور ومصدرًا للثروة التي تسعى كل القوى للفوز بها، وتبلغ قمة المأساة حسب المعنى المباشر؛ في أن أحلام أهل الحي محصورة في الحصول على ثمرة مانجو، لسد الجوع الكافر.
ومع أن الطعام حق لكل فم، إلا أن العوز يضرب آمال أهل الحي، بنيرانه المشتعلة، وينذر بعواقب وخيمة، وهذا يعكس مدى الحرمان الرهيب الذي يعانيه الفقراء، في نطاق لا يؤمن الأثرياء فيه بفكرة تقاسم الموارد بالعدل، على اعتبار أن الحياة حق للجميع؛ وقد صور القاص ذلك على لسان أحلام الفقير المجاور للشجرة، حسب هذه الجملة: "كانت بالنسبة لي كحلم بعيد المنال أقضي سـاعـات في الشرفة أتأملها"(ص38). وبالتالي، فنحن أمام شخص تقلصت كل أحلامه في مجرد الحصول على ثمرة مانجو.
الامتداد الزمني للأزمة: لقد صورت القصة أن الفقر أزمة ممتدة وعميقة الجذور، وقد برز ذلك في هذه الجملة التالية: "أرصد الثمار متى ظهرت، أعين أماكنها على الفروع، وأكاد أحصي عددها، وحين تنضج وتأتي الريح برائحتها لتملأ أنفـي، أزداد شوقا وحنينا إليها"(38).
يفيد التحليل على الأمد القريب أننا أمام حالة ترقب من أحد المحرومين حتى تبلغ الثمار نموها الكامل بعد حوالي 4: 5 أشهر من التزهير، وهذه يعكس معاناة كبيرة وبالتالي، ضغطًا نفسيًا نتيجة الإحساس بالعجز عن الوفاء بالمتطلبات الغذائية.
لقد امتد هذا الحرمان على الأمد الطويل مع الزمن؛ حتى ورثه ذويهم المقهورين من الصبية، وهذا الشعور أدي إلى تمردهم على النسق الاجتماعي القائم داخل الحي الذين يقطنون فيه، لقد تطور التعاون بين المسحوقين إلى مجازفة، دون الاكتراث بالحواجز التي شيدها الأثرياء حول الدار المحصنة بالأسلاك الشائكة أو بكسر الزجاج المغروس فوق قمة الأسوار العالية؛ لمنع الدخول إلى الفناء والحصول على الثمار من الشجرة ذات الطرح الغزير.
كسروا القيود بقصف الشجرة بالحجارة من الخارج، أملا في التمكن من دخول الحوش لجمع ما يسقط منها، ورغم الفشل في محاولات عديدة، لم يتوقفوا أبدًا، إلى أن نجح أحد الصبية بمساعدة زملاؤه في الاقتحام، وخرج بيد بها ثمرة، وأخرى بها جرح ينزف، لم يبال الجائع بثمن الحصول على الطعام، وهذا شجع الآخرين على استخدام القوة، وتكرار نفس الفعل.
الأثرياء يهدمون المعبد: مع استمرار معسكر الفقراء في الحصول على الثمار عنوة، تطور الهجوم على ملاك الثروة وقد صورته القصة في الجملة التالية: "استمر الحال هكذا إلى أن كانت الطامة الكبرى، طاشت إحدى الحجارة، فأصاب طفلة في رأسها وهي تلعب فوق سطح منزلها وسالت دماؤها غزيرة، أصبح الأمر خطرا لا يمكن السكوت عنه، لذا اجتمع الجيران في منزل أبو مكرم ليجدوا حلا لتلك المشكلة"(ص41).
لقد تخطى القذف محيط الشجرة ونفد الطوب إلى داخل المنزل، حتى سقط فوق المائدة، وأسفرت هذه المواجهة عن إصابة طفلة من أبناء الأثرياء ونزفت دماءً، هذه الرمزية تشير إلى المجتمعات لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل استمرار الفقر والجوع، فإذا كان هناك جيلًا قد كبح الحرمان بداخل ذاته، هناك أجيالًا قادمة لن تستطيع الصبر على ذلك، سوف تتمرد نتيجة اختلال التوزيع العادل للثروة، وهذا قد ينذر بفوضى غير خلاقة، تطال الآخر المحتكر للثروة.

تجمع الأثرياء للبحث عن حل؛ بعضهم قرر قطع الشجرة، إلا أن أحد الشخصيات الشريرة، اقترح رش الشجرة بمادة تمنعها من إنتاج الثمار بحيث تبقى على قيد الحياة، حتى يستمتعوا بالخضرة فقط، بدلًا من تقاسم الثروة بترك الثمار التي لا يحتاجون إليها للجائعين.
رمزية ثمرة المانجو: ثمرة المانجو في قصة مصطفى الخطيب توازي ثمرة البطاطا في رواية الحرام الصادرة عام 1959م، ولكن الفرق بينهما أن ثمرة البطاطا عند الكاتب الراحل يوسف إدريس، اقترنت باغتصاب المرأة تحت وطأة العوز، مما أدى إلى فقدانها الحياة، بعد أن خنقت ولدها دون قصد للهروب من العار كحالة تسلط فردية، بينما ثمرة المانجو في هذه القصة تشير إلى نمو الاحتياج للغذاء كحالة جماعية، وأن المواجهة بين الجيل الجديد وبين رأس المال، قادمة لا محالة، ، لأن الذي لا يتورع عن تحويل الشجرة إلى نبات عقيم لحرمان الفقراء من حقوقهم في الحياة، لا أمان له، وهذه الرمزية تحذر من شهوة الاستحواذ الجامحة لدى الرأسمالية الفاسدة.



#صلاح_شعير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب -الإنسان والعلم والإيمان- يبرز أهمية العلم
- توحيد السعودية حولها إلى قوة اقتصادية
- كتاب -حروب الذكاء الاصطناعي القادمة واحتمالات فناء البشر- دع ...
- -كوتشنية- رواية اجتماعية تقوم على تحليل الشخصيات.
- -عبيد وأقلام- رواية تنطلق من جائحة كورونا للمطالبة بوقف إنتا ...
- دراسة جدوى اقتصادية حول إنتاج رغيف مصري جديد بنسبة 30% من ال ...
- قراءة في ” رحيق النساء “ ” ا لّصُدْ فََةُ ” .. تقنية على الم ...
- ثراء المضمون ومتعة السرد في رواية -رحيق النساء-
- إنتاج الكهرباء من طاقتي -الرياح- و -المد والجزر- يعزز فكرة ا ...
- أحلامُ الملائكةِ كيف تَكونّ ؟ ! في رواية - أحلامُ الملائكةِ ...
- -الحرب السيبرانية- يحذر من خطورة إختراق الفضاء الإلكتروني عل ...
- ظلال المجتمع في رواية -كفر الهوى- تؤهلها للسينما والدراما ال ...
- عودة - صلاح شعير - .. من كفر الهوي
- رواية المهزوز تحذر المجتمع من الآثار السلبية لظاهرة العنف ال ...
- -أيام الكراهية والكلاب- رواية تحمل صورة سينمائية لقرية الستي ...
- -كفر الهوى- تشير إلى أن الفيسبوك يهدد الأمن القومي للعرب.
- -الظمأ والحنين- رواية تطالب بحل مشاكل الأمة بالعلم والوحدة
- واقعية تتزين بالرومانسية في رواية (كفر الهوى)
- -مملكة الأسود- نص مسرحي تم بناءه لتعزيز منظومة القيم الإيجاب ...
- -ومضات على الطريق-كتاب يعالج أوجاع الأمة العربية


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شعير - كوفيد 20 مجموعة قصصية عميقة لمصطفى الخطيب .