أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد فرحات - احتواء المؤسسة وتمرد المبدع














المزيد.....

احتواء المؤسسة وتمرد المبدع


محمد فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 7141 - 2022 / 1 / 20 - 18:59
المحور: الادب والفن
    


"٣"
هو صراع الإرادات الأزلي بين "المؤسسة/اللغوية/اللسانية/ الأدبية" والفرد غير المنتمي لها، والمحلق بعيدا عن أطروحاتها الرسمية، تحاول الأولى تدجينه، فإن فشلت فاستبعاده ونفيه، ويناضل "الفرد" للحفاظ على هويته الفردية، فيناطح أطروحات "المؤسسة"، بأطروحاته، حتى يملي أحدهما على الآخر إرادته.
ولكي تُبقِى "المؤسسة" على سلطتها، فلابد أن تتمتع بقدر من المرونة، فإنها تحتوي تمرد الفرد بعد لاجدوى استبعاده ونفيه، فتتبنى "أطروحاته" والتي سبق أن حاربتها، وتصير أطروحة الفرد المتمرد أطروحة المؤسسة ذاتها بمرور الوقت.
"يبدو بعض الكلام مجرد نزعة جامحة للحرية إلى حد إنتاج الأصوات، ولعل قصيدة(صوت صفير البلبل) المنسوبة للأصمعي، والأخرى المنسوبة لامرئ القيس(تعلق قلبي طفلة عربية) حجة على هذا النزوع الحر للعبث بها."
فلم تترك "المؤسسة" هذا النزوع للعب الحر، وإنما تبنته كنظام ثانوي لدلائل الشعر، في محاولة لتنظيم/تقييد هذه النزعة للحرية.
سرعان ما يتحول هذا "الاحتواء" الناعم من قبل "المؤسسة الأدبية/اللسانية" لقمع صريح، يتمثل في إملاء نظرياته، بحجة تسهيل التلقي، بينما هي في الحقيقة"آلية قمع لفوضى الحرية التي يمارسها"الشعر" في خطاب اللسانيات"
"المباشرة" بين النص الأدبي ومتلقيه بدون وسائط، هي جذر ثنائية التمرد/ الاحتواء بين الفرد الامنتمي والمؤسسة، فتقاوم "المؤسسة" بتخليق ما أسماه د"الجزار" ب(المتلقي)القارئ النموذجي/ الناقد، وشرط تسميته الوحيد بأحد تلك المسميات هو تبنيه مقولات"المؤسسة" النظرية والمنهجية وأيضا تجريداتهما، ليكون الاعتراف به من قبل "المؤسسة" للترويج له ومكافأته من قبل مؤسسات التعليم/النشر/ التقدير الاجتماعي(المؤسسات مانحة الجوائز)، كترسيخ من قبل "المؤسسة" لأطروحتها المهيمنة، وكوسيلة ترغيب لكل متمرد أن ينتمي، وترهيب لكل سادر في تمرده بالنفي والاستبعاد.
وفي ذات الوقت تعمل "المؤسسة" على طرد كل ممارسة حرة، تبعد عن تنظيرها لكل ما هو "أدبي" من وجهة نظرها، ولأن كلا من الأديب والمتلقي(القارئ العادي) يلتقيان فقط بمباشرة على قاعدة النص، ليمارسا تهديدا مباشرا لسلطة"المؤسسة"، فسرعان ما تبادر الأخيرة بإيداعهما مؤسسة الاصطلاح والتنظير(الإصلاح والتهذيب المعرفيين) باستلاب إنسانيتهما، وتحويلهما لمجرد مصطلحين بالنظرية الأدبية المؤسسية.
وكما كان "فائض القيمة" مؤرقا لكل النظم الاقتصادية بتنويعات ألوانها، كان "المتبقي" يقول د"الجزار" " إن مقارنة بين مقاربتين نقديتين مختلفتي المنهج لعمل أدبي واحد، يشير إلى شئ في غاية الأهمية لما نحن بصدده، إنه"المتبقي" من المقاربة الأولى والذي سمح بالأخرى، وفي الأخرى متبق ولابد يسمح بمقاربة ثالثة، وهكذا إلى ما يشبه الانهاية…"
إن هذا "المتبقي" المنفلت من قبضة النظرية هو اللغم المفجر لنظرية "المؤسسة"، والتي تسارع لوضع مناهج تأسيسية لاحتواء طاقاتها التفجيرية، في منافسة من قبل (الامنتمي) "لتطوير كيفيات إنتاج "المتبقي" بما يحفظ عليه حريته."
ينحاز د"الجزار" كموقف متمرد نهائي إلى (الامنتمي)/ القارئ العادي الملتقي مع المبدع على قاعدة النص الإبداعي، بدون وسائط تنظرية ومنهجية مؤسسية، يكافحا من أجل خلق، ثم اكتشاف جماليات النص، كفاح تتسم ممارسته بالغموض، وفي ذات الوقت بالحميمية، "كحميمية الكلام اليومي وحريته"، كفاح للبحث عن "المتبقي" من قبضة النظرية، على قاعدة التذوق الفطري السليم البعيد عن تقعيرات وتعقيدات النظرية والمنهج المؤسساتي، بغض النظر عن النفي أو الاستلاب أو الإيداع بمؤسسة "الاصطلاح والتنظير".
هي جدلية آلية حتمية لامتناهية بين الفرد الامنتمي/القارئ العادي و"المؤسسة" وتجلياتها التنظرية والمنهجية، بحث عن "المتبقي" في مقابل تخليق المنهج لقمعه، وعقابه، ومن ثم تطور معايير أدبية الأدبي كناتج عن تلك الجدلية حتمية الصيرورة.
ويحرض د."الجزار" على خلع إيهاب القارئ النموذجي/الناقد من فسدت ذائقته بفعل المناهج النقدية، وتبني ذائقة القارئ العادي دون وسائط مع العمل الأدبي على شرط:
"١ أن نحرر من نير المناهج والنظريات ذوائقنا الأدبية،
٢ أن نُحسِن مراقبتها في مقاربتها العمل الشعري،
٣ تتبع العلاقات التي تنشؤها/ تبدعها بينها وبين دلائله."
#ألعاب_اللغة_د_محمد_فكري_الجزار



#محمد_فرحات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطار الليل نحو لشبونه
- ألعاب اللغة-2-
- ألعاب اللغة-ما بعد نظرية الأدب-
- نيتشة وعزة تلجراف عند-مصطفى أبوحسين-.
- -نسائي الجميلات- لأمنية طلعت، أدب الممانعة.
- -تاريخ موجز للخليقة، وشرق القاهرة- معزوفة المشترك الإنساني.
- ليس ثمة مايدعو للبهجة...
- ولي النعم
- وكان الفتى الأشقر
- -السنجة- أحمد خالد توفيق.
- مائدة الزعيم
- -مارواه البحر- لساندرا سراج
- الكاتب السري
- سيزيف الهلباوي-5-
- الحكم بعد المداولة.
- قطار الهلباوي، وموعد مع السقوط! -3-
- سعد والهلباوي -2-
- رواية أحاديث الجن والسطل إصدار دار ابن رشد ، ومناشدة للجهات ...
- كان لسان الهلباوي؟!-1-
- العود الأبدي بين الفلسفة والرواية


المزيد.....




- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...
- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر
- بعد وفاة الفنانة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد فرحات - احتواء المؤسسة وتمرد المبدع