أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار خلفاوي - الموج














المزيد.....

الموج


صالح جبار خلفاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7140 - 2022 / 1 / 19 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


د



الموج يرشق بهدوء جدار سفينة راسية بمواجهة الميناء الفارغ إلا من بنايات مهجورة. في الجانب الأيسر سرير مهجور، ستائر تتلاعب بها الريح الهابّة من شباك موارب، البحر يمتد نحو أفق لا نهاية له.
رجل محدودب يسير ببطء باتجاه محل اتخذ منه عملا يبيع فيه القرطاسية، المكان يجاور محكمة المدينة النمطية ويواجه تمثالاً يوحي بالشراسة.
يحاول التأقلم مع محيطه المتجدد باندفاع، أبو نبيل يطمح بالتخلص من هاجس الخوف الذي ينتابه في حالات متشظية كخارطة صماء.
السجن الذي قبع فيه، ما زالت نواقيس ذكرياته تقرع داخله بلا توقف. ثمة كوة أعلى الجدار المتكئ عليه، صاحبه ما انفك يدخن بحرقة.
أرجوك ابتعد عني.. رائحة الدخان تخنقني.
الباب الحديدي الموصد بقفل كبير بَانَ من خلال قضبانه الحديدية حركة الجندرمة، ارتباك واضح لأمر خطير ينبئ بالحصول، أصوات الأسلحة وسحب الأقسام يملأ الأرجاء.
تتناغم الرؤية الليلية مع البارجة التي حركت مدافعها يمنة ويسرة، شخص بملامح مخبر سري يرصد حركاتي. الغيوم الكثيفة تتبدد.
ما يرمز البحر في الأحلام؟
سحبت طرف تنورتها إلى الأسفل، اعتدلت في جلستها، شاشة الحاسبة تلقي أضواءها على قسمات وجهها ليبدو أكثر إشراقا.
شيء متعلق بالقوة والدولة، أضفت بصوتها الرخيم محتسية بعض من قدح الشاي.
لا عليك.. قد تكون أضغاث أحلام.
يستيقظ الحلم وسط انبعاث متأجج، صخب البحر يتصاعد مثل بخار يتكاثف على سطح بارد، غيوماً بيضاء.
يصرخ ربّان السفينة: هذا عارض ممطرنا..
المكتبة لم تعد عملا مربحاً المدارس أقفلت أبوابها العطلة الصيفية بدأت.. الرفوف فارغة إلا من أقلام الرصاص تمضغ الغبار، وسجل مفتوح يحكي فصول انتهت وأخرى لم تنتهِ. الحاسبة تنقل البيانات عِبر أصابعها الرقيقة:
هل أُحضر لك شاياً؟ انه يجعلك تفيق من نوبات الرؤية التي تطاردك.
الهواتف النقالة تشغل المتبضعين عن ارتياد السوق لشراء المجلات والملازم المدرسية، ليبقى عازفاً عن بيع شبه خاسر لكارتات شحن الموبايلات.
الدوام طويل وممل، الكرسي الدّوار يشجعها على الحركة، تطفئ الحاسبة التي تعمل عليها.
شمس وسط سحب متفرقة، تميل نحو الزوال، يبدأ العد العكسي، ربما تستفيق نحلة نامت على زهرة الحديقة الخلفية لمعهد الموسيقا.
أتابع أزيز مبهم يأتي من شجرة السدور المزروعة جوار جدار عال، الأبواب المنزوية تدور و راءها علاقات مشبوهة. تلتف حول منضدتها، الأجهزة الكهربائية توقفت، امرأة ملتفعة بالسواد تريد استنساخ مستمسكاتها الثبوتية.
ـ نفد الحبر سيدتي.
ـ الوقت متأخر، ألا توجد مكتبة أخرى؟
ـ نعم، اعبري الجسر واتجهي نحو اليمين.
ـ الطريق شاق و زاد السفر قليل.
يبقى السرير خاويا يبحث عن أجساد تتمدد عليه، النافذة لم تغلق بعد. الموج ينذر بهيجان مرعب. السفينة تمخر لكن الميناء يكتظ، كوة السجن تنكسر بإحباط متدل، السجناء يتلون صلاة لا تنتهي.
ألا يأتي المخلص؟
أنغام الموسيقا تصدح، أغانٍ تراثية جميلة، انه الدرس الأخير لمقامات عراقية متألقة.
«يا زارع البزرنكوش ازرع لنا حنة.. حنة.. حنة..».
عروس تخضب أصابعها بالحناء، النهر الذي انتظرناه يجّف، عاد يمتلئ و ربما يفيض، يغرق بساتين النخيل. الربان يحتار في أمره



#صالح_جبار_خلفاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‎باديتي في بهلول سيرة لخضر خلفاوي
- حوار
- ما ورد في صحاح مسيلمة
- رواية سامضي مع دراسة نقدية اكاديمية عنها
- سيد منيهل
- لقاء عبده حقي لموقع الكتاب المغاربة مع الكاتب صالح جبار خلفا ...
- عبد الرحمن
- صلح الامام الحسن ومعاوية قراءة معاصرة
- شذرات
- القاضي حسين الموسوي ومذابح الارمن
- الامام الحسين ويزيد بن معاوية قراءة معاصرة
- خديجة بوغودوم
- نصوص
- امكنة
- الموشور
- درس خصوصي
- استمارة الروائي
- أي زاوية
- قراءة في رواية توما هوك
- مستوعب المراسي


المزيد.....




- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
- رحيل الممثلة الأمريكية شانين دوهيرتي بعد معركة مع مرض السرطا ...
- مبروك مقدما.. خطوات الاستعلام عن نتائج الثانوية العامة اليمن ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار خلفاوي - الموج