روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 7140 - 2022 / 1 / 19 - 13:38
المحور:
الادب والفن
١ بنطال
البنطال الذي ألبستني أمي في أول أيام العيد
كان مصنوعا من دمعتها
في مدينتي ..
لم يكن هنالك بنطال حينذاك
٢ جوارب
الجوارب التي انتعلتها في طفولتي
ساقتني إلى هاوية الموت
حين لم أجد في صفي
من يلبس سروالا
٣ نصيحة
لم تمر بين كتبي المدرسية نصيحة ..
تأخذني إلى شرفات العذارى
أولى النصائح كانت ..
حين غرز المحقق مسلة في ظهري
لتكون عصابة العينين ممرا إلى النبش في الكتب
٤ غفوة
أن تلوح بيديك وأنت مغمض الكفين
فتسقط على سطح منزلك طائرة ورقية
تنفجر ..
قبل أن يعلن المؤذن ساعة الافطار
٥ هذيان
يقرع جرس المنبه على جبينك
تزحف نحو باب موصود
تفتح صنبور الماء
فتنزلق النيازك عن مدارها
لتسطر من وهجها قصيدة دونما عنوان
٦ سيكار
تنفخ في رئة الذكريات
تدور الزوابع حول عنقك
تفتح الراديو على محطات الأخبار
تضحك .. ثم
تبتلع آخر نفس من زاوية
تكتب عن حوادث الساعة
٧ نسيان
يجس في توابيت الشرق
نبضا ..
يفرد زعانفه
كلما أطلق غورو قهقاته
ويدلق من محبرة العنوسة
ألوانا تشبه سحابة طائرة
٨ صمت
شعاع يرمي بأنيابه
في تجاعيد مخطوطات من غبار الحروب
يدير عقارب الساعة نحو مدخنة منزل
انهار .. حين هتفت للغراب
ويلعق صدى صوته تحت بسطار الانتظار
٩ قذيفة
في الحفرة التي ارتوى منها ذات مغص
تنتصب أوصال الشهداء
تتحرك الجوقة خلف نباح كلب مخنث
لتخرج الأهازيج من كوفية كوردي
يرمي بمنجله إلى عنق السنابل
ونزحف إلى بيادر الزيوان
١٠ هيجان
أمواج تتلاطم بين المد والجزر
الشواطئ تغرق رويدا رويدا
يوميات تسجل حضورها في دفاتر المعاقين
وأصابع مرتجفة تستلم أمانة الهزائم من فم الشوارع
وتسجل .. هنا بترت ساق حارس الذكريات
١١ ملهاة
تقفز أضواء الليل من عيني الحروف
خشبة المسرح مدماة بريش الطاووس
في شنكال تحتضر الأبجديات
ويمشي لالش على صراط المحرقة
١٢ مأساة
جلبة في حيينا المتكور على بطنه
ثمة ثعبان يفتش عن بقايا عظام ..
خلفتها صهيل الفتح
ورماح جالديران وسفربرلك
وأنا .. ما زلت أرتشف دخان المدافع
١٧/١/٢٠٢٢
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟