رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7137 - 2022 / 1 / 15 - 23:58
المحور:
الادب والفن
وجيه مسعود وتقديم الفرح في
ما اجمل ان ترسم قلبك مدينة مدينه"
زقاقا زقاقا
بيتا بيتا
حالة حاله
فترسم الفضاء حقلآ
اطفال يلتفون حول اجدادهم
كما النحل الحنون
ترسم الشيوخ كما الحمام
تحط انى حط احفادهن
يشربن من كف ابنائهن
وفي كل بيت
موقد كانون، قدامه دالية، في ظلها
زير فخار وشمعدان لليل ايلول
......
ينظر الناس بعضهم بعضآ
ترسم وجهك قبيل الفجر
ترسم الناس يصلون وفي الحقول
رجالآ، شيوخآ، نساء ، اطفالآ ...
وترسم الحياة ،
ترسم الدواب ايضآ
ترسم الطيور استيقظت......
والنجوم كلها......
...... الهلال وتفاصيل الطريق........
تينة ما بين الزيتونات
ديك على الجدار
بومة اليفه
ترصد اتقاد الحطب، وعزم البشر
تعطي التل شكل النهد
والزيتونة لون الخد
ترصف الطريق بحجارة الصوان
تشيد البيوت، بحجر الوفاء والكرامة، و،،،،،،،، الاعناق الطوال
تسمي اللوحة ضاد ،توشمها بالضاد"
عندما تأتي القصيدة مطلقة البياض، يجتمع فيها المعنى مع الألفاظ لخدمة الفكرة، فهذا يعد عمليا يستحق التوقف عنده.
إذا ما توقفنا عند فاتحة القصيدة سنجدها متعلقة بالبياض، الجمال والرسم، لكن الشاعر لا يكتفي بهذا، فيستخدم ألفاظ مكررة لتأكيد توحده من البياض/الفرح: "مدينة، زقاقا، بيتا/بيت/بيوت، حالة، ترسم/فترسم/ترسم (ثمان مرات)، تحط/حظ، بعضهم/بعضا، ضاد/بالضاد، حقل حقولا، الزيتونات/زيتونة، الشيوخ/شيوخا، الناس، أطفال/أطفالا" وكأنه من خلال هذا التكرار يؤكد على حالة النشوة التي يمر بها، فالألفاظ المكررة تخدم حالة التوحد والتماهي بين الشاعر والقصيدة، وبين القصيدة والحالة التي يعيشها.
ونلاحظ تركيز الشاعر على المكان، "مدينة، زقاقا، بيتا، حقلا، موقد قدامه دالية، التل، الطريق" فبدا وكأنه مسكون بالمكان، وهذا يشير إلى الحميمية التي يكنها له، لأنه مكان ريفي، فيه "دالية، الزيتونة، تينة" وفي أيضا أدوات يستخدمها الفلاح: "موقد كانون، زير فخار، شمعدان الليل، ويذكر الطيور والنحل: "النحل، الحمام، الطيور، ديك، بومة" كما أنه يختار أجمل الأوقات للسمر إلا وهو الليل عند الفلاح: "أطفال يلتقون حول أجدادهم، شمعدان الليل، النجوم، الهلال، قبيل الفجر" وهذا ما يؤكد على أن الريف/الطبيعة حاضرة في وجدان الشاعر.
لكنها ليست طبعة مجردة، بل طبيعة يحيا فيها الناس، الذين نجدهم حاضرين في: "أطفال، أجدادهم، الشيوخ، ابنائهن، الناس، رجالا، نساء، البشر، وبهذا يكون "وجيه مسعود" قد جمع حالة النشوة/الفرح مع مضمون القصيدة، وحد بين المكان والناس، ومزج بين المضمون والألفاظ ليؤكد على حالة التماهي بينه وبين ما قدمه في هذه القصيدة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر، وعلى الحوار المتمدن على هذا الرابط https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742937&fbclid=IwAR3JMP4AkSgHE8FJ1Wt8nxxIyk3IByZlhZxpyQvnTQFzfiiEmoUh9MYTAQM
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟