أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - آراءٌ بَسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد..(4)















المزيد.....

آراءٌ بَسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد..(4)


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 7137 - 2022 / 1 / 15 - 23:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فيما يلي تعليقي البسيط على هامش الندوة النقاشية التي جرت في منتدى " التجمع العربي للتنوير"
التي كانت بعنوان : التراث الديني.. الجغرافيا والتاريخ. ِالتأثير والتأثر
--------------
الحقُ أنّ هطول الأسئلة الغزير، جعلني حقاً في عصف ذهني، لا أعرف منْ أين سأبدأ ، وعن أيّ سؤال سأناقش أو أُجيب ..
فكل سؤال اعلاه يصلح في تقديري لأن يكون له حلقة بحث ونقاش لوحده ..
ولربما يتطلب الأمر مجلدات ضخمة، للاجابة على كل هذه الاسئلة الهامة والاستفسارات العميقة..
باختصارٍ شديدٍ، وربّما مؤذٍ للمُرادِ قوله :
كما أذكر فإنّ كلمة ( دين ) في اللغة العربية تدلُّ على عدة معاني، منها على سبيل المثال لا الحصر : القهر والغلبة والجزاء و ,,و الخ، و من هنا كانت احدى أسماء الله ( الدّيان ) أي القهار الغالب والمُجازي و.و.. ومعنى دانَ لهُ أي أطاعه وانقاد له .
ونلاحظ لها معنى آخر هام، في القول هذا ديني ودَيدَني أي عادَتي ودَأبي . أو طريقتي وملّتي ..في الطاعة والانقياد .. وهكذا . أما الانثروبولوجيون (الباحثون في علوم أصل الإنسان) فقد عرفوا الدّين بأنه مجموعة من الأفكار المُجرّدة والقيم المُحددة، والتّجارب المُتراكمة، والقادمة منْ رحمِ الثقافة المجتمعية لقومٍ منَ الأقوام، وهي تتمظهر على شاكلة رؤية ملزمة للافراد نحو العالم ، وتستحكم الأفكار الشخصية والأعمال فيهم . بمعنى أنهم رأوا أيضاً أن الدين هو نظام اجتماعي-ثقافي يتألف من سلوكيات وممارسات معينة.
لكن مع الاستعانة بالفهم الفلسفي البسيط الذي لدي ، أنا أزعم أنّ الأديان بعامة، هي إجابات بدائية طفولية للفهم الانساني، مجالها الغيبيات أو الماورائيات. وهي مرحلة أولى للوعي الإنساني، كانت بمثابة اتاحة الفرصة في الفهم، لتدخل المُطلق المُتصور الموهوم، و تمكينه من التحكم بالواقع النسبي المعلوم .. ولهذا تُعتبر - في تقديري - اطارات وثوقية ايمانية متوارثة للفهم البشري ، يحملها الإنسان في قلبه لتسيير شؤون حياته نحو التوجه والاخلاص ..
و هي - اي الاديان - تنهض في محكمات دوغمائياتها على التسليم والايمان، و ترتكز غي جوهرها على اليقين المطلق الصارم المُؤسّس على انفعالات الخوف والعاطفة، والتي تشكل الاساطير والخرافات بنيتها العقائدية، فلا تخضع لمبادئ عقل، ولا يمكن أن تعود في جوهر أفكارها الى اسس المنطق أو مبادئ العقل، ولهذا نقول أن الانسان يؤمن فيها بقلبه أولا . ثم بعد ذلك يبدأ في أن يعقلها ويعتقدها بعقله ..ثم تطبع سلوكياته ثم .. الخ.
ونلاحظ أن معظم الاديان المعروفة والمؤثرة ، - عدا عن سمة الذكورية التي تتسم بها بعامة-، تتقدّم الى أفهام الناس، وهي تحمل بين طيات نصوصها وتعاليمها حقائق يقينية مطلقة واجابات نهائية منجزة عن كثير من شؤون الحياة والكون، الامر الذي لا يفعله العلم، الذي يقوم على الحجة والتجريب والبرهان كما نعلم.. بالطبع ،
وكذلك تتشابه الأديان في انها ابنة البيئة، التي نبتت فيها، و نتاج الوعي المتراكم المُكوّنْ لها ..ولها اشكال متعددة ( بعضها يقوم على اثر الكلمة في تقديم تعاليمه مثل كسرات الشعر و شذرات السجع، وبعضها يقدم تعاليمه على هيئة طقوس وفنون وبعض التاملات، و و و الخ
لكن و على الرغم من تشابهها هذا ، إلا أنها ليست على سوية واحدة، وشكل واحد، أو طقوس واحدة في الاعتقاد والتعبد والأثر ..وكذلك في كيفية التأثير على سلوك مؤمنيها واتباعها الخُلّصْ..
فهناك مثلاً الاديان الشمولية التسلطية المفتوحة، اي التي - كانت و مازالت - تقبل مؤمنين واتباع جدد ، وهي اديان دعوية ، تسعى دائما الى عالمية رسالتها، وفرض دوغمائياتها على باقي الناس، بأشكال عدة، اما بالقتل والسلب او والجهاد او بالحسنى والموعظة الحسنة،أو .. أو,,
وهناك ايضا الاديان التسلطية الشمولية المغلقة ، التي تخص قوم معينين ، يزعمون انهم مميزين، عن غيرهم من الناس لاسباب جغرافية او عرقية او ..او . ويعتقدون في ان ذاك المطلق المُتعالي قد خصّهم وحدهم بالهداية دون عن العالمين،( مثلا اليهودية و ..الخ .
والنوع الثالث الاخر من الاديان هي الاديان الشمولية العامة لكن غير التسلطية (البوذية -الطاوية ..الخ..
قصارى القول:
بلا شك ان بعض سلوك المرء يتاثر بما يدين أو يؤمن او يعتقد .. ان لم نقل ان السلوك برمته يقوم على أثر الافكار التي يعتنقها المرء ..
ولعل هذا هو سبب تكرارنا المستمر، لمقولتنا الدائمة
( الداعشية هي نص معقود و فكر مسنود اولاً، قبل ان تكون سلوكاً مشهود)..
وكما أزعم ، من آمن و دعا الى إلهٍ قاسٍ يعاقبُ لا يرحمْ ، سيكون سلوكه حتماً متأثرا بقساوة ما يؤمن به، من سطوة نصوص و غطرسة ألهة . وكذلك العكس.
وكما نرى، فإن دعوى بعض المعتقدات غير التسلطية، يقوم ايمانها برمته على الدعوة للفهم والاستنارة العقلية وحسب، و هناك منها ما يقوم على فكرة اله المحبة وليس اله الخوف والعقاب حسب ..الى اخر ما هنالك..
نقطة اخيرة لابدّ لي من ذكرها، وهي أنّ المؤمن في بعض الاديان رغم انها تعادي في تعاليمها الصحراوية حضور وعي الجمال، وتؤكد على دونية المرأة بوقاحة، و تهمل الدعوة الى تنمية ذائقة الفنون والموسيقى، الا ان هذا الانسان المؤمن فيها - وكما نعلم - كان لابد وان يتفنن فيها بشكل او باخر، واستطاع مع مرور الزمن أن يتمرد في النهاية،
ربما لانه أدرك بفطرته ان في ذلك التحريم والمنع والجلافة شيء ضد طبيعة الحياة الانسانية، فلجأ في اسيلاد الفن الى فنون العمارة مثلاً ، أو لاستبدال الرسم مثلا بالخط، والموسيقى بالانشاد و و الخ ..
في حين أننا نلاحظ أن هناك بعض الاديان المتشابهة، التي نشأت في الحواضر على العكس ، نجدها قد استعانت بالفن والموسيقى في طقوسها كي تغلب و تدوم .. ولم يكن غياب المرأة فيها ملاحظ على الاطلاق ..
هنا اتوقف، وانا اعلم جيدا اني قد اطلت، وربما اسرفت في تناولي لبعض النقاط، او قصرت في فهم بعضها ..
الا انه في النهاية لا يسعني سوى ان اشكر اخي وصديقي الاستاذ المفكر التنويري "احمد عبد العال" على اثارته هذه الاسئلة الفكرية الجوهرية الرصينة والهامة . لكم كل الشكر على أناة الفهم والصبر والإهتمام و سعة الصدر ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آراءٌ بَسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد..(3)
- أراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحدْ..(2)
- آراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمٍة لأحد..
- * شرُّ التّفَاؤل المُفْرط..
- حديث خرافة..
- ليس بعيدا عن السياسة 3 ..
- ليس بعيدا عن السياسة 2 ..
- بليّة الفهم الكسول..
- أفكار حول مزايا الفلسفة
- رحيل - سيرة ذاتية -
- الانتخابات الرئاسيّة السورية.. صوت العقل
- أفكار أولية حول أهمية الحقيقة الدينية والحقيقة الإنسانية
- - البشر الأحياء - حوار مع الفنان التشكيلي العالمي CHALAK
- دردشات حول وباء التملّق ...
- عصر الغوغاء الرشيد
- من وحي كتاب -سيكولوجية الجماهير-
- أفكار حول أهمية العمل الخيري التطوعي
- - كوفيد 19 والنصف - مونودراما شعرية للشاعر - مزعل المزعل -
- ما هي الحقيقة ..؟!
- لصوص الفكر ..


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - آراءٌ بَسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد..(4)