كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 7136 - 2022 / 1 / 14 - 19:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم نرى صورة أحد منهم يومها...
لم نرى غيرها...
وحدها تتحدّث عن14 جانفي2011 و لن يتحدّث تاريخ ذلك اليوم عن أحد غيرها...
يومها رفع تاريخ الثورة صورتها و اسمها عاليا و رفعها عشّاق تونس فوق رؤوسهم أمام مبنى الداخليّة في شارع تونس الأشهر فوقفت شامخة في مواجهة الطاغية كما لم يقف أحد غيرها.
لذلك لن يتحدّث يوم 14جانفي 2011 إلاّ عن ميّة الجريبي و هي مرفوعة على أعناق الشباب تهتف ضدّ الطاغية!!
لم نرى يومها غيرها ...لا من هوّاة السيّاسة و لا من دُهاتها المتمرّسين.
لم نرى أحدا من هُوّاة السّياسة الذين مازالوا إلى اليوم يُعلنون علينا حبّهم للسّياسة و مازالت السّياسة تشيح عنهم بوجهها و تدفعهم بعيدا عنها في كلّ انتخابات و في كلّ محفل سياسي...
ربّما كانوا...هناك... مع ميّة الجريبي أمام وزاة الدّاخلية و لكنّنا لم نَرَهُم ...صِدقا لم نَرهم لأنّ القلب، في اللحظة الفارقة، لا يلتقط إلاّ صورة من صَدَقْ!!
أمّا دُهاة السّياسة و تُجّارها النّشِطين...فما رأيناهم معنا في ذلك اليوم العصيب..
يومها كان الغنّوشي قلقا...خائفا...صامتا في العاصمة المَلَكية: لندن مدينة الضباب...
كان ينتظر متربّصا أن يرحل ‟زين العابدين‟ لِيَسْقُطَ على تونس كما تسقط الجوارح القاسية على الفريسة الآمنة.
و يومها كان الدكتور المرزوقي قلقا...خائفا...ناعقا بخُطبِه الرنّانة في سبّ النّظام و أعوانه من خلف شاشات القنوات الأجنبية من مقرّ إقامته الدّائم في العاصمة الفرنسية.
و يومها كانت عبير موسي قلقة...خائفة...صامتة في بلدها الحزين في زاوية قصيّة...بعد أن خَذلَتْ نظامها و خَذَلَهَا... شرّ الخذلان.
اليوم تمرّ بنا ذكرى يوم 14جانفي 2011 المؤلم الحزين... يوم انتهت أمامنا ثورة تونس اليانعة على أيدي من أرادوا بتونس شرّا.
في هذا اليوم، لا نريد أن نسمع لهم مجدّدا فلقد سئمنا خطاباتهم و مزايداتهم و مشاحناتهم المصطنعة الركيكة.
في هذا اليوم نريد أن نذكر أيقونة الثورة ميّة الجريبي و لا أحدا غيرها لِنُجدّد لها العهد و لأرواح شهدائنا البررة و على رأسهم الشهيد الرَّمْز شكري بلعيد و نقول لهم: على العهد باقون، نحن في حُبّ تونس الأوّلون و الآخِرون!!!
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟