أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المعانيد الشرقي - الجسد في فلسفة نيتشه. الجزء الأول














المزيد.....


الجسد في فلسفة نيتشه. الجزء الأول


المعانيد الشرقي
كاتب و باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7133 - 2022 / 1 / 11 - 22:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الجسد في فلسفة نيتشه. ( فلسفة الصباح )
الجزء الأول.
نزولا عند رغبة أعز الأصدقاء الذين تربطني بهم أنبل الوشائج في الفضاء الأزرق وخارجه، ودعوة منهم بأن أقدم مقالات حول فلسفة الجسد، وجدتُ نفسي أمام مسؤولية معرفية جسيمة جعلتني أُجند إرادتي الفكرية كي أتقاسم النسق الفلسفي النيتشوي بخصوص فلسفته حول الجسد، سيرا على مبدأ المقولة المأثورة " إن كل شيء يُقتسم يضيع وينقص، إلا المعرفة عندما نقتسمها مع الغير تزداد."
ولهذه الغايات النبيلة، سأفتح شهية القُراء الرفاق والرفيقات على موضوع فلسفي يقترب من الجسد ويتخذه موضوعا للنبش والحفر الفلسفيين على أساس إقامة المعنى والغاية عبر الربط المفاهيمي بين الجسد كتجلٍ للحياة وتدفقها وبين الفلسفة التي تعمل دوما على تفكيك المفاهيم وإخراجها من صمتها كي تنطق بالحقيقة التي لن تكون سوى التجلي في الجسد ومكنوناته.
لكن قبل القبض على الجسد وإدخاله إلى مِشرحة الفلسفة كفيل بنا بأن نضع أرضية كمنضة نضع عليها الجسد كي نفحصه فحصا فلسفيا بغاية فهم ما ينطوي عليه، وإفهام الناس بأن الإقتراب منه ليس خطيئة كما ادعى قساوسة الكنيسة في فترات الصمت العقلي مهابة المثول أمام محاكم التفتيش.
ولذلك، سأبدأ بمقولة للفيلسوف فريدريك نيتشه عن الجسد يقول فيها في كتاب " العلم المرح " ( كثيراً ما سألتُ نفسي إذا ما كانت الفلسفةُ، في المُجمَلِ وحتَّى اليوم، تأويلاً للجسد وفي الوقتِ نفسه سوءَ فهمٍ للجسد".) هذه هي الأرضية التي اعتبرتها منضدة تشريح الجسد وفلسفة لتأويل معانيه ليس داخل مجال تراتبي أو زوج مفهومي كما عمل أفلاطون جسد / روح وإنما اتخاذ الجسد كتجلٍ وهاج للحقيقة الإنسانية.
فإذا اختزلنا الإنسان في الروح أو العقل، فإننا لا محالة سنصبح مومياءات مُحنطة، إن نيتشه اعتبر نقطة انطلاقه لتأويلات الفكرة بما هي جسد لا نفس كما اعتبرها ديكارت، لأن معرفة الجسد بحسب نيتشه أكثر جلاء من معرفة النفس، بل الأنكى من ذلك يعتبر فيلسوف المطرقة الجسد والنفس وحدة واحدة لا تقبل التجزيء، فالجسد والروح جزءان متواشجان لا يقبلان الإنفصال.
إذا كانت المعرفة العلمية اتخذت الجسد موضوعا للدراسة والتحليل من حيث كونه بنية من الأعضاء تؤدي وظائفها في تناغم وتناسق، فإن نيتشه اعتبر الجسد تعبيرا عن الحياة وبكثافة عبر الربط الفيسيولوجي لوظيفة الجسد ( الجنس، التغذية التناسل؛ أي الأبعاد الطبيعية..) بينما الفكر ليس سوى شكل من الأشكال المشتقة من الجسد، فإذا كان المظهر الذي يتحدد به الجسد كجوهر فلا يمكن للإنسان أن يختبئ وراء مظهره، وأن المظهر هو الحقيقة بجلاء.
وإذا كان المظهر سوى الإمتداد بتعبير رونيه ديكارت، فإن هذا الإمتداد لن يكون سوى الحواس في التقائها بالعالم الخارجي، وحسب نيتشه، فإن الجسد كمظهر يتجلى عبر الحواس التي تمدنا بمعطيات الواقع، فعلى سبيل المثال، الموسيقى التي اعتبرها نيتشه شهقة الحياة حيث أن حاسة السمع تنقل إلينا نغم الحياة، فهناك إمكانيات كثيرة نعبر بها من خلال الجسد، لكن الطريقة الفريدة التي لا يمكننا إنكارها هي الرقص على أنغام موسيقى فاغنر.. لهذا فالحواس باعتبارها نوافذ الجسد على العالم الخارجي، تمده بإيقاع الحياة فيرقص الجسد في تماهٍ تام مع مقامات أعدت لأناشيد الكورال الألماني كما عبر عن ذلك نيتشه في فترات الإنحطاط المسيحي. إن الجسد لعنة بحسب القساوسة، بل هو الخطيئة التي اعتبروها تُطارد الإنسان وتدفع به إلى جحيم ميتافيزيقي مقته نيتشه من الجذور..
إن الحياة بأكثر جلائها تتحدد من خلال الجسد الذي يعطي للروح وهجها عبر سقي المشاعر بأناشيد الحياة، يقول نيتشه في هذا الصدد: " لولا الموسيقى، لكانت الحياة غلطة كبيرة." إن نيتشه بتمجيده للجسد، يضعنا أمام كونه الفيلسوف الطبيب الذي يُعطي جرعات فكرية للجسد رغم ما يلحقه من ضعف ووهن بسبب المرض، لذلك، يقول: " من الألم يخرج الإبداع." إن المرض حسب نيتشه ليس نفي للحياة، بل هي فترة نقاهة الجسد واستعداده لخوض أكثر المعارك ضرواة لتمثيل إرادة القوة.



#المعانيد_الشرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلقات التنوير مع ابن رشد من النقد إلى التنوير/ الجزء 2
- حلقات التنوير مع ابن رشد من النقد إلى التنوير/ الجزء الأول.
- التربية على أسس علمية
- الفلسفة و العلم المعاصر؛ أية علاقة؟
- قضية المهدي بوكيو باتت قضية رأي عام دولي / الحرية هنا و الآن ...
- في أفق معانقة الحرية / الجزء الأول قضية الشاب المغربي / المه ...
- حكومة الذل و الهوان / المغرب نموذجا
- زمن التفاهات
- همس الصباح
- قضية المهدي بوكيو المعتقل على خلفية إرهابية تهمة ملفقة خالية ...
- الحرية للشاب المغربي المهدي بوكيو / تلفيق التهم عنوان الاعتق ...
- أخلاقيات مهنة التدريس بين التنظير و الواقع
- القيم رافعة أساسية لمواجهة التخلف - فكر المهدي المنجرة نموذج ...
- في نقد السلفية الوثوقية / الجزء الأول
- أسباب تأخر المسلمين الجزء الثاني
- أسباب تأخر المسلمين / الجزء الأول
- العدالة الاجتماعية مثال أخلاقي كوني
- الحرية للشاب المغربي المهدي بوكيو
- أطلقوا سراح الشاب المغربي - المهدي بوكيو -
- الممارسة كمفهوم: الجز الثاني


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المعانيد الشرقي - الجسد في فلسفة نيتشه. الجزء الأول